إعلان

حوار| نائب مدير الدفاع المدني السوري يكشف تهديدات الأمم المتحدة بشأن المساعدات لمتضرري الزلزال

11:24 م الأربعاء 22 فبراير 2023

زلزال سوريا

كتبت- سلمى سمير:

تسعى الأمم المتحدة لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة في سوريا، إذ لم تتلق الدولة التي أنهكتها الحرب والأزمات سوى 17% فقط من القيمة الإجمالية المطلوبة التي تبلغ 397 مليون دولار من النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة للوفاء باحتياجات المتضررين من الزلزال في سوريا. ومع الوقت الذي انشغل به العالم بالزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الـ6 من فبراير، نبضت سوريا بجرح آخر فاقم الوضع حيث تأخرت المساعدات الإنسانية رغم مشاركتها جارتها الشمالية نفس الألم.

سارعت الدول لمساعدة تركيا في بداية الأزمة وتدفقت الرحلات الجوية إلى المطارات التركية، في وقت خلت فيه سماء سوريا من أي طائرات مساعدة لإنقاذ الناجين والمساعدة في البحث عن الأشخاص تحت الأنقاض، تواصل مصراوي مع نائب مدير الدفاع المدني السوري، منير المصطفى، والذي أكد تأخر المساعدات بشكل مبالغ فيه مع قلتها في الأيام الأولى للكارثة، مشيرًا إلى أن سوريا حرمت من فرق الإغاثة ومعدات الإنقاذ، حيث قال إنه منذ وقوع الكارثة في اليوم الأول طلب الدفاع المدني السوري، من المجتمع الدولي والأمم المتحدة إرسال مساعدات عاجلة ومعدات وآليات ثقيلة للمساعدة في عمليات الحفر والإنقاذ في شمال غرب سوريا الأمر الذي لم يحدث حتى اللحظة.

منذ التاسع من فبراير حتى أمس الثلاثاء، عبرت 256 شاحنة محملة بمساعدات الأمم المتحدة الحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا عبر معابر باب الهوى وباب السلام وباب الراعي، وفق ما صرحت به غادة مضوي من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وكشفت أن أكثر الاحتياجات إلحاحا للنازحين بسبب الزلازل المدمرة، تتمثل في الغذاء والمأوى والإمدادات اللازمة لفصل الشتاء والنقود.

كشف منير المصطفى في حواره مع مصراوي تفاصيل المساعدات التي وصلت إلى سوريا وكيفية الاستجابة الدولية للأزمة التي حلت بالبلاد والاحتياجات العاجلة التي تساهم في تخفيف الأزمة على السوريين.

كيف ترى الاستجابة الدولية والأممية للأزمة في سوريا؟

يرى نائب مدير الدفاع المدني السوري، أن هناك تقصير وأخطاء فيما يتعلق بالاستجابة للأزمة في سوريا، مشيرًا إلى أن مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالة الطوارئ، أقر بذلك خلال لقائه مع مسؤولي الدفاع المدني السوري، قرب الحدود السورية التركية، مضيفًا أنه حتى اللحظة لا يوجد أي رد فعل حقيقي على ضعف الاستجابة الدولية للأزمة في سوريا.

وكشف أن فريق الأمم المتحدة خلال لقاءه بالدفاع المدني السوري والمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، أعرب عن انزعاجه من التصريحات والاتهامات له بالتقصير في الاستجابة للأزمة مهددًا المنظمات في الاجتماع بضرورة الصمت وعدم الحديث عن التقصير في الاستجابة للأزمة في سوريا وتحديد دورها، لضمان وصول المساعدات والتمويل اللازمة لإنقاذ الناجين.

بالحديث عن المساعدات الدولية والأممية واستمرار دعم الدول لمتضرري الزلزال في سوريا، ما هي طبيعة المساعدات التي وصلت للبلاد؟

يرى منير أن المساعدات التي وصلت لمتضرري الزلزال تعتبر لا تذكر مع حجم الكارثة، مضيفًا أن بعض المساعدات كانت مجدولة بالفعل ولا علاقة لها بالأزمة الحالية إذ كان مقرر دخولها إلى سكان المخيمات في شمال سوريا قبل الزلزال، موضحًا أن المساعدات التي وصلت عقب الزلزال اقتصرت على الأدوية والخيام وأغذية إضافة إلى مساعدات أخرى وصفها بـ"الخجولة".

وتحدث منير عن وصول مساعدات إنسانية أخرى من بعض الدول والمنظمات الإنسانية، إلا أنها لا تتناسب مع حجم الاحتياجات الكبيرة ولا تستطيع تغطية كافة احتياجات المنطقة التي تعتبر هشة جدا وغير مستقرة وأغلب ساكنيها يعتمدون على المساعدات.

انتشرت أثناء الكارثة مقاطع فيديو وصور لعمليات إنقاذ وحفر بالإيدي العارية ومحاولات من "الخوذ البيضاء" والأهالي للتعامل مع الأمر وإنقاذ الناجين في أسرع وقت، هل قدمت الأمم المتحدة معدات وآلات للمساعدة في عمليات الحفر؟

يقول منير إن الشمال السوري عانى من تراكم الأنقاض والبيوت على الضحايا والمصابين لأيام مع تأخر المساعدة، موضحًا أن أبرز المساعدات التي طالب بها الدفاع المدني السوري تمثلت في الرافعات الثقيلة والكاميرات الحرارية، والضغوط الهيدروليكية والوسائد الهوائية، لكنها لم تصل بعد. وأضاف "كنا نأمل بتدخل المجموعة الدولية الاستشارية لفرق البحث “INSARAG”، فورًا عبر الحدود، وتوجيه الفرق الدولية لمساندة الدفاع المدني السوري، لكن هذا لم يحدث أيضًا.

وندد المصطفى بعدم تواصل الأمم المتحدة مع الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، بعد الكارثة رغم كونهم فرق الإنقاذ الوحيدة شمال غرب سوريا، وعدم اكتراثهم بالمطالب والنداءات الإنسانية لعمليات البحث والإنقاذ، حتى اجتماع مدير الخوذ البيضاء مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، وهنا طالبه رائد الصالح، بالعمل خارج مجلس الأمن وفتح 3 معابر لإدخال الاستجابات الطارئة.

هل هناك تلاعب بين القوى السياسية لمرور المساعدات عبر المعابر؟

تخضع المعابر والمساعدات لحالة من التحكم، مع مساومة النظام السوري قبل شهر ونصف من وقوع الكارثة، لـ4 ملايين شخص على المساعدات الإنسانية التي تصل عبر المعابر، ونصف هؤلاء المحتاجين نازحين يعيشون في المخيمات، ويتحدث المصطفى عن تهديد النظام السوري المستمر بإغلاق المعبر الوحيد لمرور المساعدات وهو باب الهوى، في شيء وصفه بأسوأ ابتزاز يمكن أن يحدث لحاجات المدنيين.
وأشار إلى أن هناك عشرات التحقيقات الصحفية التي تؤكد وجود فساد في أزمة توزيع المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن النظام السوري له باع طويل في استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح لحصار وتجويع السوريين.

منذ اليوم الأول تدفقت المساعدات إلى تركيا بينما عانت سوريا من تأخير اعتبره البعض محاولة لتسييس الأزمة من الأمم المتحدة ومنظمات دولية عدة، هل تعتقد أن الأمم المتحدة سيست الأزمة؟

"شهدت الأوضاع الإنسانية في شمال غرب سوريا حالة من التردي خاصة في الأيام الأولى بعد الزلزال مع عدم مرور أي شحنات مساعدة عبر المعابر إلا بعد مرور 8 أيام، في مشهد تجلت فيه حالة الانحياز الواضح مع تقاعس الأمم المتحدة، عن إرسال المساعدات الإنسانية لحين موافقة النظام السوري على إدخالهما عبر معبري باب الراعي والسلامة رغم عدم خضوع المنطقة لنفوذه"، بتلك الكلمات وصف المصطفى الأيام الأولى للكارثة، مضيفًا أن الأمم المتحدة سيست المساعدات الإنسانية ولم تتعامل بشكل حيادي في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي الأمر الذي شكل حالة من الاستياء الواسع تجاه الأمم المتحدة، على الرغم من امتلاك الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ووكيله جريفيث، الصلاحيات على تفعيل وتوجيه كافة الآليات والوكالات والمساعدات والوصول إلى المناطق المنكوبة واستخدام كافة المعابر الممكنة، وفق سند قانوني يمنحه ذلك الحق وقت الكوارث، وهذا أمر لم يحدث.

عقدت منظمات أممية عدة اجتماعات مع الحكومة السورية، وطالبتهم بضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة الأراضي السورية سواء التي يسيطر عليها النظام أو تسيطر عليها المعارضة، بالحديث عن المساعدات التي تلقتها دمشق عبر مطارها، هل وصلت تلك المساعدات إلى شمال غرب سوريا؟

أكد منير المصطفى عدم وصول أي من المساعدات التي وصلت إلى مطار دمشق إلى شمال غرب سوريا، مشيراً إلى استخدام النظام السوري للمساعدات كسلاح لحصار وتجويع السوريين، وطالب منير بضرورة وصول المساعدات إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وبإشراف أممي موثوق مباشر على عمليات التوزيع ولا تربطه أي صلة بالنظام السوري.

وأفاد أنه حتى 18 من فبراير وصلت 167 طائرة بمطار دمشق واللاذقية وحلب، إضافة إلى دخول أكثر من 100 شاحنة عبر الحدود البرية مع لبنان والعراق وباخرة أخرى محملة بأكثر من 50 طن من المساعدات، ورغم أهمية تلك المساعدات لكن وصولها إلى عشرات الآلاف من العائلات الذين باتوا بلا مأوى شمال غرب سوريا وسط الدمار ودرجات حرارة تحت الصفر، هو الأكثر أهمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان