شبان ينتشرون ليلا في النيجر لمساندة الانقلاب ورصد تحركات "مشبوهة"
نيامى - (أ ف ب)
يتجمع عشرات الأشخاص عند دوار الفرنكوفونية في نيامي مع حلول المساء، ملبّين دعوة الانقلابيين الذين أطاحوا بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم، في ظل الخشية من تدهور في الأوضاع قد يصل إلى حدود التدخل العسكري الأجنبي.
ليل الجمعة، تجمّع عشرات الشبان عند بعض الساحات الرئيسية وسط العاصمة، غداة دعوة المجلس العسكري الممسك بالسلطة سكان نيامي الى "اليقظة" حيال "الجواسيس والقوى الأجنبية" والابلاغ عن أي تحرك "لأفراد مشبوهين".
وقال أبو بكر كيمبا كولو، منسق لجنة دعم المجلس الوطني لحماية البلاد الذي تشكّل في أعقاب انقلاب 26 يوليو، "تمركزنا عند الدوارات الاستراتيجية لإجراء نوبات ليلية مع السكان".
وأوضح أنه أوعز بانتشار عدد من أفراد اللجنة عند عدد من الساحات المركزية في نيامي، مضيفا "الجميع يلتفّ عند هذه الدوارات بهدف دخول العاصمة".
وشدد على أن الهدف هو "مراقبة تحركات كل شخص مشبوه، ومحاولة توقيفه بأنفسنا"، معتبرا أن هذه المهمة هي جزء من "قتال الشعب" دعما للانقلاب.
وردا على سؤال عمن هم الأشخاص المشبوهون، اكتفى كيمبا كولو بالقول "هذه هي المعلومات التي في حوزتنا، لكن لا يمكننا كشفها"، متابعا "لدينا معلومات فعلية تدفعنا الى القول إن ثمة تهديدا وشيكا يطال العاصمة، ولا يمكننا ألا نحرك ساكنا".
تأتي التحركات الليلية قبل انتهاء مهلة الأسبوع التي حددتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ("إكواس") للانقلابيين حتى الأحد لإعادة الانتظام الديموقراطي وفك احتجاز الرئيس بازوم وعودته الى مهامه.
وإضافة الى دول غرب إفريقيا، أثار الانقلاب قلق دول غربية أبرزها فرنسا التي أكدت السبت دعمها "بحزم وتصميم" لجهود إكواس لدحر الانقلاب، محذّرة من أن "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك".
بالنسبة الى المتجمعين عند دوار الفرنكوفونية، لا تأتي الخشية من تدخل عسكري إفريقي فحسب، بل تتعداه الى تدخل فرنسي، خصوصا وأن باريس تنشر قرابة 1500 من جنودها في بلادهم.
وقال كيمبا كولو "ليست إكواس التي تثير قلقنا بل تدخل عسكري فرنسي"، مؤشرا بالتحديد الى الكتيبة الفرنسية التي يعدّها نيجريون عدوة لهم، إضافة إلى "كلّ من يمكن أن يهاجمنا".
ومنذ الانقلاب، شاب التوتر العلاقة بين المجلس العسكري وفرنسا الداعمة للرئيس المخلوع. وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن بلاده ستردّ بحزم على أي تعرض لمصالحها ورعاياها في النيجر، بينما اتهمها الانقلابيون بالسعي إلى التدخل العسكري.
ورفع العديد من المتظاهرين الداعمين للانقلاب خلال الأيام الماضية شعار "تسقط فرنسا!"، وأطلقه أيضا أحد الشبان المتجمعين قرب دوار الفرنكوفونية.
على مقربة منه، يمرّ آخر على متن سيارته رافعا علم النيجر. وقال شاب اسمه الحسن متحدثا عن حامل الراية "هذا شخص وطنيّ بالفعل!"، مشيرا إلى أنه حضر الى الدوار بدافع الحشرية لمعرفة من أي تصدح الموسيقى، أكثر منه لإبداء موقف سياسي تأييدا للانقلاب.
كلّ مساء
عند رؤيته الشبان المتجمعين عند الدوار، أوقف السائق سيارته ونزل منها، حاملا علم بلاده وعلما روسيا كان وضعه على مقعد الراكب الأمامي، ولوح بهما في الهواء.
وتتصدر لجنة التنسيق هذه، إضافة الى المجموعة المدنية المعروفة باسم "أم 62"، التكتلات الداعمة للانقلاب. وتقوم هاتان المجموعتان بضمان أمن التجمعات المؤيدة للانقلاب، وتعكسان وجهة نظر الانقلابيين الذين يتحّكمون بما يدلي به المنتمون إليهما بشكل كبير.
وفي حين لا يخفي العديد من سكان نيامي دعمهم للانقلاب العسكري الخامس في تاريخ النيجر، يدعون في الوقت عينه الى التهدئة وعدم التصعيد.
وفي ساحة الفرنكوفونية التي تشكّل صلة وصل بين العديد من الأحياء الشعبية في المدينة، تمرّ العديد من السيارات من دون إيلاء اهتمام كبير للتجمع الذي التحق به عشرات من التلامذة أيضا.
وليل الجمعة، كانت الإجراءات محدودة، لكن المنسق المساعد تاسيرو عيسى أكد أنه سيتمّ قريبا "تفتيش كل الشاحنات، كل السيارات، نحن 25 مليون شرطي في النيجر، 25 مليون جندي"، في إشارة إلى العدد الإجمالي لسكان البلاد.
مثله، أكد الخياط محمد بشير أهمية "أن أدعم بلادي، العسكريين. أنا أتيت لأقدم الدعم لما يحصل هنا".
وأكد كيمبا كولو أن الجميع "سيبقون هنا كل مساء لحين انتهاء التهديد".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: