لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل يُصدق مستغلو الكوارث ما يروجونه حول نظريات المؤامرة؟

04:44 م السبت 08 أبريل 2023

الولايات المتّحدة

لندن - (بي بي سي)
هل يصدق فعلاً مروجو نظريات المؤامرة، الروايات الأكثر إثارة للصدمة التي ينشرونها على الإنترنت؟

سؤال أجد نفسي في مواجهته مرة أخرى، بعد أن تقدم الناجون من تفجير ملعب مانشستر أرينا بدعوى قانونية ضد أحد مروجي نظريات المؤامرة الذي زعم أن التفجير كان مزيفاً.

قام مارتن وإيف هيبرت، اللذان يعانيان من إعاقات بالغة بسبب الانفجار الذي وقع في 2017، بمقاضاة ريتشارد دي هول بتهمة التشهير والتحرش بعد تعقبه إيف وناجين آخرين، لمعرفة ما إذا كانوا يكذبون بشأن إصاباتهم. إنها المرة الأولى التي يُتخذ فيها مثل هذا الإجراء ضد أحد منظري المؤامرة في بريطانيا.

ويردّ هيبرت متحدياً تحقيق بي بي سي، مع رسالة أولية وردت من فريقه القانوني بأنه لم يغير موقفه بعد. ويواصل الدفاع عن الكتاب الذي نشره والذي يزعم فيه أن هجوم مانشستر أرينا كان مدبراَ، ويشير إلى ترجيحات بأن الهجوم كان ملفقاً على الإنترنت. لكن لماذا؟

يمكننا أن نعود إلى الولايات المتحدة من أجل بعض الإجابات المحتملة. القضية الجديدة تعكس صدى الدعوى القانونية التي قدمت هناك ضد منظر المؤامرات ألكس جونز، واحد من أكثر "متصيدي الكوارث" شهرة في العالم.

أمرت محكمة أمريكية جونز بدفع نحو 1.5 مليار دولار إلى عائلات ضحايا حادث إطلاق النار في مدرسة "ساندي هوك"، بعد أن زعم خطأً أن الهجوم الذي وقع عام 2012 كان خديعة. وكان السؤال الرئيسي في المحكمة ما إذا كان يصدق الروايات التي روّج لها. وأقرّ خلال المحاكمة بأن الهجوم كان حقيقياً.

لكن لاحقاً، خلال بث مباشر على الإنترنت لجمع التبرعات من أجل برنامجه "إنفو وورز" عن المؤامرات، ضاعف تأكيد نظرياته مشيراً إلى أن القضية ضده، لم تكن إلا دليلاً إضافياً على أن "الدولة العميقة" تحاول إسكاته.

في النهاية، بنى ألكس جونز إمبراطورية بملايين الدولارات من بيع المكملات الغذائية والبضائع إلى جانب الترويج لنظريات المؤامرة. وفقا للأدلة المقدمة في المحكمة، حقق متجر "إنفو وورز" الذي يملكه جونز عبر الإنترنت أكثر من 165 مليون دولار، من أيلول/سبتمبر 2015 إلى كانون الأول/ديسمبر 2018. ويتشابك التسويق بشكل وثيق بألكس جونز ومهمته.

وقال موظف سابق في متجر "إنفو وورز" يدعى روب جاكبسون، إن جونز "لا يهتم" بشأن ما إذا كان الهجوم مزيفاً أم لا.

وأخبرني جاكوبسون إن "ما يهتم به (جونسون" هو أن يصبح فاحش الثراء، وبأن يكون ملك العالم الذي خلقه".

لكن إن كانت "إنفو وورز" مؤسسة رصيدها ملايين الدولارات، فإن أعمال ريشارد دي هول لا تتخطى الصناعة المنزلية.

وهو يجني المال من خلال بيعه أقراص فيديو لبرنامج على الإنترنت، وكذلك من كتبه والجولات التي يلقي فيها كلمات مباشرة.

فإذا كان دي هول يكسب عيشه فقط من خلال نظرياته، ولا يجني أرباحاً كبيرة لماذا يستمر؟

أخبرني نيل ساندرز، أحد المطلعين من الداخل الذي اعتاد الظهور في مقاطع فيديو دي هول، أن الأخير اعترف له منذ عدة سنوات بأنه لا يصدق النظريات حول الهجمات المخططة، قائلاً "هذا كله هراء".

لكنه يعتقد بأن هول قد أقنع نفسه الآن بنظريات المؤامرة هذه.

وقال لي ساندرز إن دي هول "يتعامل مع الأمر على أنه اكتشاف لعملية احتيال واسعة النطاق ترسخت في العالم بشكل أساسي. ولذلك، يريد الكشف عنها من أجل الصالح العام".

تفاني المعجبين الكبير مهم في هذه الحالة أيضاً. يبدو أن نجاح منظري المؤامرات أمثال هول وأليكس جونز، يعتمد على الاستمرار في تقديم مواد جديدة وأكثر تطرفا لجماهيرهم. يرى نيل ساندرز أن هذا كان مفتاحا لتركيز ريشارد دي هول على هذا النوع من النظريات.

قابلت ريشارد دي هول في إحدى المرات، حين واجهته في كشك السوق حيث يدير بيع هذه الكتب وأقراص الفيديو لتوجيه إليه أسئلة من الناجين. قال بأني كنت مخطئة بشأن طريقة عمله - ولم يجيب على كثير من أسئلتي.

بدلاً من ذلك، احتفظ بأجابته الحقيقية لمقطع فيديو نشره لاحقا وفق شروطه الخاصة، متوجها إلى متابعيه بدلاً من الرد على أسئلتي.

ونُشرت عدة مقاطع فيديو منذ ذلك الوقت، بما في ذلك ما بعد تلقي اتصال من فريق مارتن هيبرت القانوني.

واستمر في اتهامي واتهام بي بي سي، واصفاً تقاريري وتغطيات الإعلام بأنها موجه من "يد خفية" تسعى بشدة لإسكات الحقيقة.

ما يوضح بأن الهدف هو جمهوره ومتابعيه و ليس الجمهور الواسع، وهذا لا يختلف عن الطريقة التي يستمر بها جونز في إقناع أتباعه عبر الإنترنت، حتى بعد إلزامه بدفع تعويضات.

يقول عالم النفس الاجتماعي، الدكتور دانيال جولي من جامعة نوتنغهام: "المؤامرات متجذرة في نظام معتقدات بعض الأشخاص، وقد تعكس هوية الشخص وهوية مجتمعه بالكامل، مما يجعل رفضها أكثر صعوبة".

ويضيف: ""سنعلم مع الوقت عن تأثير هذه الأنواع من القضايا في المحاكم، لأنها جديدة. هل يمكن أن تثير انعكاسا للضرر الذي تسببه، أم أنها ستتضاعف وينظر إليها كجزء من محاولة لإسكات المجتمع؟".

كما هو الحال مع ألكس جونز، قد لا يكون طرح السؤال عما إذا كان هول يصدق نظريات المؤامرة الخاص به، في محله.

المهم هو أنه خلق عالم من المؤامرة يتسبب بضرر للعالم الحقيقي. قد يكون من الصعب أن تفك الارتباط عن الأساس في الموقع الذي أنشأته.

لم يرد هول على طلبي للتعليق حول المسألة، بما في ذلك الأسباب التي تعزز نظرياته حول تدبير تفجير مانشستر أرينا. كذلك الأمر بالنسبة لألكس جونز ومتجر "إنفوورز" اللذين لم يردا على طلب بي بي سي.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان