قرع طبول الحرب بالمنطقة.. كيف ستحدد "الرواية الإيرانية" الرد على اغتيال هنية وشكر؟
كتب- محمد صفوت:
مع تصاعد التوترات في المنطقة إثر الحرب في غزة والمناوشات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تقترب المنطقة يومًا بعد يوم إلى حرب إقليمية واسعة ربما تنزلق فيها عدة دولة.
وفي أقل من يوم اغتالت إسرائيل إسماعيل هنية قائد المكتب السياسي لحماس أثناء تواجده في إيران، وفؤاد شكر القيادي البارز في حزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية أن هنية تعرض لهجوم في طهران باستخدام "قذيفة موجهة محمولة جوًا".
ويبدو أن التفاصيل الدقيقة لما حدث في طهران وأدى لمقتل هنية أو التفاصيل التي تختارها إيران لسردها، ستحدد ما هو القادم بالنسبة للمنطقة، خاصة بعد اغتيال قيادي بارز في حزب الله أحد أكبر أذرع طهران بالمنطقة.
اغتيال هنية الذي حضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، ثم توجه لمقر إقامته في مقر خاص للمحاربين القدامى في طهران، وهو المكان الذي شهد عملية اغتيال.
ترى شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تحليل لها، أن استهداف زعيم المكتب السياسي لحماس في طهران، سيشكل انتهاكًا خطيرًا لسيادة العاصمة الإيرانية وفقعاتها الأمنية المزعومة، مهما كانت القصة التي ستسردها إيران للحادث.
تشير الشبكة الأمريكية أن الدور الإيراني كقوة إقليمية سيتآكل بعدما عجزت عن ضمان سلامة أحد أبرز حلفائها وضيفها إسماعيل هنية.
في الواقع تحملت إيران انتهاكات مماثلة في الماضي، حيث اغتيل علماء إيرانيين في عمليات اغتيال إسرائيلية أبرزها حادث العالم النووي البارز محسن فخري زاده، الذي قوبلت حادثة اغتياله بغضب فوري محدود في 2020.
ما هي خيارات إيران؟
يرى نيك باتون والش، المحلل السياسي محرر الأمن الدولي في الشبكة الأمريكية، أن الخيارات أمام إيران محدودة، وليس بينها خيار عظيم للرد.
ويرجح أن إيران مترددة في إطلاق حزب الله وكيلها الأكثر شراسة وقوة في المنطقة من بين الجماعات الموالية لها في الشرق الأوسط، في حرب واسعة ضد إسرائيل.
ويؤكد المحلل السياسي، أن حزب الله يظل ورقة قوية لا يمكن لطهران أن تلعب بها إلا مرة واحدة، ولذلك عليها أن تختار بعناية متى تفعل ذلك.
الرد الإيراني المحتمل، سيحدد دورها كقوة إقليمية في الشرق الأوسط، لكنه سيشكل أيضًا خطرًا بخسارة هذا الدور، حيث لن تؤدي ضربة خفية غير متكافئة لاغتيال ضيف على أراضيها إلى إصلاح الضرر الذي لحق بمكانتها.
وترى "سي إن إن" في تحليلها أن السؤال الذي سيظل مطروحًا خلال الساعات المقبلة، بينما تواصل إيران صياغة روايتها هو ما هي الدرجات المتبقية على سلم التصعيد وما هو موجود في قمة هذا السلم.
محور المقاومة
يقول الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب عساف أوريون، إن اغتيال قادة الجماعات الموالية لطهران (شكر وهنية) ربما يؤدي إلى رد من "محور المقاومة" الذي بنته إيران على مدار عقود.
ويرجح أوريون، عدم رد حماس على اغتيال هنية من غزة بسبب صعوبة ذلك في الوقت الحالي بعد 9 أشهر، ويتوقع أن تحاول الحركة الفلسطينية شن هجوم في الضفة الغربية أو منها على إسرائيل.
ويشير إلى أن استهداف قائدين بارزين في أقل من يوم واحد، يرجح أن تواجه إسرائيل رد فعل قوي إقليمي، مؤكدًا أن اغتيال شكر وهنية، يزيد من احتمال رد محور المقاومة.
رد فعل منظم وقوي
ويعتقد الزميل البارز ومدير أول للتواصل الاستراتيجي في معهد الشرق الأوسط فراس مقصد، أن عمليات الاغتيال في بيروت وطهران ستثير رد فعل منظم على مستوى المنطقة.
ويقول إن عملياتي الاغتيال في لبنان وإيران أظهرتا قدرة استثنائية لإسرائيل من حيث المعلومات الاستخباراتية القابلة للتنفيذ لاغتيال قيادات بارزة من وكلاء إيران، وتقديم نصر تكتيكي لنتنياهو.
ويرجح أن اغتيال هنية ربما "غير الديناميكية تمامًا" بين الوكلاء المدعومين من إيران وإسرائيل، حيث يعتقد أن يشمل رد الفعل كافة الجماعات الموالية لإيران في المنطقة من العراق وسوريا ولبنان واليمن، وربما من طهران نفسها.
ويشير إلى أن الاغتيالات المتتالية لقادة الجماعات الموالية لطهران غير مسبوقة، وهي خطوة تقرب الصراع الواسع في المنطقة، مرجحًا أن نشهد عدة أيام مظلمة حيث ستكون المنطقة على شفا حرب شاملة.
فيديو قد يعجبك: