إعلان

"اير ديفندر 23".. ما هي رسالة وهدف أكبر مناورة جوية للناتو؟

02:19 م الثلاثاء 13 يونيو 2023

مناورات الناتو الجوية اير ديفندر 23 ارشيفية

(دويتشه فيله)

فيما بدأت أوكرانيا هجومها المضاد، انطلقت مناورات الناتو الجوية "اير ديفندر 23" التي تقودها ألمانيا. تعد هذه المناورات الجوية هي الأكبر في تاريخ الحلف، فما هي رسالة وهدف هذه المناورات وما مدى تأثيرها على حركة الطيران؟

بعد أربع سنوات من الاستعدادت، بدأت مناورات الناتو الجوية "اير ديفندر 23"، التي تعد الأكبر من نوعها في تاريخ التحالف، وتقام هذه المناورات في الفترة ما بين 12 و23 يونيو.

تشرف ألمانيا على الخدمات اللوجستية وتمثل هذه المناورات التحدي الأكبر للقوات الجوية الألمانية منذ عقود. تتمركز 250 طائرة في ستة مطارات عسكرية في البلاد، وتشارك في المناورات 25 دولة. وقد أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 100 قطعة من المعدات العسكرية عبر المحيط الأطلسي.

التدريبات الجوية على حالات الطوارئ تتم في ثلاث مناطق طيران: فوق شمال ألمانيا وبحر الشمال، وفي شرقي البلاد وكذلك في جزء أصغر في جنوب ألمانيا. يتم إغلاق هذه المناطق بالتناوب أمام حركة الطيران المدني لعدة ساعات في اليوم.

تنظيم عمليات الطيران يعد جزءاً من التحدي، لأن المجال الجوي فوق سماء أوروبا وعلى وجه الخصوص سماء ألمانيا وسط القارة العجوز، يعد واحداً من أكثر المجالات الجوية ازدحاماً في العالم. لذلك يراقب خبراء الطيران باهتمام ما إذا كان بإمكان الحركة الجوية المدنية الاستمرار في العمل إلى حد كبير دون انقطاع - بالتوازي مع مناورات "اير ديفندر 23".

خلال أيام المناورات العشرة، قد تضطر المطارات الألمانية أيضاً إلى تمديد ساعات عملها ليلاً. وفي هذا الصدد يقول المفتس العام (الضابط الأعلى رتبة) للقوات الجوية في ألمانيا، إينغو غيرهارتز "لذلك آمل، إذا دخلت جميع هذه الإجراءات حيز التنفيذ، ألا يكون هناك إلغاء للرحلات الجوية". غير أن المفتش العام للقوات الجوية الألمانية، لا يستبعد حدوث تأخيرات في مواعيد الوصول والمغادرة.

تأخير للرحلات بدل الإلغاء

من جهته اتحاد الخطوط الجوية الأوروبية "Airlines for Europe" أيضا لا يتوقع إلغاء رحلات جوية. لكن كيفين هيني، المتحدث باسم الاتحاد الذي يتخذ من بروكسل مقراً له، أوضح في تصريح لـ DW أن هناك "احتمال حدوث تأخيرات في مواعيد الرحلات الجوية، على أن لا تكون هذه التأخيرات لساعات طويلة في الوقت الحالي". ولهذا يرى كيفين هيني، أن تفاعل رحلات الطيران المدني مع تدريبات الناتو الجوية هو "وضع حي" يجب أن يكون المسافرون على دراية به أيضاً.

وفي مقابلة مع DW، أشار خبير الطيران الألماني، كليمنس بولينغر، إلى ميزة خاصة تتمتع بها الحركة الجوية الألمانية مقارنة بالدول الأخرى في أوروبا؛ وهذه الميزة تتمثل في تنسيق عمل مراقبي الحركة الجوية المدنية والعسكرية هنا منذ 30 عاماً - وعلى وجه التحديد في المجال الجوي الألماني الذي سيستخدم بكثرة.

في حين أن القوات الجوية في فرنسا أغلقت بشكل متكرر مناطق طيران كاملة للرحلات الجوية المبرمجة أثناء تدريبات مماثلة، في حين يتم تنسيق الرحلات الجوية المدنية والعسكرية فوق ألمانيا مع بعضها البعض كل يوم في عمليات منتظمة. ويقول بولينغر: "لكننا نعلم جميعاً أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب تأخيرات، مثل العواصف الرعدية أو ظروف الطقس الأخرى أوازدحام الحركة الجوية". بمعنى آخر، حركة الطيران تصبح معقدة للغاية، إذا تمت إضافة عوامل معطلة أخرى أثناء مناورات "اير ديفندر 23"، فلا يمكن استبعاد التأخيرات. خاصة وأن الرحلات الجوية المجدولة في أوروبا ازدادت بقوة كما كانت قبل جائحة كورونا.

رسالة "ردع" من التحالف

من خلال مناورات "اير ديفندر 23" إلى جانب رحلات الطيران المنتظمة، يسعي الناتو أيضاً إلى إرسال إشارة "ردع"، كما يقول توربين أرنولد من المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن (SWP) في مقابلة مع DW. وأوضح أرنولد: "بالطبع هذا يرسل إشارة واضحة مفادها أنه حتى في خضم ازدحام المجال الجوي، نحن مستعدون للدفاع عن كل سنتيمتر من أراضي الناتو".

ويشارك أكثر من 10 ألف جندي من دول الناتو في العديد من التدريبات الجوية. ميدانياً يعد التدريب على عمليات "الإخلاء" في المطارات جزءاً من التدريبات الروتينية أيضا، كما يقول إنغو غيرهارتز، مفتش القوات الجوية الألمانية.

وقد تمت إضافة هذه التدريبات على ما يبدو إلى جدول المناورات بعد الفوضى التي شهدها مطار كابول عام 2021، عندما أنهت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها مهمة أفغانستان على وجه السرعة. والسيناريوهات الأخرى هي دعم القوات البرية من الجو، والقتال في السماء ضد طائرات العدو، وكذلك اعتراض الصواريخ متوسطة المدى من قبل مقاتلات الناتو. قاذفة القنابل الشبح من طراز F-35 ، هي أحدث طائرة مقاتلة تابعة للحلف الأطلسي أرسلتها القوات المسلحة الأمريكية عبر المحيط الأطلسي. ويشير أرنولد، إلى أن القتال ضد غواصات أو سفن العدو يتم التدريب عليه أيضاً فوق بحر الشمال: "إذ يمكن للعدو أن يهاجمني أيضاً من مناطق لا يتواجد فيها في مكان ما في القارة".

مناورات الناتو أثناء هجوم أوكرانيا المضاد

من الواضح أن روسيا وحربها على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط من العام الماضي، تعد "عدوا" لكثيرين في أوروبا. لكن عند تقديم خطة مناورات "اير ديفندر 23" على وسائل الإعلام في برلين، حاول مفتش القوات الجوية الألمانية، النأي بنفسه عن تسمية "العدو". وتولت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في ألمانيا، آمي غوتمان، هذه المسؤولية خلال الاجتماع بقولها "الردع من خلال الاستعداد، يعد أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى". تلعب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في الناتو بورقة "الردع" التي من المحتمل أن تحقق النتائج المرجوة منها. ضباط الاستطلاع في القوات المسلحة الروسية يدرسون أيضاً مناورات الناتو: بينما يمارس جيش كييف المزيد من الضغط على المهاجمين الروس بمزيد من الهجمات على طول الجبهة في شرق وجنوب البلاد.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان