حزب الله يحرج نتنياهو.. هل يرضخ رئيس الوزراء الإسرائيلي للضغوطات وينجر للحرب؟
كتب- محمد صفوت:
لا تزال التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تتصاعد بشكل مستمر، منذ هجمات السابع من أكتوبر التي نفذتها فصائل فلسطينية في الأراضي المحتلة، ما ينذر بخروج الوضع عن السيطرة خاصة مع سقوط قتلى من حزب الله وإسرائيل خلال عمليات القصف المتبادلة.
في الأيام القليلة الماضية، كثف حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي قصفهما المتبادل، ما أدى إلى سقوط قتلى من الجانبين وارتفاع في الأضرار والإصابات في صفوف المدنيين فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف من القرى الحدودية في الجانبين.
اليوم، أعلن حزب الله، استشهاد 5 من مقاتليه، بينهم نجل رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد، في قصف إسرائيلي استهدف منطقة جنوب لبنان.
سرعان ما رد حزب الله، على مقتل مقاتليه بأكبر رشقة صاروخية منذ بداية التوترات بينهما بعد هجمات السابع من أكتوبر، وأعلن عن استهداف قاعدة عين زيتيم العسكرية الإسرائيلية بـ 48 صاروخ كاتيوشيا، ومهاجمة 11 موقعًا إسرائيليًا على الحدود الجنوبية وتحقيق إصابات مباشرة فيها.
مخاوف الإسرائيليين من تهديدات حزب الله
مع استمرار التصعيد والاقتراب من نقطة اللاعودة والانجرار لحرب أوسع من تلك المندلعة مع حماس، تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن المخاوف لدى الإسرائيليين من حزب الله اللبناني في الأيام القليلة التي تلت هجمات السابع من أكتوبر، خاصة سكان المناطق الحدودية، قبل إصدار إسرائيل أوامر بإخلاء مناطق واسعة قرب الحدود اللبنانية، خوفًا من اندلاع حربًا شاملة مع حزب الله.
يعد التوتر الحالي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية هو أعنف تصعيد منذ حرب 2006، وقتل على الأقل 85 لبنانيًا بينهم 70 من مقاتلي حزب الله، فيما قتل 10 إسرائيليين بينهم 7 جنود.
ضغط داخل إسرائيلي لإشعال حرب مع حزب الله
نقلت الصحيفة الأمريكية، روايات عن سكان المناطق الحدودية بعد نزوحهم لمناطق أخرى، وأكدوا أنهم لا يستطيعون العودة قبل تلقى تأكيدات من جيشهم أن حزب الله لن يفعل بهم كما فعلت حماس في مستوطنات غلاف غزة في هجمات السابع من أكتوبر، واعتبر أغلبهم أن الفرصة سانحة للحرب مع حزب الله، وأنه لا يمكن العودة بسبب الخوف من هجمات حزب الله.
على مستوى القيادات، كثف المسؤولون العسكريون الإسرائيليون الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتوجيه ضربة حاسمة، وأصبح ملف حزب الله نقطة خلاف في مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي.
تقول "وول ستريت جورنال" إن وزير الدفاع يوآف جالانت دعا إلى القيام بعمل عسكري أوسع ضد حزب الله.
تحركات أمريكية لمنع التصعيد
وتؤكد أن واشنطن مارست ولا تزال تمارس ضغوطًا على إسرائيل للامتناع عن اتخاذ خطوات استفزازية في لبنان يمكن أن تجر الجيش الأمريكي إلى حرب جديدة.
تتحدث الصحيفة عن التحركات الأمريكية الأخيرة لكبح جماح إسرائيل ومحاولة منعها من شن حربًا ضد حزب الله، حيث وصل مستشار الرئيس الأمريكي عاموس هوشستين، إلى تل أبيب وبيروت في محاولة لمنع التصعيد.
تشير الصحيفة، إلى أن نتنياهو خضع حتى الآن للضغوط الأمريكية، لكنه يواجه ضغوطًا داخلية لبدء حرب مع حزب الله. ونقلت عن مساعدون لنتنياهو قولهم، إنه يأمل أن يؤدي الانتصار على حماس في سحب حزب الله لقواته من الحدود اللبنانية.
ويرى المسؤولين العسكريين أن إسرائيل على بعد ضربة قاتلة واحدة من حزب الله لإشعال حرب جديدة مع لبنان.
أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن هجوم حزب الله أمس الاثنين على قاعدة عسكرية إسرائيلية لم يناقشه جيش الاحتلال بعد.
الحرب مع حزب الله ستكون أسوأ من حرب غزة
الاثنين الماضي، استهدف حزب الله بـ 4 صواريخ بركان مركز قيادة الفرقة 91 لجيش الاحتلال في ثكنة برانيت الإسرائيلية، وأظهرت وسائل إعلام إسرائيلية أضرارًا جسيمة ناجمة عن الهجوم الواضح، والذي لم يناقشه الجيش الإسرائيلي.
يقول مسؤولون أسرائيليون، إن الحرب مع حزب الله ستكون أسوأ من تلك الدائرة حاليًا مع حماس، والخسائر في صفوف المدنيين ستكون كبيرة.
أشارت الصحيفة الأمريكية، إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي قال مؤخرًا خلال تفقده جنود الاحتلال قرب الحدود اللبنانية: "أولئك الذين سيدفعون الثمن أولاً وقبل كل شيء هم المدنيون اللبنانيون” مضيفًا "ما نقوم به في غزة يمكننا القيام به في بيروت".
تقدر إٍرسرائيل، أن حزب الله لديه أكثر من 150 ألف صاروخ بينها المئات موجهة وقادرة على ضرب أهداف محددة.
وتشير التقديرات في إسرائيل، إلى أن حزب الله يمكنه إطلاق نحو 3 آلاف صاروخ يوميًا، الأمر الذي ضغط على نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي.
القرى الحدودية تحولت لمعسكرات عسكرية
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن الخوف الذي ينتاب سكان شمال البلاد هو عبور مقاتلو حزب الله كما فعلت حماس في السابع من أكتوبر، خاصة أن هناك الآلاف من مقاتلي حزب الله متمركزين على طول الحدود.
تحولت البلدات الإسرائيلية الحدودية، إلى معسكرات عسكرية غير رسمية، بعد انتشار الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية في الشوارع، ونصبت الخيام للجنود، وأرسل مدربين خاصين إلى القرى الحدودية للوقوف على مهارات الجنود الاحتياط القتالية.
وتشير التقديرات، إلى أن نحو 100 ألف جندي إسرائيلي، انتشروا على الحدود، فيما يرفض الجيش الإسرائيلي، الإفصاح عن الرقم.
تحدثت الصحيفة إلى عددٍ من الجنود الإسرائيليين قرب الحدود اللبنانية، وأكد غالبيتهم أن الحرب لا مفر منها، وأنه يجب القضاء على تهديدات حزب الله من أجل عودة سكان تلك القرى.
فيديو قد يعجبك: