إعلان

بعد مقتل قائد فاجنر.. ما هي خطوة بوتين التالية؟

12:56 م الأحد 27 أغسطس 2023

قائد فاجنر

موسكو - (بي بي سي)

نشرت "التايمز" البريطانية، اليوم الأحد، مقالا للخبير في الشؤون الروسية مارك جاليوتي بعنوان "ما التالي بالنسبة لبوتين بعد موت بريغوجين"؟

يقدم جاليوتي لمقاله بالقول إنه كان بالصدفة البحتة رفقة أحد المسؤولين العسكريين البارزين في الغرب، عندما جاءت الأخبار العاجلة بمصرع زعيم ومؤسس مجموعة فاجنر الروسية، يفجيني بريغوجين، وإنه لم ير الكثير من علامات المفاجأة على وجه هذا المسؤول، عندما جاء انتقام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين من قائد المرتزقة الذي أباح لنفسه الزحف بقواته نحو موسكو قبل أسابيع.

ويضيف جاليوتي أن انتقام بوتين لم يكن مفاجئا بالفعل، لكن توقيته كان سريعًا بعد الإعلان عن العفو عن بريغوجين، الأمر الذي أعطى الانتقام طابعا متباهيا، "وهو ما يغير قواعد اللعبة كلها، فمن سيثق في الزعيم بعد الآن"؟

ويشير الكاتب إلى أن بوتين ربما يعتقد أن لحظة وفاة بريغوجين ستعزز من قوته، وتقلق معارضيه، لكنها لحظة مخادعة، وينقل عن معارض روسي في الداخل قوله "لست متفاجئا بمقتل بريغوجين، لكنه كان صنيعة بوتين منذ البداية".

ويشير الكاتب إلى أن بوتين صنع بريغوجين، ثم انتقده، ثم اتهمه بالخيانة، قبل أن يلتقي به في الكريملين، ويوجه له دعوة لحضور قمة القادة الأفارقة في سان بطرسبيرغ الشهر الماضي، ثم أخيرا يوقع أمر اغتياله، ويطلق العنان لأجهزته الاستخباراتية بالبحث والاستقصاء، والتدقيق للعثور على الشخصيات الأخرى التي تورطت في العصيان.

ويستنتج جاليوتي أن قرار بوتين التخلص من بريغوجين جاء إما لأنه غير رأيه، ورأى أن رجل الأعمال يشكل خطورة أكثر من أن يترك ليواصل حياته، أو لأنه قرر أن يظهر للجميع قدرته على الحسم بسهولة ويسر، مشيرا إلى أن المعضلة تكمن في أن ما فعله بوتين جاء بعد تعهده بعدم ملاحقة بريغوجين، لكن مقتله وعدد من قادة فاجنر في تحطم الطائرة، يلقي الشكوك في قلوب الجميع في وعود بوتين وتعهداته.

ويخلص الكاتب إلى أن نظام بوتين لا يعتمد على القوانين الصريحة، قدر اعتماده على التفاهمات، والاتفاقات، مضيفا أن بريغوجين قد كسر قواعد اللعبة بتمرده، وزحفه إلى موسكو، لكن بوتين أيضا قد كسرها.

ويختم غاليوني قائلا إن بوتين نفسه يلعب على وتر الخوف، سواء في الداخل أو في الغرب، من أن قائد البلاد الذي سيليه ربما يكون أكثر سوءا، لكن كلما نقض بوتين عهوده واستمر بنشر الخوف، واستخدام الاعتقال التعسفي كلما زادت رغبة الدائرة المحيطة به في استغلال أي فرصة تسنح للتخلص منه.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: