التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.. هل يكفي "حفظ ماء الوجه" لمنع حرب إقليمية؟
كتب- محمد صفوت:
بعد ما يبدو استعراضًا للقوة لحفظ ماء الوجه، عادت إسرائيل وحزب الله إلى "قواعد الاشتباك" التي حافظتا عليها لعقود وحالت دون اندلاع حرب واسعة، باستثناء حرب 2006. إذ لم تجر الهجمات الأخيرة المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة، وسرعان ما انتهت وأعلن الجانبان تحقيق أهدافهما.
على مدى أسابيع، حبس الشرق الأوسط أنفاسه تحسبًا لرد انتقامي من حزب الله على اغتيال القيادي بالجماعة اللبنانية فؤاد شكر في بيروت، والرد الإسرائيلي المتوقع مما قد يوقع الطرفين في سلسلة من الضربات ربما تجر إيران، التي تعهدت بالانتقام لاغتيال زعيم المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية على أراضيها.
وترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الشرق الأوسط تجنب حربًا شاملة في الوقت الراهن، بعدما عادت إسرائيل وحزب الله إلى المواجهات المعتادة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وربطت الصحيفة بين اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واستمرار التوترات في شمال الدولة اليهودية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الجماعة اللبنانية تعهدت بمواصلة هجماتها على إسرائيل حتى انتهاء الحرب في غزة، مما يعني مواصلة الهجمات المتبادلة التي يزيد خطر انزلاقها إلى حرب واسعة، طالما استمرت الحرب في غزة.
هجمات أنهت أسابيع من التشاؤم
الأمر الذي يدعو للتفاؤل أن ضربات الأحد الماضي أنهت أسابيع من التشاؤم في المنطقة خوفًا من الانزلاق في حرب إقليمية واسعة، إذ تراجع حزب الله وإسرائيل عن "حافة الهاوية"، وأطلق الطرفان إشارات تفيد بخفض التصعيد بعد الهجمات المتبادلة التي وقعت بينهما فجر الأحد.
وقال محللون ومسؤولون لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن هجمات الأحد الماضي بين حزب الله وإسرائيل كانت "لحفظ ماء الوجه" ومحاولة لتجنب الانجرار إلى صراع أوسع وأكبر يجر المنطقة كلها.
رغم تجنب التصعيد فجر الأحد الماضي، لا يزال خطر الانزلاق في حرب إقليمية بالشرق الأوسط قائمًا ما لم تتوقف الحرب في غزة.
ترى "نيويورك تايمز" أنه مع انطلاق الصواريخ والقذائف عبر سماء لبنان وإسرائيل يوم الأحد الماضي، بدا أن اللحظة التي يخاف منها الناس في أنحاء المنطقة قد وصلت، وهناك حرب شاملة، ولكن بسرعة كبيرة، أنهت إسرائيل وحزب الله تبادلهما للاتهامات، وادعى كل منهما النصر وأن القتال في الوقت الحالي على الأقل "انتهى".
رد إيران
أكد رئيس الأركان الإيراني، اللواء محمد باقري، أن رد طهران على اغتيال هنية على أراضيها "حتمي"، مؤكدًا أن إيران لن تقع في فخ الألاعيب والاستفزازات الإعلامية للعدو وهي من تقرر الثأر، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
في هذا الشأن، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن إيران، التي تعهدت بالانتقام لاغتيال هنية، لا تزال تحافظ على ضبط النفس، لكنها عازمة على الرد على مقتل زعيم المكتب السياسي على أراضيها.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول بالشرق الأوسط قوله إنه من المرجح أن ترد إيران بطريقة أو بأخرى، لكن كيف ومتى وإلى أي مدى سيكون ردها فهو غير واضح بعد.
وفق "نيويورك تايمز"، يشير الهجوم المحدود الذي شنه حزب الله على إسرائيل إلى أن إيران، مثل حليفتها، تريد الحد من خطر التصعيد، وذلك بعد أسابيع من المخاوف الإقليمية بشأن حرب تجر المنطقة برمتها.
حرب إقليمية حتمية
وعن النتائج التي أعلنها الطرفان بعد الهجمات، يقول دبلوماسي كبير من الشرق الأوسط لـ"واشنطن بوست" إن إسرائيل وحزب الله مسروران بالنتائج، موضحًا أن ذلك يجعل الانزلاق إلى حرب إقليمية أقل احتمالاً.
في ذات السياق، تشير صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن الهدنة في شمال إسرائيل مرتبطة بالهدنة في غزة، وأن كابوس انجرار المنطقة في حرب إقليمية سيظل قائمًا ما لم تتوقف الحرب في غزة.
لكن "الجارديان" ترى أن السيناريو المخيف والمرعب لاندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط سيظل قائمًا طالما أن جميع الأطراف تدور في "حلقة مفرغة" من الهجمات المتبادلة، خاصة مع استمرار المأساة الإنسانية في قطاع غزة.
"واشنطن بوست" نقلت عن محللين قولهم إن اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط تم تأجيله ولم يتم تجنبه، موضحين أن الحرب في الشرق الأوسط مرتبطة حاليًا بالتقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وقال مسؤول من المنطقة إن الأمل حاليًا أن يؤدي التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى خفض التصعيد في المنطقة.
فيديو قد يعجبك: