الأردن يعلن خطط لتطوير موقع تعميد المسيح بتكلفة 100 مليون دولار
عمان - (بي بي سي)
يفتقر نهر الأردن اليوم إلى ما يشي بأهميته الدينية للمسيحيين، لكن مئتي ألف سائح يتدفقون سنويا إلى الموقع الذي عمد فيه المسيح وفقا للتقاليد الدينية.
أراقب مجموعات سياحية من الولايات المتحدة وأوروبا تتجه إلى المغطس بحذر عبر الممرات الطينية الضيقة وتلتقط الصور على ضفة النهر.
يقول الفرنسي مارك بحماس " حين تكون في المنطقة لا تفوت الزيارة. إنها جزء من التاريخ".
ويضيف بأنه حضر من ميريلاند" من أجل التجربة الروحية، الشعور بأنك تسير على خطى المسيح".
يشهد هذا الشهر أوج تدفق الزوار المسيحيين إلى المنطقة، حيث تحتفل الكنائس الغربية ومن ثم الأرثوذوكسية الشرقية بعيد الغطاس، في ذكرى "زيارة الحكماء الثلاثة" للمسيح المولود حديثا ، ومن ثم تعميد يوحنا المعمدان له.
وقد أعلن الأردن مؤخرا عن خطة طموحة تكلفتها 100 مليون دولار تهدف لجذب مليون مسيحي لزيارة المغطس بحلول عام 2030، لإحياء ذكرى ما يعتقد أنه مرور ألفي سنة على تعميد المسيح.
ويسعى لإنشاء "قرية إنجيلية" وأكبر مركز للحج المسيحي ومركز عابر للأديان في المنطقة، في اعتراف بأهمية المنطقة للمسلمين واليهود أيضا.
وقال رستم هاروتيون مكجيان مدير عام هيئة موقع المغطس" يسرنا دائما استقبال الزوار والحجاج، لاستذكار ما حدث هنا مع المسيح ويوحنا المعمدان. أسميه الإنجيل الخامس.حيث تشاهد ما تقرأ عنه في الأناجيل الأربعة، فتحس بأنك وسط الحدث التاريخي والديني".
ويشير إلى نبتة تجذب النحل تسمى "ينبوت" أو "جراب الجراد" وهو ما يذكرني بما ورد في الإنجيل من وصف لزي القديس يوحنا الذي كان يرتدي ثيابا محاكة من وبر الجمال، ويتغذى على الجراد والعسل البري.
وموقع العمادة من المواقع الأثرية التي ضمتها اليونيسكو ضمن قائمتها للتراث الإنساني، حيث حفظت بقايا كنائس بيزنطية ورومانية ودير وبرك العمادة في البرية بالقرب من أكثر البقاع انخفاضا على سطح الأرض.
وقد جرى الكشف عنها عام 1995، بعد توقيع اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل، وقبل ذلك كانت المنطقة على ضفتي النهر منطقة عسكرية مغلقة منذ حرب عام 1967، التي انتهت باحتلال إسرائيل للضفة الغربية لنهر الأردن.
وقال مكجيان "كان إعادة اكتشاف الموقع من ثمار السلام. تصوري، تم تنظيف 11 حقل ألغام. لقدتمت إزالة عشرات آلاف الألغام. أليس رائعا أن يكون لدينا ملايين الحجاج بدل الألغام؟"
ورغم أن الأردنيين يتنافسون مع الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من النهر من أجل السياح، فقد زار المغطس خلال العقدين الماضيين ثلاثة من البابوات الكاثوليك واثنان من الكنيسة القبطية وزعماء دينيون مسيحيون من أنحاء العالم.
وقد عمد الأثرياء والمشاهير أطفالهم في هذا الموقع، وأرسل الديوان الملكي الأردني مياه العمادة لاستخدامها في العمادات الملكية البريطانية.
وبنيت كنائس مسحية لطوائف متعددة في المنطقة بدعوة من السلطات الأردنية، وهناك خطط لبناء المزيد. وهذا يجعل الموقع فريدا في الشرق الأوسط.
وقالت شارون، وهي زائرة أمريكية للموقع، في إشارة إلى المبادرة الأردنية "هذا شعور رائع. نحن نتعلم عن الأشياء المشتركة الكثيرة بيننا، وتعمل الحكومة الأردنية كل هذا لتتوفر لجميع الكنائس إمكانية أن تكون حاضرة هنا."
وقد كشف الملك عبد الله النقاب عن مخطط موقع العمادة الذي تبلغ مساحته 340 هكتارا والواقع بالقرب من موقع اليونيسكو الشهر الماضي.
وقال "سيكون من السخف وعدم الحكمة محاولة إنشاء مقصد سياحي بأهداف تجارية في موقع مقدس جدا".
وأضاف "لنتذكر أن هذا الموقع ثالث أقدس موقع للمسيحيين. هذا الموقع الذي اكتسب فيه المسيح اسمه، لذلك سيكون من غير اللائق الإساءة إلى هذه المكانة".
وتتضمن المخططات التطويرية للموقع أماكن إقامة ومطاعم تقدم الطعام المحلي . وسوف تدفن الاسلاك الكهربائية وأسلاك توصيل الإنترنت تحت الأرض.
وسيخصص جزء كبير من المنطقة للزراعة ولمحميات الطيور من أجل حماية البيئة الطبيعية.
وقد طلبت مساعدة من حدائق كيو الملكية في بريطانيا من أجل إعادة زراعة بعض النباتات ذات الصلة بالإنجيل.
ويدعو الأردن المانحين الدوليين، من حكومات ومؤسسات دينية، للمساهمة في التكاليف.
ويؤمل أن يصبح الموقع، الموجود في منطقة تشهد نزاعات على أساس ديني، مصدر إلهام للانفتاح الثقافي وتعايش الأديان المختلفة.
فيديو قد يعجبك: