تراجع آمال العثور على ناجين.. استمرار عمليات الإنقاذ لليوم السادس في تركيا وسوريا
(دويتشه فيله)
مع دخول الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا يومه السادس، تتراجع الآمال في العثور على ناجين. بيد أنّ فرق الإنقاذ، وفي سباق مع الزمن، تواصل عملها، فيما أعلن فيه الجيش النمساوي استئناف عملياته بعد توقف بسبب "مخاوف أمنية".
انتشل رجال الإنقاذ في تركيا المزيد من المحاصرين تحت الأنقاض في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت بعد خمسة أيام من وقوع الزلزال الأكثر تدميراً في البلاد منذ عام 1939، لكن الآمال في العثور على المزيد من الناجين تراجعت في تركيا وسوريا.
وتجاوز عدد القتلى 25250 في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا بعد يوم من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السلطات كان ينبغي أن تستجيب على نحو أسرع للكارثة التي وقعت يوم الاثنين.
أردوغان يتعهد بإعادة البناء بسرعة
وتعهد أردوغان ببدء العمل في إعادة بناء المدن "في غضون أسابيع"، قائلاً إن مئات الآلاف من المباني صارت الآن غير صالحة للسكن، بينما أصدر تحذيرات صارمة بالتعامل مع المتورطين في عمليات النهب بالمناطق المتضررة من الزلزال. وقال عدد من السكان وعمال الإنقاذ في مدينة أنطاكية التركية إنهم شاهدوا أعمال نهب.
وقال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي للصحفيين الليلة الماضية إن نحو 80 ألفا يتلقون العلاج في المستشفيات بينما أصبح 1.05 مليون شخص بلا مأوى بسبب الزلازل وانتقلوا إلى ملاجئ مؤقتة.
وانتشرت أكياس الجثث في شوارع مدينة أنطاكية حيث وضع السكان الكمامات لمحاولة تخفيف رائحتها. وقال أحدهم، دون ذكر اسمه، إن عامة الناس انضموا إلى جهود الإنقاذ وعملوا دون تنسيق رسمي.
المعارضة تتهم أردوغان
واستغل المعارضون الأزمة لمهاجمة أردوغان الذي سيترشح لفترة رئاسة جديدة في انتخابات مقررة في 14 مايو أيار لكنها قد تتأجل بسبب الكارثة. ومن المرجح أن يلعب الغضب المتزايد بشأن التأخير في توصيل المساعدات وبدء جهود الإنقاذ دورا في الانتخابات.
وحتى قبل الزلزال كان يُنظر إلى الانتخابات على أنها التحدي الأكبر لأردوغان بعد عقدين على توليه السلطة. ودعا الرئيس التركي إلى الوحدة وندد بما أسماه "الحملات السلبية من أجل المصلحة السياسية".
وانتقد كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، المعارضة الرئيسي في تركيا، استجابة الحكومة للكارثة. وقال في بيان "الزلزال كان هائلا لكن ما كان أكبر بكثير من الزلزال هو الافتقار إلى التنسيق والافتقار إلى التخطيط وعدم الكفاءة".
سوريا.. شكاوى من قلة المساعدات
وفي الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة في شمال غرب سوريا، لم يدخل سوى القليل جداً من المساعدات على الرغم من تعهد دمشق بتحسين القدرة على إدخالها. وهذه المنطقة هي الأشد تضرراً من الزلزال في سوريا وتواجه جهود الإغاثة فيها تعقيدات بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يزيد على عشر سنوات.
وكثيرون من سكان شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة نازحون بالفعل من مناطق أخرى من البلاد استعادتها القوات الموالية للحكومة خلال الحرب الأهلية المستمرة. وقد أصبحوا الآن بلا مأوى مرة أخرى.
ووصلت عشرات الطائرات المحملة بالمساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية منذ يوم الاثنين، في حين لم يصل سوى القليل إلى منطقة شمال غرب البلاد الأكثر تضرراً.
وفي الأوقات العادية، تقدم الأمم المتحدة المساعدات إلى هذه المنطقة عبر الحدود مع تركيا عبر نقطة تفتيش واحدة (معبر باب الهوى)، وهي سياسة تنتقدها دمشق باعتبارها تنتهك سيادتها.
طرق أخرى لإدخال المساعدات
وبسبب القيود التي فرضتها تركيا مفضلة المساعدات الثنائية والنزاع المستمر في سوريا، تبنت المنظمات الدولية غير الحكومية "طريقة أخرى في العمل" لمواجهة الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين الاثنين.
منذ الساعات الأولى التي أعقبت الزلزال، عرضت المنظمات غير الحكومية الموجودة في جنوب تركيا - قاعدتها الخلفية للتدخل في شمال غرب سوريا - خدماتها.
اوضح ميشال أوليفييه لاشاريت رئيس قسم الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود"، "قلنا لهم أن لدينا مستشفيات ميدانية وطواقم طبية لكنهم فضلوا المساعدات الثنائية على المنظمات غير الحكومية".
وقال باسكال برنار نائب المدير العام لعمليات منظمة Acted المسجلة في تركيا وبالتالي المخولة التدخل مباشرة "كان هناك تردد في اليومين الأولين بشأن دور المنظمات غير الحكومية، لكن نظرا إلى حجم الأضرار فتحت الأبواب أخيرا".
على الجانب الآخر من الحدود وبينما تتدفق المساعدات الإنسانية من الخارج إلى تركيا - أعلنت ألمانيا الجمعة أنها سترسل جواً 90 طناً من المواد - فإن عملية التسليم أكثر تعقيدًا. وتؤدي العقوبات المفروضة على نظام دمشق إلى تعقيد الوضع "المتقلب أصلا" في المناطق.
الجيش النمساوي يستأنف عمليات الإنقاذ
استأنف الجيش النمساوي المشاركة في أعمال الإنقاذ في تركيا في ظل حماية من الجيش التركي.
تأتي هذه الخطوة بعد أن كان الجيش النمساوي أعلن في وقت سابق من اليوم السبت وقف مشاركته في أعمال الإنقاذ بسبب مخاطر أمنية. وكتب المتحدث باسم الجيش النمساوي على تويتر بعد ظهر اليوم أن الجيش التركي تولى حماية جنود وحدة الإغاثة من الكوارث.
وتشارك النمسا منذ يوم الثلاثاء الماضي بـ 82 جنديا في أعمال الإنقاذ في منطقة هاتاي التركية.
كان الضابط بييره كوجلفايس صرح لوكالة الأنباء النمساوية (ايه بي ايه) صباح اليوم بأن الجيش النمساوي أوقف البحث عن ناجين بسبب مخاطر أمنية، وقال:" هناك اعتداءات على نحو متزايد بين جماعات في تركيا. يُعْتَقد أنه تم إطلاق أعيرة ناري". وكان كوجلفايس قال:" النجاح المتوقع لإنقاذ أرواح لا يتناسب مع مخاطر السلامة".
فيديو قد يعجبك: