إعلان

نتنياهو يرفض دعوة بايدن للتخلي عن التعديلات القضائية الإسرائيلية

05:27 م الأربعاء 29 مارس 2023

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

تل أبيب - (بي بي سي)

رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بغضب على تصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي حثه على التراجع عن خطط التعديلات القضائية المثيرة للجدل.

وقال جو بايدن للصحفيين: "لا يمكنهم الاستمرار في هذا الطريق".

وغرد نتنياهو في وقت لاحق أن إسرائيل ستتخذ قراراتها وهي "لا تستند إلى ضغوط من الخارج".

يأتي ذلك بعد احتجاجات هذا الأسبوع أدت إلى شل حركة العمل في إسرائيل، مما أجبر نتنياهو على وقف المقترحات.

واشتدت الاحتجاجات منذ عودة نتنياهو إلى السلطة نهاية العام الماضي، ليترأس أكثر الحكومات يمينية وقومية في تاريخ إسرائيل ووعد بكبح سلطات القضاء.

وستمنح خططه الحكومة سيطرة كاملة على اللجنة التي تعين القضاة وستجرد المحكمة العليا في نهاية المطاف من السلطات الحاسمة لإلغاء التشريعات التي تعتبرها غير دستورية فعليًا.

ويقول نتنياهو إن التعديلات القضائية ستوقف المحاكم عن تجاوز سلطاتها وأن الجمهور صوت له في الانتخابات الأخيرة. لكن معظم خبراء القانون يقولون إن التعديلات ستدمر استقلال القضاء، في حين أن شخصيات المعارضة تصفهما بأنها "محاولة انقلاب على النظام".

واحتج عشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد يومي الأحد والاثنين، ودعت أكبر نقابة عمالية إلى إضراب عام، بعد أن أقال رئيس الوزراء وزير الدفاع يوآف غلانت، لحثه علنا على وقف الإصلاحات.

وفي نهاية المطاف، رضخ نتنياهو للضغوط وأعلن ليلة الإثنين أنه سيوقف التغييرات القضائية مؤقتًا حتى الجلسة القادمة للبرلمان لإتاحة الوقت للحوار.

واجتمع ممثلون من الائتلاف الحاكم وأكبر حزبي معارضة في البرلمان، يش عتيد والوحدة الوطنية، لأول مرة في مقر إقامة الرئيس إسحاق هرتسوغ يوم الثلاثاء. وقال مكتب هرتسوغ إن مناقشاتهم بشأن إطار للمحادثات "جرت بروح إيجابية".

كما التقى الرئيس مع ممثلين عن القائمة العربية الموحدة المعارضة، وجبهة تال وحزب العمل يوم الأربعاء.

وفي حديثه للصحفيين خلال زيارة لولاية نورث كارولينا يوم الثلاثاء، حث بايدن التحالف على التخلي عن الإصلاحات.

وقال: "مثل العديد من المؤيدين الأقوياء لإسرائيل، أشعر بقلق شديد، ويعنيني أن يتوصلوا إلى هذا الأمر بشكل صحيح".

وأضاف "نأمل أن يتصرف رئيس الوزراء بطريقة تمكنه من محاولة التوصل إلى حل وسط حقيقي، لكن هذا لم يتضح بعد".

ورد نتنياهو على ذلك بصورة غاضبة على تويتر في وقت متأخر من الليل قائلاً: "إسرائيل دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بإرادة شعبها وليس بناءً على ضغوط من الخارج، بما في ذلك من أفضل الأصدقاء".

وشدد على أن ائتلافه "ملتزم بتعزيز الديمقراطية من خلال إعادة التوازن الصحيح بين أفرع الحكومة الثلاثة، وهو ما نسعى لتحقيقه عبر توافق واسع".

وقال زعيم حزب الوحدة الوطنية، بيني غانتس، إن بايدن أرسل للحكومة الإسرائيلية "دعوة عاجلة للصحوة".

وكتب على تويتر "الضرر الذي يلحق بعلاقاتنا مع الولايات المتحدة، أقرب صديق لنا وأهم حليف لنا، ضربة استراتيجية".

وقال بايدن إنه لم يتدخل، لكن بدا متشككا للغاية عندما أشار إلى محاولات نتنياهو الواضحة الآن للتوصل إلى حل وسط بشأن الخطط.

ومنذ أن عاد إلى رئاسة الوزراء، لم يتلق نتنياهو دعوة إلى واشنطن، ويُنظر إلى ذلك على أنه اختبار لمدى رضا البيت الأبيض عنه.

وعندما سأل يوم الثلاثاء عما إذا كان يعتزم دعوته قريبا، أجاب بايدن: "لا ليس في المدى القريب".

وبايدن ديمقراطي مؤيد بشدة لإسرائيل، لكن ماضي العلاقات بينه وبين نتنياهو ينتابه التوتر، نظرا للغضب الذي أثاره في إدارة أوباما عندما حاول نتنياهو إعاقة تمرير الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

وخلال أزمة هذا الأسبوع، تلقت حكومة نتنياهو تحذيرات عديدة من إدارة بايدن من أنه يهدد سمعة إسرائيل باعتبارها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.

ومن المحتمل أن يكون نتنياهو قد استخدم الضغط كوسيلة لجعل شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف يوافقون على وقف الإصلاحات القضائية مؤقتًا، محذرا من أزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة، وبالتالي الحد من قيمة مطالبهم.

ووافق الزعيمان القوميان المتطرفان في الائتلاف، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، على الاصطفاف خلف نتنياهو بعد محادثات يوم الاثنين.

وقال بن غفير إنه يوافق على إيقاف التشريع مقابل وعد من رئيس الوزراء بتقديم خططه لـ "الحرس الوطني" الذي يقدم تقاريره إليه مباشرة ويمول عن طريق جزء من ميزانية تقدر بمليارات الدولارات.

واستنكر المعارضون ومسؤولو الشرطة الفكرة ووصفوها بـ "ميليشيا خاصة" تقود إلى "الفوضى". ولكن تتشكك وسائل الإعلام الإسرائيلية في ما إذا كانت الخطة ستمضي قدما بالفعل.

وأمضت إدارة بايدن أسابيع في زيادة الضغوط على نتنياهو للسعي إلى حل وسط مع المعارضين بشأن خطط الإصلاح القضائي.

وفي وقت سابق من هذا العام، خلال زيارة إلى القدس، كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يقف جوار نتنياهو أثناء ما يمكن وصفه بتوبيخ علني، حيث سجل توقعات الإدارة الأمريكية لـ "الديمقراطية" و "القيم المشتركة" من قبل الحكومة الإسرائيلية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان