سقوطها من السماء.. فيديو يرصد اللحظات الآخيرة لطائرة الرئيس الإيراني.. ما حقيقته؟

كتب- مصراوي

بعدما أعلنت الحكومة الإيرانية سقوط مروحية كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي مع وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وعدد من المسؤولين، أمس الأحد في منطقة جبلية شمال غرب البلاد، انتشرت الكثير من مقاطع الفيديو التي تزعم أنها توثيق للحظة سقوط الطائرة فضلًا عن صور من حطام الطائرة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، زعم ناشره أنه توثيق لحظة سقوط طائرة الرئيس الإيراني، لكن تلك المزاعم غير صحيحة، فإن الفيديو يوثق تحطم طائرة فريق إنقاذ في جورجيا عام 2022، إذ يظهر فيه سقوط طائرة في غابة واسعة قبل أن تنفجر، كما جاء في التعليقات المرافقة "بالفيديو لحظة تحطم الطائرة التي على متنها الرئيس الإيراني ووزير خارجيته".

وتم تداول هذا الفيديو بصورة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حصد مئات المشاهدات والمشاركات، بعد ساعات من إعلان تعرّض مروحية الرئيس الإيراني عصر الأحد لـ"حادث" في منطقة جلفا في مقاطعة أذربيجان الشرقية (غرب).

وبحسب موقع "ميزان فرانس برس"، فإن مقطع الفيديو الذي تم تداوله، لا علاقة له بالحدث، إذ أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث أنه منشور منذ عامين في مواقع جورجية، وهو ما ينفي أن يكون حديثًا.

وفي نهاية شهر يوليو من عام 2022، نشرت مواقع إخبارية عدّة الفيديو، على أنه يصوّر تحطم مروحية في منطقة جبلية بالقرب من منتجع غودوري في جورجيا.

وكان هناك مقاطع فيديو أخرى صوّرت الحادث من زوايا مختلفة، تؤكد أن الطائرة الظاهرة في المقطع المصور هي بالفعل لطائرة إنقاذ جورجية.

كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي منشورات أخرى لصورة لحطام طائرة في منطقة تبدو كثيفة الأشجار، بينما تتضمن بعض المنشورات صورة أخرى لمن يبدو أنّهم عناصر إنقاذ، لكن تلك الصور غير صحيحة.

وبتعقب الصور على محركات البحث، تبين أنها منشورة ضمن مجموعة من الصور على مواقع إيرانيّة عدّة في العام 2020، ما ينفي أن تكون لها أي علاقة بحادث تحطّم مروحيّة رئيسي، إذ تُظهر المشاهد طائرة تدريب تحطّمت آنذاك في قلعة عباس آباد في شمال إيران، بحسب وكالة "ميزان" الناطقة باسم السلطات القضائية في إيران.

كما أن الطائرة في الصورة من طراز StationAir ليست طائرة مروحيّة، بل ذات جناحين، فيما الطائرة الرئاسيّة الإيرانيّة المنكوبة هي طائرة مروحيّة، وقد حدّدت وزارة الداخلية الإيرانيّة طرازها بـ "بيل 212".

وأكدت وكالة مهر للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني، وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية على متن الطائرة المنكوبة بعد العثور على حطامها.

وتعد المنطقة التي وقع فيها حادث تحطم مروحية الرئيس، من المناطق الجبلية الصعبة ولها ظروف جغرافية خاصة، وهي منطقة مليئة بأشجار الغابات، وتتمتع المنطقة بالمنخفضات والمرتفعات والوديان والأسوار الحجرية.

وأثرت الظروف الجوية والأمطار ووجود الضباب وانخفاض مستوى الرؤية على عملية البحث. وتقوم الفرق المختصة بالبحث في المنطقة.