إعلان

الحكم على المعارض الروسي فلاديمير كارا-مورزا بالسجن 25 عاما

04:48 م الإثنين 17 أبريل 2023

فلاديمير كارا مورزا

أ ف ب:

قضت محكمة في موسكو الإثنين بسجن المعارض فلاديمير كارا-مورزا 25 عاماً بعد إدانته بتهم عدّة من بينها "الخيانة العظمى"، وذلك في سياق القمع الممارس في روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا.

ولم يسبق أن حكم على معارض بمدة طويلة كهذه في تاريخ روسيا الحديث.

وكان كارا-مورزا المقرب من المعارض البارز بوريس نيمتسوف الذي اغتيل في العام 2015، من آخر منتقدي الكرملين الذين لم يسجنوا أو انتقلوا للعيش في المنفى خارج البلاد.

وبعد محاكمة أجريت جلساتها خلف أبواب مغلقة، أعلنت المحكمة أنها أدانت كارا-مورزا بتهمة "الخيانة العظمى" ونشر "معلومات كاذبة" عن الجيش الروسي والعمل غير القانوني لصالح منظمة "غير مرغوب فيها"، وفق ما أفادت صحافية في وكالة فرانس برس.

ونتيجة لذلك، حُكم عليه بالسجن 25 عاما في مجمع سجون يعتمد نظاما قاسيا تلبية لمطلب النيابة العامة.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن محاميته ماريا إيسمونت قولها إن كارا-مورزا سيستأنف الحكم، مستنكرة "انتهاكات جسيمة للإجراءات" أثناء المحاكمة.

واستمع المعارض البالغ 41 عاما وهو مكبل اليدين في القفص المخصص للمتهمين، للحكم مبتسما قبل أن يطلب من مؤيديه بإيماءات الكتابة إليه في سجن.

- "حملة قمع" -

وأثار الحكم تنديدات الكثير من دول غربية ومنظّمات دولية.

وندّدت واشنطن بـ"حملة قمع متصاعدة"، معتبرة أنّ الحكم له "دوافع سياسية"، كما استنكر الاتحاد الأوروبي العقوبة "الصارمة بشكل فاضح" التي فرضت على المعارض و"إساءة استخدام السلطة القضائية".

وأعربت فرنسا عن "استيائها"، ودانت ألمانيا "بأشدّ العبارات" الحكم الذي يهدف إلى "كبت أيّ صوت ينتقد"، بينما طالبت لندن والأمم المتحدة بالإفراج الفوري عنه.

كما استنكر المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني الحكم "السياسي" و "الفاشي"، وذلك في رسالة نشرها فريقه على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي واشنطن، اعتبر محامي كارا-مورزا، فاديم بروخوروف، المحاكمة "انتقاماً سياسياً" "لا علاقة له بالقضاء".
وأعلنت محاميته، ماريا إيسمونت، أنّ كارا- مورزا سيستأنف الحكم.

واعتبرت المحامية أنّ "الحكم فظيع، لكنّه يوضح المدى الكبير لتصرّف فلاديمير"، مؤكّدة أنّ موكّلها لايزال في حالة مزاجية "شجاعة" ويعتقد "بالفعل أنّه تصرّف لصالح روسيا".

وبعد الحُكم، انتقدت والدته إيلينا الحُكم، معتبرة أنّه "تعبير صارخ عن الظلم" و"عبثي".

وفي تصريحاته الأخيرة في 10 أبريل أكد كارا-موزرا تمسكه بكل تصريحاته السياسية ضد الكرملين وأضاف "أؤيد كل كلمة قلتها وتستخدم اليوم لتوجيه الاتهام إلي (...) أنا لا أشعر بالندم على أي منها، بل أنا فخور بها"، وفق ما نقل عنه خلال جلسة استماع أخيرة الصحافي أليكسي فينيديكتوف.

وقال كارا-مورزا أيضا "أعلم أيضا أنه سيأتي يوم يتلاشى فيه الظلام المخيم على بلادنا (...) عندما يوصم من حرضوا على هذه الحرب وأشعلوها بالمجرمين وليس الأشخاص الذين حاولوا وقفها".

- السجن أو المنفى -

ويقبع كارا-مورزا في الحبس الاحتياطي منذ أبريل2022، وهو معارض للرئيس فلاديمير بوتين منذ أمد طويل. وكاد يموت بعدما تعرّض وفق قوله، لعمليّتَي تسميم في عامي 2015 و2017، يتّهم موسكو بتدبيرهما سعيا لاغتياله.

وبحسب محاميه فاديم بروخوروف يعاني المعارض اعتلال الأعصاب واضطرابات عصبية عضلية جراء عمليتي التسميم.

وبحسب وكالة "تاس" الروسية للأنباء، اتّهم المعارض الذي صنّفته السلطات "عميلا أجنبيا"، ب"الخيانة العظمى" لانتقاده السلطة في مداخلات علنية في الغرب.

ودعا كارا-مورزا خصوصا الولايات المتحدة وأوروبا وكندا إلى إقرار عقوبات ضد المسؤولين الروس المتّهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مثل "قانون ماغنيتسكي" (ينص القانون على معاقبة الشخصيات الروسية المسؤولة عن وفاة محاسب الضرائب سيرغي ماغنيتسكي في سجنه في موسكو عام 2009) الذي اعتمده الكونغرس الأميركي وصادق عليها الرئيس الأميركي باراك أوباما في العام 2012.

وعمل المعارض أيضا في منظمة "أوبن راشا" للأوليغارش السابق في المنفى والمنتقد للكرملين ميخائيل خودوركوفسكي الذي صنّفته السلطات الروسية عام 2017 "شخصا غير مرغوب فيه".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان