السوريات يواجهن "أزمة صحة إنجابية" في شمال غرب البلاد
بيروت - (أ ف ب)
كان للنزاع في سوريا والهجمات على المستشفيات "تأثير غير متساوٍ" على الصحة الإنجابية للنساء والفتيات في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه فصائل مسلحة، على ما ذكر تقرير الثلاثاء.
وقال الدكتور حسام النحاس، الباحث في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أطباء من أجل حقوق الإنسان والمؤلف المشارك في التقرير "لقد أدت 12 عاماً من الإفلات من العقاب على مهاجمة مرافق الرعاية الصحية وكوادرها إلى تفاقم أزمة الصحة الجنسية والإنجابية في سوريا".
وأضاف "في الحرب السورية المدمرة، تدفع النساء الثمن الأعلى. إن حق الإنسان الأساسي في الصحة – بما في ذلك القدرة على ولادة طفل بأمان، وإضافة حياة جديدة إلى العالم – يُنتهك باستمرار في شمال غرب سوريا، حيث تنزل القنابل على المستشفيات كالمطر، ويتعرض العاملون الصحيون للاضطهاد".
صدر التقرير بعنوان "هي من تدفع أغلى ثمن: تأثير الصراع على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في شمال غرب سوريا" عن أطباء من أجل حقوق الإنسان ولجنة الإنقاذ الدولية وسوريا للإغاثة والتنمية والجمعية الطبية السورية الأميركية.
وأضاف التقرير أن "الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا في شباط/فبراير 2023 أدى إلى تفاقم صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية المحفوفة بالمخاطر أصلاً في المنطقة، مما يساهم في انهيار نظام الرعاية الصحية الهش في شمال غرب سوريا".
وتوقّع التقرير "أن تؤثر الزيادة الكبيرة في النزوح وتدمير الطرق ونقص الوقود ومحدودية الخدمات الصحية والأدوية والمعدات الطبية على قرابة 148 ألف امرأة حامل، ينتظر أن تلد 37000 منهن في الأشهر الثلاثة المقبلة".
بدورها، قالت تانيا إيفانز، مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في سوريا "إن النظام الصحي في شمال غرب سوريا بالكاد يستطيع الاستمرار. وقد تفاقمت الأعباء على هذا النظام بعد الزلزال الأخير الذي أدى إلى نزوح الآلاف مجدداً، وإلى دمار في المراكز الصحية، وتوقف مؤقت في ضخ المستلزمات الطبية والأدوية".
وأضافت "يظهر هذا التقرير التأثير غير المتساوي للصراع المستمر في سوريا على النساء والفتيات في شمال غرب سوريا، ويؤكد الحاجة لضمان حماية هذه الفئات المستضعفة من هذا الصراع وتبعاته".
وأوضح التقرير الذي يستند إلى مقابلات مع أكثر من 260 من العاملين الصحيين والمرضى أجريت في شمال غرب سوريا في العام 2022، أن حتى قبل الزلزال أبلغت النساء في تلك المنطقة "عن عوائق واجهتها في الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية مثل الرعاية الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة وتنظيم الأسرة وخدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي والرعاية بعد الإجهاض وعلاج ورعاية الأمراض المنقولة عن طريق الجنس".
وقال الدكتور عقبة دغيم، مدير البرامج في منظمة سوريا للإغاثة والتنمية والمدير المشارك لمجموعة العمل الفنية المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية، والمشارك في إعداد الدراسة "ساهمت الهجمات المتكررة على قطاع الصحة والمترافقة مع الدمار الذي خلفته الزلازل في حدوث نقص حاد في المرافق الصحية والعاملين الصحيين، وحرمت الفئات الأولى بالرعاية – كالنساء والفتيات – من الوصول الكافي إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الأساسية".
وأوضح التقرير أنه على سبيل المثال، "أجبرت الهجمات المتواصلة منذ سنوات على مرافق الرعاية الصحية في شمال غرب سوريا، النساء ومقدمي الخدمات الطبية على اختيار العمليات القيصرية الخطرة بدلاً من الولادة الطبيعية، وذلك جزئياً لتقليل الوقت الذي يقضونه داخل المرافق الصحية التي تتعرض لهجمات مسلحة".
ومن بين 367 منشأة طبية عاملة في شمال غرب سوريا، هناك 7 % فقط تقدم خدمات شاملة لرعاية الأمومة. ولا تتوافر خدمات رعاية الصحة الإنجابية للمرضى في العيادات سوى في أقل من 40 % من المرافق بحسب التقرير.
اتّهمت جماعات حقوقية الحكومة السورية وحليفتها روسيا باستهداف المنشآت الطبية عمدا في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة، وهو ما نفته كل من دمشق وموسكو.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: