جون بولتون: الهدنة وإطلاق سراح الأسرى انتصار لحماس على إسرائيل

كتب- محمد صفوت:

يرى مستشار الأمن الوطني الأمريكي السابق جون بولتون، في مقال له نشر في صحيفة "التليجراف" البريطانية، أن اتفاق الهدنة وإطلاق سراح أسرى، انتصارًا كبيرًا لحماس على إسرائيل.

ويقول بولتون، في مقاله، إن الإفراج عن أسرى أمرًا يستحق الثناء لكن هناك طرق صحيحة وأخرى خاطئة لفعل ذلك، ويضيف: "ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الصفقة ستشكل سابقة سلبية بشكل قاطع لإسرائيل، لكنها تلقي بظلال الشك على قدرتها على تحقيق هدفها المشروع بالقضاء على التهديد الإرهابي الذي تمثله حماس".

واعتبر أن الاتفاق معيق في العديد من النواحي، مدعيًا أن إطلاق سراح 50 أسيرًا لدى حماس، مقابل 150 من الفلسطينيين لدى إسرائيل، نسبة عكس ما ينبغي أن تتم.

الهدنة والاستعداد للمراحل المقبلة

وأشار بولتون إلى أن العملية الإفراج عن الأسرى ستستمر لمدة 4 أيام، مضيفًا أن إسرائيل ستعمل خلال تلك المدة على الاستعداد للمرحلة المقبلة من الحرب، بما يشمل ذلك إيصال الإمدادات للقوات، واستبدال بعضها.

ويؤكد الكاتب أن حماس هي المستفيدة الكبرى من الهدنة، فهي تعرضت لضغط قوي من إسرائيل في أيام القتال، ومع توقف القتال فإنها ستخرج مقاتليها من وضع صعب، مضيفًا لقد تعرضوا للقصف الجوي، وتمت مطاردتهم داخل غزة وتحتها في شبكات أنفاقهم غير العادية.

ويعتقد أن حماس ستسغل الهدنة لإعادة تموضع مقاتليها ورصد الكمائن الإسرائيلية ووضع الأفخاخ لهم، متساءلاً عن عدد الجنود الإسرائليين الذين سيقتلون بسبب الفرصة التي تتيحها الهدنة لحماس لنصب مزيد من "الأفخاخ".

حماس بيدها تمديد الهدنة

واعتبر أنه في حال اختارت حماس إطلاق سراح مزيد من الأسرى لديها، فإن الهدنة ستمدد يومًا واحدًا مقبال كل 10 من الأسرى، وتساءل: "ما المبرر للسماح لعدوك بتحديد مدة الهدنة من جانب واحد؟ ماذا لو كانت الصعوبات اللوجستية تعني الإفراج عن 6 من هؤلاء فقط؟"، هل ستأخذ نفس اليوم من الهدنة مقابل هؤلاء الـ 6.

واعتبر أن هذا الأمر سيمنح حماس فترة أكبر من الراحة، وهو ما "سيلقي بأعباء غير عادلة على إسرائيل في حال استئناف الأعمال العدائية، وسيضيف ذلك مزيدا من النفوذ إلى جهود حماس لمحو ما فعلته في 7 أكتوبر".

التنازل الأكبر

واعتبر أن وقف الولايات المتحدة وإسرائيل، للمراقبة الجوية لمدة 6 ساعات يوميًا خلال فترة الهدنة، أكبر التنازلات والأكثر أهمية من الهدنة نفسها.

وأوضح أن هذا يحرم إسرائيل من المعلومات حول أنشطة حماس. وقد وافقت إسرائيل على أن تكون غافلة عن غزة خلال هذه الفترة الزمنية التي ستكون ملائمة لمقاتلي حماس".

إسرائيل تضيع جهودها بالهدنة

يرى الكاتب أن الزيادة في تدفق المساعدات دون ضمانات من أن تذهب لمستحقيها ستسمح لحماس بالمزيد منها ما يمكنها لحرب أطول، مضيفًا أنه ليس هناك أي فكرة عن حجم كمية المساعدات التي ستقع في أيدي حماس.

ويعتقد أن المشكلة العسكرية التي ستواجهها إسرائيل، هي الفرص التي ستضيعها إذا أوقفت هجومها الناجح على نحو متزايد في منتصف الطريق. وتتلخص استراتيجية حماس في اتخاذ أي وقفة مؤقتة، مهما كانت قصيرة، ومهما كان مبررها، وتمديدها إلى وقف دائم لإطلاق النار. وقد لا يحدث ذلك من المحاولة الأولى، لكن الضغط على إسرائيل لحملها على الاستسلام سوف يتزايد.

خطر سياسي على إسرائيل

ويقول الكاتب، إن الخطر السياسي الحاسم الذي تواجهه إسرائيل هو تقويض تصميمها على القضاء على حماس. والأمر الأكثر خطورة هو قوة الدعم الأمريكي، الذي بدأ يضعف بالفعل. لقد فات دعم بايدن الخطابي القوي لإسرائيل في البداية، وتتقلص عزيمته يوميًا تحت هجوم الجناح اليساري المؤيد للفلسطينيين في الحزب الديمقراطي. وستزداد مشاكله حدة مع تطور الحملة الرئاسية لعام 2024.

ويرى إن فوائد تحرير الأسرى أصبحت واضحة الآن. التكاليف الأكبر بكثير في طريقها.

وتوصلت حماس وإسرائيل بوساطة مصرية قطرية أمريكية، إلى اتفاق هدنة لمدة 4 أيام مقابل الإفراج عن 50 أسيرًا إسرائيليًا من الأسرى لدى حماس، وإطلاق سراح 150 معتقلاً فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، على أن تمدد الهدنة لمدة يوم واحد مقابل كل 10 أسرى إسرائيليين يتم الإفراج عنهم