"الجارديان": تصريحات البابا "مرضية" لروسيا وأغضبت الأوكرانيين
لندن - (بي بي سي)
تستهل صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الاثنين افتتاحيتها التي عنونتها بـ"وجهة نظر الجارديان حول التاريخ الروسي: الماضي هو عمل مستمر"، بالإشارة إلى تصريحات البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، التي أدلى بها مؤخرًا في رسالة مصورة لجمع من الشباب الكاثوليك الروس، وأشاد فيها بالإرث الإمبراطوري "لروسيا العظمى في عهد الإمبراطور بطرس الأول، وكاترين الثانية".
ووصف الكرملين هذه التصريحات بأنها "مرضية للغاية"، بينما رد الأوكرانيون بغضب، واتهموا البابا باستخدام نقاط الحوار الروسية.
وشدد الفاتيكان على أن البابا لم يقصد الإشادة بالإمبريالية الروسية، وقد أدان مرارا وتكرارا غزو أوكرانيا.
وكتبت الصحيفة: "لكن الماضي مليء بالتضاريس المحفوفة بالمخاطر بشكل خاص، لأن (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين جعل منه ساحة معركته. وعلى الرغم من أنه عاد مؤخرا إلى الوراء، نحو الإمبراطورية، فإن روايته القومية لروسيا العظمى والأقوى تعتمد في المقام الأول على انتصار الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية".
لقد سبق غزو فبراير الماضي مقالة مؤلفة من 7000 كلمة كتبها بوتين، بعنوان "حول الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين".
كما تصور الكتب المدرسية الجديدة "العملية العسكرية الخاصة" كجزء من المهمة التاريخية لروسيا.
"ولكن في حين أن هوسه بالماضي قد تزايد في السنوات الأخيرة، إلا أنه كان واضحا قبل ذلك بكثير. وفي عام 2009، شكلت الحكومة لجنة خاصة (لمواجهة محاولات تزوير التاريخ). ومع تزايد الاستياء من قيادته، تكثفت الجهود الرامية إلى غرس التاريخ (الصحيح) واستهداف البدائل".
وترى الصحيفة أن السلطويين في مختلف أنحاء العالم يستمعون إلى مقولة الحزب في رواية جورج أورويل 1984: "من يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل، ومن يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي".
وأشارت الصحيفة إلى أن ممارسة بوتين باستلهام وتحريف التاريخ موجودة في دول أخرى، مثل المجر وبولندا والهند "حيث تم تعديل الكتب المدرسية مؤخرا لإزالة الإشارات إلى معارضة المهاتما غاندي للقومية الهندوسية، وحذف الفصول التي تتحدث عن تاريخ أباطرة المغول المسلمين".
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى نكتة قديمة في العهد السوفيتي تقول: "المستقبل مؤكد في ظل هؤلاء القادة، بينما الماضي هو الذي أثبت أنه لا يمكن التنبؤ به".
فيديو قد يعجبك: