إعلان

سلاح روسيا الفضائي.. هل يُدخل العالم حقبة من الظلام؟

09:26 م السبت 17 فبراير 2024

هل يُدخل العالم حقبة من الظلام؟

كتب- محمود الطوخي
في أعقاب تصريحات رئيس لجنة الاستخبارات بالكونجرس الأمريكي مايك تورنر، حول "تهديد روسي للأمن القومي"، عمد المسؤولون في الإدارة الأمريكية إلى التكتم حول ماهية التهديد الذي حدده الرئيس جو بايدن بـ "السلاح النووي الفضائي"، فما هي قدرات السلاح الروسي المقصود؟.
1
أوضحت مصادر مطلعة في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن موسكو تسعى لتطوير سلاح نووي فضائي، يشمل قدرات لتدمير الأقمار الصناعية عبر توجيه فيض من الطاقة الموجّهة يؤدي إلى تفجيرها.
وأشارت المصادر الاستخباراتية، إلى أنه من الممكن أن السلاح الروسي ، قد يهدد مساحة كبيرة من المدار الذي تسبح فيه الأقمار الصناعية، ما يؤثر على المعاملات العالمية في عدد من المجالات مثل الاتصالات الهاتفية وخدمات الإنترنت.
2
وبالرغم من أن السلاح الروسي لا يزال قيد التطوير، فإن الإدارة الأمريكية أبدت قلقا كبيرا، موضحة أنه في حال تم استخدامه، فإنه سيكون بمثابة تطور "خطير" في تاريخ الأسلحة النووية؛ إذ أنه من الممكن أن يتسبب في اضطرابات شديدة في الحياة اليومية بطرق "يصعب التنبؤ بها"، وفقا للشبكة الأمريكية.
وتعد هذه النوعية من الأسلحة الجديدة، التي يُعرفها خبراء الفضاء العسكريون بـ "النبضات الكهرومغناطيسية النووية"، وتعتمد على إنتاج الطاقة الكهرومغناطيسية والجسيمات عالية الشحنة التي من شأنها إخراج الأقمار الصناعية عن الخدمة حال تم استهدافها.
صورة-3
وفي حين أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه لا توجد تهديدات نووية للأمريكيين أو أي مكان بالعالم في ظل "الأفعال الروسية الحالية"، أوضح أن أي إجراء تتخذه موسكو أو من المقرر اتخاذه يتعلق فقط بالفضاء والأقمار الصناعية.
وذكرت "سي إن إن" أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ووكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه"، تتبعتا لسنوات المساعي الروسية لتطوير منظومة تسليحية مضادة للأقمار الصناعية، بما فيها "النبضات الكهرومغناطيسية".
وكشفت عن أن الإدارة الامريكية تلقت عدة تقارير استخباراتية خلال الشهور الأخيرة، حول جهود موسكو لتطوير قدرات نووية مضادة للأقمار الصناعية، إلا أن روسيا تمكنت أخيرا من إحراز تقدم في "النبضات الكهرومغناطيسية النووية"، وفق مسؤول عسكري.
حقول ألغام فضائية
ولفت الرئيس جو بايدن في خطاب، إلى أن الاستخبارات "اكتشفت وجود قدرة على إطلاق نظام روسي في الفضاء يمكنه نظريا فعل شئ ضار، لكنه لم يحدث بعد".
ونوّه مسؤول أمريكي، إلى أن مفهوم الأسلحة الفضائية ليس جديدا بل يعود إلى نهاية الحرب الباردة، غير أن الخوف الكبير من جهاز "النبضات الكهرومغناطيسية" يتمثل في قدرته على جعل نطاق كبير من المدارات الفضائية غير آمنة للاستخدام؛ إذ من الممكن أن يحوّلها إلى "حقل ألغام" من الأقمار الصناعية المعطلة، وفقا لما أوردته "سي إن إن" في تقريرها.
صورة 4
بينما رفض مكتب مدير الاستخبارات الوطنية و"البنتاجون" ومجلس الأمن القومي التعليق.
فيما لم يتضح بعد، إذا ما كان الجهاز الروسي قادرا على التأثير على نظام تحديد المواقع العالمي "GPS"، والأقمار الصناعية العسكرية والتي تسبح في مدار أعلى من الأقمار التجارية والحكومية.
وعلى الرغم من أن هذه الأقمار الصناعية صُممت لمقاومة الانفجارات النووية، فإن مسؤول سابق بالبنتاجون يرى أنها عرضة للخطر، اعتمادا على مدى قربها من "جهاز النبضات الكهرومغناطيسية" وعمرها وقوة الانفجار، بحسب الشبكة الأمريكية.
سلاح ضد أوكرانيا
ويرى خبراء أن هذا السلاح الروسي، يمكن أن تتوفر له القدرة على تدمير الشبكات الضخمة من الأقمار الصناعية مثل "ستارلينك" و"سبيس إكس"، التي تستخدمها أوكرانيا في حربها الجارية مع روسيا.
صورة-5
ووفق الشبكة الامريكية، يقول المسؤول الأمريكي، إنه سيكون السلاح الأخير الذي قد تلجأ إليه موسكو؛ لأنه سيُخلف أضرار بنفس القدر للأقمار الصناعية الروسية في النطاق المداري المستهدف.
ومع أنه لم ينكشف بعد مدى التطور التكنولوجي للسلاح الفضائي، فإن تقارير استخباراتية أمريكية حديثة أثارت قلق المشرعين في الكونجرس الامريكي، حتى أن رئيس لجنة الاستخبارات مايك تورنر دعا الأعضاء إلى الاطلاع على التقرير.
وكانت روسيا شهدت حوادث متعلقة بتقنيتها النووية، ففي عام 2019 لقى 7 روس مصرعهم خلال محاولة فاشلة للجيش الروسي استعادة صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية قبل أن يتحطم في البحر الأبيض.
وتشدد الإدارة الأمريكية على أنه في حال كانت موسكو سترسل سلاحه النووي إلى الفضاء، فإن هذا سيكون الخرق الأول لمعاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، والتي تنص على حظر نشر أسلحة الدمار الشامل بالفضاء.
صورة 6
وقال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أمس الأول الخميس، إنه "سيكون انتهاكا لمعاهدة الفضاء الخارجي التي وقعت عليها أكثر من 130 دولة، بما في ذلك روسيا.
وعلى مدار السنوات الأخيرة، انسحبت موسكو من العديد من معاهدات التي تحد من التسلح.

فيديو قد يعجبك: