"وفاة زوجته وابنه أكسبته تعاطف الناخبين".. من هو مسعود بزشكيان رئيس إيران الجديد؟
كتبت - سلمى سمير:
أعلنت لجنة الانتخابات الإيرانية، اليوم السبت، فوز المرشح الإصلاحي المعتدل مسعود بزشكيان بمنصب الرئيس الإيراني ليكون خلفًا لإبراهيم رئيسي الذي قتل خلال حادث طائرة في مايو الماضي.
جاء فوز الإصلاحي "بزشكيان" عقب جولة إعادة ثانية بينه وبين المتشدد سعيد جليلي حيث تصدر المرشحان النتائج في الجولة الأولى، إلا أنها صبت في صالح بزشكيان خلال الإعادة ليحصل على 17 مليون صوت من إجمالي الناخبين، وذلك بحسب البيانات التي نشرتها وزارة الداخلية الإيرانية.
من هو بزشكيان؟
جرت العادة في إيران بوصول مرشحين محافظين إلى منصب الرئيس، لكن الأمر كان مفاجئًا بوصول مرشح معتدل إصلاحي كرسي الرئاسة، خاصة وأنه يدعو لسياسة مغايرة عن أسلافه الذين اتبعوا نهجًا معروفًا في معاداة الغرب ودعم جماعات بعينها.
وُلد بزشكيان صاحب الـ69 عامًا بمدينة مهاباد الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية، والمعروفة بضمها عدد كبير من أتباع المذهب السني حيث يسكن فيها حوالي 2% من الأقلية الناطقة باللغة الأذرية، وهو الأمر الذي لم يجعله خجلًا من انتمائه لأقلية بل كان سببًا في دفاعه عن الأقليات داخل إيران.
أدى الطبيب بزشكيان خدمته العسكرية في أحد أكثر المدن الإيرانية معاناة من الأوضاع الإنسانية وهي محافظة سيستان وبلوشستان، والتي التحق بعد انتهاء خدمته فيها بكلية الطب في مهاباد.
شارك بزشكيان في الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت نحو 8 سنوات، انقسم عمله خلالها بين المشاركة كجندي أو الإشراف على الفرق الطبية التي وصلت إلى جبهة القتال.
بعد انتهاء الحرب عام 1988 أكمل بزشكيان دراسته وتخصص في جراحة القلب بجامعة تبريز للعلوم الطبية، والتي تولى فيها لاحقًا منصب رئيس الجامعة للعلوم الطبية عام 1994، واستمر فيه لمدة 5 سنوات، إلا أنه فجع لاحقًا بخسارة زوجته وأحد أبنائه الثلاثة في حادث سير تفرغ بعدها لتربية ابنه وابنته دون الخوض في تجربة الزواج مرة أخرى، وهو الأمر الذي أكسبه تعاطفًا خلال برنامجه الانتخابي، بحسب معهد "الأطلسي للدراسات".
معارض للحكومة
منذ بداية ظهور الطبيب على المشهد السياسي عقب توليه منصب نائب وزير الصحة عام 1997، انتقد بشكل دائم السياسة الإيرانية ليتم احتسابه على تيار المعارضة.
وهاجم بزشكيان بشكل قوي خلال جلسة للبرلمان الإيراني بصفته نائبًا عن مدينة تبريز ما أسماه "الرد الوحشي" على التظاهرات التي اندلعت عام 2009، وهو ما تسبب وقتها بإثارة الأوضاع بين نواب التيار المحافظ.
رغم مرور السنوات بقي موقف بزشكيان من الحكومة واضحًا في مسألة تعاملها مع المعارضة، من خلال تشكيكه في رواية السلطات الإيرانية، التي أصدرتها بشأن وفاة مهسا أميني عقب اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق عام 2022، مستندًا إلى خلفيته الطبية والتي شكك فيها بإمكانية تسبب الحادث التي ذكرته الحكومة في وفاة الفتاة صاحبة الـ22 عامًا.
اندماج مع الغرب
"آمل خروج إيران من عزلتها" بهذه الكلمات عبر بزشكيان عن رغبته في بدء صفحة جديدة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لإيران بالقول إن طهران ستتبنى سياسة محايدة لا تتخذ فيها جانب الشرق أو والغرب، على أمل إصلاح سياسات إيران المتوترة مع الخارج
كان بزشكيان، من مؤيدي عقد الاتفاق النووي الإيراني مع الولايات المتحدة عام 2016، والذي عقد في عهد الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني واستمر لمدة 3 سنوات، حيث أعرب المرشح الإصلاحي عن رغبته في انخراط إيران بمفاوضات تسمح بالعودة إلى الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، بناء على قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وجاءت رغبة المرشح الإصلاحي في العودة إلى مفاوضات الاتفاق النووي، في سبيل رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران بموجب نشاطاتها النووية، قائلًا "في حال توصّلنا إلى رفع العقوبات الأمريكية، ستكون حياة الناس مريحة أكثر".
ورغم إبدائه اعتراضًا على آلية تعامل الحكومة مع المعارضة السياسية وإعلان رغبته في تغيير السياسة الخارجية لإيران، لكن بزشكيان أكد خلال برنامجه الانتخابي أن المرشد الإيراني علي خامنئي هو من يضع النقاط الأساسية للسياسة الإيرانية وتحديدًا فيما يتعلق بالخارج، مشيرًا إلى أنه سيلتزم في نهاية المطاف بالخطوط العريضة التي يضعها له المرشد.
فيديو قد يعجبك: