إعلان

مسؤولون: السيستاني هو من نزع فتيل الأزمة الأخيرة وجنّب العراق حربا أهلية أخرى

03:22 م السبت 03 سبتمبر 2022

علي السيستاني

وكالات:

عندما دفع إعلان لرجل دين في إيران العراق إلى شفا الحرب الأهلية الأسبوع الماضي، لم يكن يملك القدرة على منع ذلك سوى رجل واحد فقط: إنه المرجع الشيعي العراقي آية الله العظمى علي السيستاني (92 عاما) والذي أثبت مرة أخرى أنه أقوى رجل في بلده، حسبما نقلت وكالة رويترز الاخبارية.

ولم يصدر عن الزعيم الروحي تعليق علني بخصوص الاضطرابات التي اندلعت في شوارع العراق. لكن مسؤولين حكوميين ومصادر شيعية مطلعة يقولون إن موقف السيستاني من وراء الكواليس هو وحده الذي نزع فتيل الكارثة.

قال المحلل السياسي علي البيدر ليورونيوز: "وارد جدا أن يكون هناك تدخل من المرجعية في هذا الموضوع، خصوصا وأن الموضوع وصل إلى إمكانية القضاء على النظام السياسي، رغم ان التدخل قد يزعج الصدر لكن وضع المكوّن الشيعي يجعله يضطر إلى الخضوع حتى لا يظهر بمظهر المتمرد. وبالتالي هذه رسالة على فشل المكوّن الشيعي في إدارة الدولة خلال عشرين عاما."

وأضاف البيدر قائلا: "ورغم أن المرجعية نأت بنفسها عن التدخل في الشأن السياسي بالبلاد، لكن وصول الأمور في العراق إلى هذه النقطة ربما جعلها تتدخل لإنقاذ الوضع."

ويعتقد المراقب للشؤون السياسية العراقية حيدر سلمان في حديثه ليورونيوز، أن السيستاني قد يتدخل بشكل علني ويحرج الكتل السياسية خصوصا التيار الصدري، إذا ما وصلت الأمور إلى مرحلة (كسر العظم) ووصول المواجهات المسلحة إلى أماكن أوسع أخرى.

وتُظهر أحداث الأسبوع الأكثر دموية في العراق منذ ما يقرب من ثلاث سنوات حدود السياسة التقليدية في بلد تقع فيه سلطة بدء الحروب ووقفها في أيدي رجال دين، كثيرٌ منهم تربطهم علاقات غامضة بإيران، القوة الشيعية المجاورة.

وألقى العراقيون الذين نزلوا إلى الشوارع باللوم على طهران في تأجيج العنف، الذي بدأ بعد أن ندد رجل دين مقيم في إيران برجل الدين العراقي مقتدى الصدر الذي يتمتع بشعبية واسعة، وأصدر تعليمات لأتباعه، بمن فيهم الصدر نفسه، بوجوب طاعة أمر الزعيم الإيراني الأعلى مرشد الثورة علي خامنئي.

حاول أتباع الصدر اقتحام المباني الحكومية. وبحلول الليل كانوا يتجولون في أنحاء بغداد في شاحنات صغيرة ملوّحين بالرشاشات وقاذفات الصواريخ.

وأطلق مسلحون يُعتقد أنهم أعضاء في فصيل مسلح موال لإيران النار على المتظاهرين الصدريين الذين كانوا يرشقون الحجارة. وقُتل ما لا يقل عن 30 شخصا.

وبعد ذلك، وفي غضون 24 ساعة، انتهى الأمر فجأة كما بدأ. وظهر الصدر في التلفزيون ودعا إلى الهدوء. وبدأ أنصاره المسلحون وأتباعه غير المسلحين يغادرون الشوارع، ورفع الجيش حظر تجول ليلي وخيم هدوء هش على العاصمة.

وسعيا لفهم كيف اندلعت الاضطرابات وكيف أُخمدت، تحدثت رويترز مع ما يقرب من 20 مسؤولا من الحكومة العراقية وحركة الصدر وفصائل شيعية منافسة يُنظر إليها على أنها موالية لإيران. وتحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

وأشارت جميع المقابلات إلى تدخل حاسم من وراء الكواليس من جانب السيستاني، الذي لم يشغل قط منصبا سياسيا رسميا في العراق، لكنه يعتبر أكثر رجال الدين نفوذا في النجف، المركز الديني الشيعي بالعراق.

فيديو قد يعجبك: