إعلان

قائد بطارية الصواريخ المضادة للطائرات يكشف لـ''مصراوي''أسرارا جديدة لمعركة النصر

10:28 م الخميس 04 أكتوبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الدقهلية - رنا الجميلي:

'' سيجيء يوم نجلس فيه معا لنقص ونروي حكايات وبطولات قام بها أبطال جيشنا العظيم وهم يحملون مشاعل النور والحرية.. أمل الأمة  ليعبروا بها ما بين اليأس والرجاء ''عبارة شهيرة قالها الرئيس الراحل أنور السادات قبل رحيله بسنوات ،مؤكدا أن ذاكرة التاريخ لا يمكن أن تمحوها الشعوب مهما علا شأن الحاقدين على انتصارنا العظيم بأكتوبر. 

ومازالت حرب أكتوبر التى يتم تدريس خططها العسكرية والبطولات النادرة لأبطال الجيش المصري بأرقى الأكاديميات والمعاهد والكليات العسكرية العالمية  تضع أمام أعيننا ذاكرة ما نتطلع إليه من الحرية والانتماء والأمل .

وأصبح واجبا علينا فتح ذاكرة التاريخ أمام أجيال ممن لم يعاصروا هذه الحرب ولا يعرفون  الكثير عن أبطالها وبطولاتهم التي تميزت بسيمفونية تناغم رائعة فيما بينهم.

التقت ''مصراوي'' باللواء السعيد محمد شلبى '' قائد بطارية صواريخ مضادة للطائرات بقطاع بورسعيد بمطار الجميل و أجرت معه حوارا للتاريخ بمناسبة احتفالات ذكرى حرب السادس من أكتوبر .

قال شلبي إنه من مواليد ميت غمر، تخرج من قسم الإلكترونيات بكلية العلوم بالقاهرة عام 1967 والتحق بالقوات المسلحة فى 7 يوليو عام 1967 وشرف بتكليف دفعته بالعمل فى الرادار والصواريخ بقرار جمهوري، والتى ظل يعمل بها حتى خرج برتبة لواء على المعاش .
  وفى حديث معنا استفاض وروى ذكرياته كأحد أبطال الحرب المجيدة قالئلا إنني فخور بمشاركتي بالملحمة التى لقنت العدو الصهيوني صفعة قوية لن ينساها على مر الزمان وكنت وقتها قائداً لبطارية صواريخ مضادة للطائرات برتبة رائد.

وأضاف '' مشوار الألف ميل بدأ بعد نكسة 1967 ببناء الجيش المصري من جديد وتسليحه بكافة الأسلحة التى تساعده على خوض الحرب من جديد وكان الهدف واحد وهو ''استعادة سيناء'' من العدو، ولم يكن تسليح الجيش بعد النكسة يتعدى الـ 10 % ولم يكن لدينا غطاءا جويا  لذلك كنا معرضين لضرب الطائرات والمدفعيات المحيطة بنا من جميع الجهات.

وأوضح أنه سافر للاتحاد السوفيتي للحصول على بطاريات مضادة للصواريخ وعدت بها مصر ليتدرب على استخدامها جميع أفراد الكتيبة بالإضافة لكافة المعدات التى تم تسليح الجيش بها ليتم استيعابها جيداً ومعرفة خصائصها وكيفية التعامل معها ضد العدو فى أى وقت ، مضيفا ''بدأنا التدريبات الشاقة بثلاث مراحل تتمثل بمرحلة الصمود والاستنزاف والردع منذ عام 1967إلى عام 1972وكان يتم وضع خطط التدريب والانتقال من مرحلة لأخرى .

وأكد شلبي أنهم تدربوا على عبور الساتر الترابي ''خط بارليف'' بترعة الخطاطبة والتى تم عمل تصميمات بها على شكل ماكيتات للساتر الترابي وخط بارليف لرفع كفاءة الفرد والكفاءة الفنية للأفراد ولاستخدام المعدات  والاستعداد القتالي حتى يوم الحرب، وكان جميع أفراد الجيش المصري على دراية كبيرة  بالاستخدام الجيد للسلاح الذى يحملونه، وخير دليل أنه تم بعد ذلك تدريس كيفية  استخدامنا لصواريخ  ''آر بي جي'' فى صد العدوان وتدمير المدرعات الإسرائيلية على مستوى العالم .

أرض الفيروز عادت بتكاتف الشعب والجيش

لم يتوقع الشعب المصري نشوب الحرب أو استعادة سيناء من الاحتلال وسيطر الإحباط على نفوس المصريين، لاحتلال أرض سيناء من قبل الصهاينة الذين لم تتجاوز عمر دولتهم أكثر من 19عام، خاصة بعد وصف قادة العالم  للساتر الترابي الذى أقامه الصهاينة على الضفة الأخرى للقناة بأنه الحصن المنيع الذى لن تتمكن أي قوة فى العالم من اختراقه.

وقال شلبي إن التكاتف بين الشعب والجيش لرد الهزيمة تجلى بصورة واضحة، حتى وصل التفكير وقتها لاقتراح تسليح المصريين وعمل مقاومة شعبية وشارك الشعب المصري بجميع طوائفه بالتجنيد قبل وبعد1967ولم تكن هناك فترة محددة للتجنيد ولم يتذمر أحدا منهم من الحياة العسكرية وكانت العقيدة المتأصلة بداخلهم واحدة وهي ''عودة التراب المصري ومحو آثار الهزيمة التى لم يعترفوا بها ''.

سرية موعد ملحمة النصر ''هدية السادات '' لأعداءه

وأشار شلبي إلى أنه  يوم 6 أكتوبر كان قائدا لإحدى وحدات إطلاق بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات بمطار الجميل ببورسعيد ، مضيفا''فوجئت بتلقي إشارة فى الساعة الواحدة ظهرا فى سرية تامة برفع حالة الاستعداد القصوى ولم يكن لدينا علم بما يجرى ولكن  بعد 40 دقيقة وصلتنا إشارة بكود سري فهمنا عند ترجمتها أنه يجري تحديد ساعة الصفر لبدء عملية أو معركة،و تم التنبيه على ضرورة تقييد جميع الصواريخ وعدم إطلاقها حتى وإن ظهرت أمامها أي طائرات، فعلمنا وقتها أن الطائرات المصرية ستحلق فى الجو وستعبر القناة من أجل تحرير الأرض، و تقييد  إطلاق الصواريخ حتى لايتم إصابتها .''

ورفع شلبي ناظريه  للسماء ليسترجع المشهد أمامه ،و فى تلك اللحظة تساقطت الدموع من عينيه، قائلا ''فى تمام الساعة الثانية سمعت داخل القاعدة الإذاعة الداخلية تردد أن القوات المصرية عبرت القناة وتعالت هتافات الجميع مرددين''الله أكبر''، وشعرت حينها أن زلزالا هز الأرض والسماء ،وبعد 10 دقائق تلقيت إشارة تفيد بأن الطائرات المصرية فى طريقها للعودة، ويجب تأمينها منعا لهجوم أي طائرات معادية ، والاشتباك مع أي طائرات للعدو والتعامل معها على الفور، مؤكدا أنه يوجد نظام متعارف عليه داخل وحدات القوات المسلحة المصرية يتم من خلاله التعرف على الطائرات المصرية المحلقة فى السماء دون غيرها.

وقال إن عبقرية خطة الحرب التي وضعتها القوات المسلحة للعبور في ١٩٧٣ تكمن في اختيار وقتها والخداع وتشتيت المعلومات المرسلة للعدو ، والإخفاء والهجوم على طول الجبهة وتحقيق النجاحات بهدف العبور والوصول بالقوات المصرية إلى منطقة المضايق البحرية فضلا عن  تطوير إمكانية الهجوم.

الحالة النفسية لجنود مصر وقت الحرب

يقول شلبي '' لو عادت بنا الأيام مش هنصدق إننا استطعنا احتمال قلة ساعات النوم،ونحن نحمل أرواحنا على كفوفنا، ونسير بها وانتزع الله من داخلنا الخوف ولم نكن نشعر بالجوع أو العطش، رغم إننا كنا فى شهر رمضان مش عارفين بنفطر وبنتسحر إمتى ومحدش كان بيسيب مكانه ، ودي كانت حاجة من عند ربنا ، وعدى رمضان علينا دون الشعور بأى شئ زى أى شوية حر دلوقتى بيحس بيهم المواطن فى الشارع من إجهاد وتعب،  وكنا بنقبض 42 جنيه مرتب وقتها ، وكنا عايشين مرتاحين ''، مضيفا الآن لا يهمني سوى أن أكون بطلا فى نظر أولادي سالي وهبه ومحمد وأحفادي الستة .

أبطال ملحمة النصر في طي النسيان

وعن التقدير المعنوي لأبطال حرب أكتوبر قال اللواء شلبي إن جميع أفراد الجيش المصري لم يضعوا أي صورة من صور التكريم داخل أذهانهم سواء كانت نياشين أو أوسمة،  وأفضل تكريم لنا كان الحب والترحاب من جموع الشعب المصري، بمجرد رؤيتنا يهتفون ''ربنا معاكم ياأبطال'' وهم يلوحون بعلامات النصر، وكنت عندما أنزل الشارع لتغيير المعدات و لأطمئن أسرتي تليفونيا، وكانت أكشاك السجائر هي الوحيدة التى بها تليفونات ، وكان يقف عليها المئات بالطوابير للاتصال بذويهم ، و الكل كان يفسح لي الطريق بمجرد رؤيتي،  ويقومون بإلقاء الورود علي، ويرفض صاحب الكشك أخذ أية نقود تقديرا لجهودنا فى الحرب ضد الاحتلال.

واختتم شلبي حديثه قائلا'' يجب تحديد هدف استراتيجي للدولة المصرية خلال المرحلة الحالية والعمل بجد والاستعداد للوصول إليه، لكى تحتل مصر مكانتها اللائقة على الساحة العالمية؛ وتكون دولة قوية متقدمة اقتصاديا وصناعيا وزراعيا وبشريا ، وأنه يجب أن تسود روح أكتوبر التي غمرت القوات وكل أبناء الشعب المصري بكل طوائفه لتحقق مصر أحلامها في غد أفضل وتحتل مكانتها التي تستحقها بين الأمم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان