"مقبرة جماعية للطائرات".. الأسطول الجوي الإيراني يسلب حياة مسؤولي الدولة
كتبت- أسماء البتاكوشي
بعد مرور ساعات على حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وعدد من المسؤولين الإيرانيين بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، الأمر الذي تسبب في مقتلهم، ليعود ملف الأسطول الجوي الإيراني إلى الساحة من جديد، الأسطول المتهالك القديم الذي أودى بحياة الكثير من مسؤولي النظام من ضمنهم وزراء وشخصيات أمنية، فضلًا عن الحوادث الجوية المدنية التي كانت ولا تزال تحدث.
سقوط مروحية الرئيس الإيراني، أمس الأحد، هي أحدث مثال على سلسلة الحوادث التي تعرض لها المسؤولون السياسيون والعسكريون في إيران خلال العقود الماضية، ففي مارس من عام 2021، شهدت إيران سقوط مروحية كانت تقل وزير الرياضة آنذاك، حميد سجادي، وعدد من مرافقيه مرافقيه، خلال هبوطها في المجمع الرياضي بمدينة بافت في محافظة فارس.
وبعدما تم نقل وزير الرياضة السابق حميد سجادي إلى طهران، خرج من المستشفى، بعد مرور بضعة أيام قضاها تحت الرقابة الطبية، لكن مساعده إسماعيل أحمدي، لقي مصرعه في تلك الحادثة، وكان الذراع الأمنية للحرس الثوري الإيراني في هذه الوزارة، كما لعب دورًا في الضغط على الرياضيين المنتقدين للسلطة.
بينما في عام 2005، لقي قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني أحمد كاظمي، مصرعه، برفقة عدد من قادة الحرس الثوري، في حادث تحطم طائرة من طراز داسو فالكون 20، بالقرب من أورمية.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد عيّن كاظمي، قبل بضعة أشهر فقط من مقتله، قائدًا للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني.
وتحطمت طائرة ياك 40 التابعة لشركة فراز قشم الجوية، في 27 مايو 2001، والتي كانت تقل وزير الطرق والنقل، رحمن دادمان، في محافظة مازندران شمال إيران، ما أسفر عن مقتل دادمان وعدد من نواب البرلمان، ومساعدي بعض الوزراء، وعدد من مسؤولي هيئة الطيران المدني.
وأعلنت منظمة الطيران المدني بعد ذلك، في بيان رسمي، أن سبب سقوط الطائرة هو "خطأ الطيار".
وفي عام 1994، قُتل قائد القوات الجوية، منصور ستاري، مع كبار ضباط القوات الجوية في حادث تحطم طائرة بالقرب من مطار بهشتي الدولي في أصفهان.
وتحطمت طائرة هرقل سي-130 تابعة لسلاح الجو الإيراني بالقرب من طهران، في عام 1981، ولم ينج سوى 19 من ركابها البالغ عددهم 77 راكبًا، إذ لقي في هذه الحادثة مجموعة من أبرز قادة الحرب العراقية- الإيرانية، مصرعهم بينهم يوسف كلاهدوز ومحمد جهان آرا، فضلًا عن وزير الدفاع آنذاك، موسى نامجو.
وفي أكتوبر الماضي وصف وزير الصناعة والتجارة عباس علي آبادي، الحالة المزرية للأسطول الجوي الإيراني بوجود "مقبرة للطائرات" في مطار مهرآباد بطهران، في إشارة إلى كثرة الطائرات التي بها عيوب فنية، الوصف الذي يجسد الأزمة التي يعاني منها الأسطول بسبب العقوبات الأمريكية.
يشار إلى أن أسطول الطائرات العسكرية أو المدنية في إيران متهالك، ويعاني مشاكل فنية بسبب العقوبات الدولية، وعدم توفر قطع الغيار اللازمة، إذ تستمر هذه العقوبات في تأثيرها السلبي على قدرة إيران على تحديث وصيانة طائراتها، مما يعرض حياة العديد من المدنيين والعسكريين للخطر، حيث يتمثل الحل الوحيد لتحسين الوضع في رفع العقوبات والسماح لإيران بشراء قطع الغيار والطائرات الجديدة بشكل مباشر.
فيديو قد يعجبك: