لماذا يواصل نتنياهو على عرقلة الاتفاق مع حماس؟
القاهرة- مصراوي:
على الرغم من الضغوط التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تدعوه إلى إنهاء حرب غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، فإنه يستمر في وضع شروط جديدة تعرقل التوصل لاتفاق مع حركة حماس.
واتهم مسؤولون في فريق التفاوض الإسرائيلي، نتنياهو، أمس الأربعاء، بوضع شروط جديدة عرقلت مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، بعدما أعلن الجانبان في وقتٍ سابق إحراز التقدم في المفاوضات.
وبدورها اتهمت حركة حماس، في بيان لها أمس الأربعاء، نتنياهو، بوضع شروط جديدة تتعلق بالانسحاب من قطاع غزة، ووقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى وعودة النازحين الفلسطينيين، ما أدى إلى تأخير التوصل إلى اتفاق كان قريب المنال.
وفيما سبق نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن نتنياهو قوله، إن "الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس تمامًا"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل لن تقبل بوجود الحركة على حدودها".
ويواجه نتنياهو اتهامات داخلية من قِبل أحزاب المعارضة وعائلات الأسرى، بعرقلة التوصل إلى اتفاق رغبتةً منه في الحفاظ على حكومته، خاصةً أن وزراء اليمين المتطرف في الحكومة يهددون بالانسحاب من الحكومة إذا وافقت إسرائيل على إنهاء حرب غزة والانسحاب من القطاع الفلسطيني.
كما اتهمت عائلات الأسرى الإسرائيليين، نتنياهو بالسعي لاستمرار الحرب في غزة على أمل الهروب من المثول أمام المحكمة الجنائية الإسرائيلية للإدلاء بشهادته في القضايا الجنائية المرفوعة ضده في الداخل.
ويحاكم رئيس الوزراء في عدد من القضايا المرفوعة ضده منذ 4 سنوات، والمتهم فيها بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، المحاكمة التي بدأت مطلع ديسمبر الجاري.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، عرقل نتنياهو مقترحات عدة قدمها الوسطاء لوقف إطلاق النار، إذ رفض في أكتوبر الماضي، المقترح المصري، والذي يفضي إلى وقف إطلاق النار لمدة يومين في غزة، وتبادل 4 أسرى إسرائيليين مع بعض المعتقلين الفلسطينيين.
وآنذاك أشارت مصادر إسرائيلية، إلى أن نتنياهو رفض المقترح، رغم تأييد غالبية الوزراء في المجلس المصغر لها باستثناء وزيرا الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير والمالية بتسئيل سموتريتش، بحجة أن وقف إطلاق النار ليومين يجب ألاّ يكون قبل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، مع إجراء المفاوضات في ظل الحرب الدائرة.
كما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، المقترح الأمريكي الذي قدمه الرئيس جو بايدن، في مايو الماضي، لوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني، مؤكدًا أنه لن ينهي الحرب حتى يتم القضاء على حركة حماس وإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين.
المقترح الذي كان يتضمن 3 مراحل، الأولى تستمر لمدة 6 أسابيع وتضمن وقف شامل لإطلاق النار، مع انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المناطق السكانية في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح الأسرى من النساء والجرحى وكبار السن لدى حماس وعودة سكان شمال القطاع إلى منازلهم.
بينما المرحلة الثانية: تستهدف نهاية الحرب بشكل دائم و إطلاق سراح بقية الأسرى، أما المرحلة الثالثة ستتضمن تنفيذ خطة إعادة إعمار شاملة لغزة.
ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، تواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين التظاهر، للمطالبة باتفاق يفضي لإطلاق سراح ذويهم، خاصة بعد مقتل عددًا منهم، جراء الضربات العشوائية التي يشنها جيش الاحتلال.
يشار إلى أن الفصائل الفلسطينية، تمكنت من أسر نحو 251 أسيرًا في 7 أكتوبر العام الماضي، فيما تسبب غارات الاحتلال الإسرائيلية على القطاع في قتل أكثر من نصفهم.
فيديو قد يعجبك: