إعلان

أذربيجان تواصل عملياتها لبسط سيطرتها الكاملة على ناجورني قره باغ

02:15 م الأحد 24 سبتمبر 2023

أذربيجان

باكو - (أ ف ب)


تواصل القوات الأذربيجانية عملياتها الأحد بهدف بسط سيطرتها الكاملة على إقليم ناجورني قره باغ الانفصالي ذي الغالبية الأرمنية، بعد هجومها الخاطف الذي أثار القلق على مصير الأرمن المحاصرين في المنطقة.

ودخلت أول قافلة مساعدات دولية السبت إلى ناجورني قره باغ حيث عرض الجيش الأذربيجاني أمام صحافيين مئات الأسلحة التي صادرها من الانفصاليين، على مرتفعات "العاصمة" ستيباناكيرت،

وقالت مسؤولة في الصليب الأحمر الدولي التقتها وكالة فرانس برس عند نقطة التفتيش الأرمينية في كورنيدزور لدى عبور القافلة إن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبرت ممر لاتشين لتنقل خصوصاً سبعين طناً من المساعدات الإنسانية للسكان".

وتتهم يريفان باكو منذ أواخر 2022 بإغلاق هذا الطريق الوحيد الرابط بين قره باغ وأرمينيا والتسبب بنقص كبير في المواد الأساسية في الإقليم.

وفي كورنيدزور، يمنع عدد من الجنود الأرمن مدنيين قلقين من دخول ناجورني قره باغ المجاورة.

وحاول رجل معاينة الأضرار في قرية إغتساهوغ المجاورة على الجانب الآخر من الوادي، باستخدام منظار استعاره من الجنود.

وقال بغضب قبل أن يبتعد "كانت هناك كنيسة. لا أرى برج الجرس: لقد دُمّرت".

وتعرّضت إغتساهوغ الثلاثاء للقصف، ولكن لم يُقتل أحد ولجأ السكان البالغ عددهم 150 شخصًا إلى محيط معسكر للجيش الروسي، لكنهم حالياً محاصرون.

ولم تعد يانا أفانيسيان (29 عاماً)، قادرة على العودة إلى ستيباناكيرت حيث تُدرّس المواد القانونية. وتؤكد أنّ الأرمن الذين تمكنوا من الاتصال هاتفياً بأقاربهم في هذه المنطقة يصفون الوضع بـ"المروع".

"نزع سلاح"
وأعلنت أذربيجان السبت أنها تعمل مع روسيا على "نزع سلاح" قوات منطقة ناجورني قره باغ، وذلك خلال جولة للصحافيين شاركت فيها فرانس برس.

وفي محيط مدينة شوشا التي تسيطر عليها أذربيجان منذ ثلاث سنوات في قره باغ والواقعة قرب ستيباناكيرت "المحاصرة" بحسب مسؤولين محليين، عُرضت أمام الصحافيين مئات الأسلحة الخفيفة التي صودرت من الانفصاليين ودبابات تحمل إشارة صليب أبيض.

وفي الساحة حيث عُرضت الترسانة العسكرية، كُتب بأحرف سوداء كبيرة "قره باغ أذربيجانية".

وشنّت أذربيجان هجوماً عسكرياً الثلاثاء على هذه المنطقة الانفصالية ذات الغالبية الأرمينية، محققةً انتصاراً خاطفًا. ووافق الانفصاليون الجمعة على تسليم أسلحتهم، بعد إقرار وقف لإطلاق النار الأربعاء.

ويشكّل جيب ناجورني قره باغ محور نزاع مديد. ألحقت السلطات السوفياتية الإقليم ذا الغالبية الأرمينية بأذربيجان عام 1921. وخاضت الجمهوريتان السوفيتيان السابقتان، أذربيجان وأرمينيا، حربين بشأنه، إحداهما بين 1988 و1994 راح ضحيتها 30 ألف قتيل. وآنذاك سمحت الهزيمة التي منيت بها باكو ليريفان بالسيطرة على المنطقة ومناطق أذربيجانية مجاورة.

في خريف 2020، اندلعت حرب جديدة أسفرت عن مقتل 6500 شخص خلال ستة أسابيع. لكن هذه المرة، انتهت الحرب بهزيمة أرمينيا التي أُجبرت على التنازل عن مناطق مهمّة لأذربيجان في قره باغ ومحيطها.

وبحسب آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين الأرمن، فإنّ العملية العسكرية الأذربيجانية التي استمرت 24 ساعة وانتهت ظهر الأربعاء خلّفت ما لا يقل عن 200 قتيل و400 جريح.

بعثة أممية
ودعت أرمينيا من على منبر الأمم المتحدة السبت إلى إرسال "بعثة" للأمم المتحدة "على الفور" إلى ناجورني قره باغ لمراقبة الوضع الميداني.

وقال وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان خلال كلمة في الأمم المتحدة إن على "المجتمع الدولي بذل قصارى جهده لنشر بعثة مشتركة من وكالات الأمم المتحدة على الفور في ناجورني قره باغ لمراقبة وتقييم حقوق الإنسان والوضع الإنساني والأمني على الأرض"، مكرراً الاتهامات بارتكاب "تطهير عرقي" في المنطقة الانفصالية.

وقبل ساعات قليلة ومن على المنبر نفسه في الجمعية العامة، أكد نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف أنّ "أذربيجان مصممة على إعادة دمج السكان الأرمن في منطقة قره باغ في أذربيجان بصفتهم مواطنين متساوين".

وأضاف بيراموف أن "الدستور والتشريعات الوطنية لأذربيجان والالتزامات الدولية التي تعهدنا بها تشكل أساسا متينا لهذا الهدف".

وأبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال اتصال هاتفي بأن الولايات المتحدة تشعر بـ"قلق عميق" حيال السكان من العرقية الأرمنية في ناجورني قره باغ، مضيفا أنها سعت لتأمين الحماية لهم، بحسب ما نقل عنه المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر.

في المقابل اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت في كلمة ألقاها في الأمم المتحدة، أن القوى الغربية "تحرّك الخيوط" لتقويض النفوذ الروسي، مضيفا "للأسف، القيادة في أرمينيا تصبّ من وقت لآخر بنفسها الزيت على النار".

وأفاد مراسل فرانس برس بأن ستيباناكيرت "عاصمة" الإقليم "المحاصرة" محرومة من الكهرباء والوقود وبأن سكانها يفتقرون أيضاً إلى الغذاء والدواء.

وقالت المتحدثة باسم الانفصاليين أرمين هايرابيتيان لفرانس برس إنّ القوات الأذربيجانية "منتشرة في كل مكان حول ستيباناكيرت، إنها على مشارفها".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: