حكم فيدرالي وجيش واحد.. حميدتي يطرح رؤيته لتأسيس الدولة السودانية الجديدة
الخرطوم - (ا ف ب)
أبدى محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي يقود قوات الدعم السريع في السودان والتي تخوض منذ 15 أبريل حربًا مستعرة ضد قوات الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، استعداده للتفاوض لإنهاء القتال، في بيان صدر في وقت متأخر الأحد، تجاوز فيه الجوانب الفنية لوقف إطلاق النار الدائم، مركزًا في المقابل على رؤيته "لتأسيس الدولة السودانية الجديدة" في المستقبل.
أعلنت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان عن انفتاحها على وقف طويل الأمد لإطلاق النار مع الجيش، وعرضت رؤيتها "لتأسيس الدولة السودانية الجديدة"، في مبادرة قد تحيي مساعي إجراء محادثات مباشرة بين طرفي النزاع الذي تفجر في 15 أبريل.
وجاء بيان القوات التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) فيما دخل القتال بينها وبين الجيش أسبوعه العشرين دون إعلان أي طرف النصر، بينما أُجبر الملايين على ترك منازلهم في العاصمة ومدن أخرى.
رؤية قوات الدعم السريع للحل الشامل وتأسيس الدولة السودانية الجديدة
— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) August 27, 2023
1/2 pic.twitter.com/XVxDgOohcn
وفي البيان الذي صدر في وقت متأخر الأحد، بدا حميدتي مستعدًا للتفاوض مع الجيش حول شكل الدولة السودانية المستقبلية، متجاوزا الجوانب الفنية لوقف إطلاق النار الدائم والتي عرقلت جهود وساطة برعاية السعودية والولايات المتحدة.
وجاء في البيان أن "الحرب التي تدور في السودان هي انعكاس أو مظهر من مظاهر الأزمة السودانية المتطاولة. وذلك يستوجب أن يكون البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد مقرونا بمبادئ الحل السياسي الشامل، الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان".
ووفق رؤية "تأسيس الدولة السودانية الجديدة"، ألزم حميدتي قوات الدعم السريع بالمبادئ التي تم طرحها سابقا مثل الحكم الاتحادي متعدد الثقافات والانتخابات الديمقراطية والجيش الواحد. وجاء البيان بعد وصول قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الأحد إلى بورتسودان، في أول جولة له خارج العاصمة منذ اندلاع القتال. وتقول مصادر حكومية إنه سيتوجه إلى السعودية ومصر لإجراء محادثات.
من جهة أخرى، حذّرت الأمم المتحدة من "كارثة إنسانية لها أبعاد هائلة"، في ظل تفاقم الجوع وانهيار الرعاية الصحية وتدمير البنية التحتية.
كذلك، تواجه قوات الدعم السريع وجماعات متحالفة معها تهما بارتكاب التطهير العرقي في ولاية غرب دارفور.
ويتبادل طرفا الصراع الاتهامات بشأن المتسبب في إشعال شرارة الحرب التي اندلعت بعد توتر استمر لأسابيع، خصوصا حيال دمج قوات الدعم السريع في الجيش ضمن خطة للانتقال إلى الديمقراطية. وقاد الجانبان البلاد معا منذ الإطاحة بعمر البشير في 2019 وإقصاء السياسيين المدنيين من الحكومة في انقلاب 2021.
كما حذّر السياسيون المؤيدون للديمقراطية البرهان من إعلان حكومة جديدة، قائلين إن ذلك سيدفع قوات الدعم السريع إلى تشكيل سلطة موازية.
أما الوسطاء الإقليميون، فهم متقبلون فيما يبدو على أن يضطلع العسكريون بدور في الحكومة الانتقالية مستقبلا.
لكن السفير الأمريكي لدى السودان جون جودفري، وهو أحد الرعاة الرئيسيين لعملية الانتقال للديمقراطية بعد انتهاء حكم البشير، قال الجمعة على منصة إكس: "على المتحاربين الذين أظهروا أنهم غير مؤهلين للحكم إنهاء الصراع ونقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: