بعد إسقاط الجنسية عن مئات منهم.. ماذا نعرف عن "بدون" الكويت؟
كتبت- سلمى سمير:
تصاعد الجدل في الكويت مؤخرًا بعد قرارات بإسقاط الجنسية عن عدد من الأفراد، بينهم شخصيات بارزة مثل الفنانة نوال الكويتية، وأثارت هذه القرارات موجة من النقاشات حول معايير سحب الجنسية، وفي ظل هذه التطورات، عاد ملف البدون أيضًا إلى الواجهة كقضية إنسانية وقانونية مزمنة، حيث يعاني آلاف الأشخاص من انعدام الجنسية وما يترتب عليه من حرمان للحقوق الأساسية.
أعلنت وزارة الداخلية الكويتية وقف استخدام جواز السفر الرمادي رقم (17) الخاص بفئة البدون، باستثناء الحالات الإنسانية مثل العلاج والدراسة، كما شهدت الساحة إعلانًا رسميًا بسحب الجنسية من أسماء بارزة، من بينهم الفنانة نوال الكويتية والممثل داوود حسين، ضمن حملة حكومية تهدف إلى مراجعة قوانين الجنسية وتنظيمها.
في خطوة مفاجئة، أصدرت وزارة الداخلية بياناً أكدت فيه توجيه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية، الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، بتعليق استخدام جواز السفر الخاص بالبدون، كما شمل القرار سحب الجوازات السارية ومنع استخدامها للسفر، مما أثار استياءً واسعاً بين أفراد هذه الفئة الذين يعتمد كثير منهم على السفر لأغراض العمل والتنقل.
تزامن ذلك مع إعلان الجريدة الرسمية في الكويت عن مرسوم رسمي بسحب الجنسية من شخصيات معروفة، من بينهم نوال الكويتية وداوود حسين. وأشارت التقارير إلى أن القرار جاء في إطار حملة حكومية لإعادة تنظيم قوانين الجنسية، تستهدف مراجعة 1758 حالة تم تصنيفها كمخالفة أو مزورة.
من هم البدون؟
البدون، أو "غير محددي الجنسية"، يشكلون واحدة من القضايا الإنسانية الأكثر تعقيداً في الكويت، وتُقدر أعدادهم بنحو 100 إلى 120 ألف شخص، ويطالبون منذ سنوات بحقوق المواطنة الكاملة، في حين تعتبرهم الحكومة مقيمين بصفة غير قانونية.
ورغم أن الحكومة تشير إلى أن 34 ألفاً منهم قد يستوفون شروط الحصول على الجنسية، إلا أن الغالبية الكبرى تُتهم بكونها مهاجرة من دول مجاورة، مثل السعودية والعراق، أو أحفاداً لمهاجرين استقروا في الكويت بعد اكتشاف النفط.
يعاني البدون من قيود مشددة على الحقوق الأساسية، بما في ذلك التعليم والصحة والعمل، مما دفع العديد منهم إلى الاحتجاجات والإضرابات للمطالبة بحلول جذرية، وعلى الرغم من الجهود المتفرقة لإثارة التعاطف مع هذه القضية، إلا أن الحلول لا تزال بعيدة المنال.
ويستخدم البدون جوازات سفر رمادية تُعرف باسم "مادة 17"، تُمنح وفق شروط صارمة وغالباً ما تكون محدودة بأغراض معينة مثل العلاج أو الدراسة، ومع ذلك، يفتقد هذا الجواز مزايا الجواز الكويتي الرسمي، مثل السفر إلى دول مجلس التعاون الخليجي دون تأشيرة.
الفنانيين
قرار سحب الجنسية من نوال الكويتية وداوود حسين أثار صدمة كبيرة في الأوساط الفنية والاجتماعية، حيث يُعد كلاهما من الشخصيات البارزة التي قدمت إسهامات كبيرة في المشهد الفني والثقافي للكويت.
وكان قرار سحب الجنسية من المغنية نوال الكويتية والممثل داوود حسين، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأسماء، كان قد صدر بمرسوم أعلنته الجريدة الرسمية وكانت هذه الخطوة متوقعة بعد أن تصدرت أخبار متعلقة بسحب الجنسية من نوال وحسين خلال الأيام الماضية، دون صدور بيان رسمي يؤكد أو ينفي صحة تلك التقارير.
وتعد نوال الكويتية وداوود حسين، من أبرز الأسماء في الوسط الفني الكويتي، حيث حصلا على الجنسية الكويتية عام 2001.
وناقشت اللجنة العليا المعنية بمراجعة قانون الجنسية هذا الملف خلال اجتماعها الأخير الخميس الماضي، وقررت المضي قدمًا بسحب الجنسية من 1758 حالة.
هدف الحملة
تهدف الحملة، التي أطلقتها الحكومة قبل ثلاثة أشهر، إلى معالجة ما وصفته بـ"حالات الجنسية المزورة والمزدوجة"، وتتضمن الإجراءات الجديدة مراجعة جميع حالات اكتساب الجنسية الكويتية بالتبعية بعد إجراء تعديلات قانونية أُقرت في سبتمبر الماضي، وألغت بعض تلك الحالات.
وأوضحت الحكومة أن الحملة تسعى إلى تعزيز الاستقرار الوطني وحماية النسيج الاجتماعي، مع التشديد على منع ازدواجية الجنسية التي يحظرها القانون الكويتي.
وتؤكد الحكومة الكويتية أن هذه الخطوات تأتي ضمن جهود إصلاح قانون الجنسية وإعادة تنظيمه لضمان عدم استغلاله بشكل غير مشروع، مع الحفاظ على الهوية الوطنية للبلاد.
فيديو قد يعجبك: