هيومن رايتس ووتش تتهم سلطات ميانمار بتعذيب السجناء السياسيين
بانكوك- (د ب أ):
سلط تقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش ، اليوم الثلاثاء، الضوء على مدى "الانتهاكات والتعذيب" اللذين يرتكبهما الحكام العسكريون في ميانمار.
ووفقا للتقرير، تعرض عشرات النشطاء والمدنيين الذين عارضوا الانقلاب العسكري لعام 2021 في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا للحبس والتعذيب والقتل.
ويفصل التقرير مقتل ستة نشطاء محتجزين بين أيار/مايو وتموز/يوليو. وقالت هيومن رايتس ووتش إنها اعتمدت على شهود ومصادر أخرى.
وقالت ماني ماونج، الباحثة في شؤون ميانمار في هيومن رايتس ووتش: "إن الوفيات الست التي وثقتها هيومن رايتس ووتش ليست سوى غيض من فيض من معاناة وتعذيب للمحتجزين لدى الجيش والشرطة في ميانمار".
وأضافت: "بالنظر إلى قسوة المجلس العسكري في جميع جوانب حكمه، فليس من المستغرب أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء واضح للتحقيق في الوفيات أثناء الاحتجاز وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".
وتشهد ميانمار اضطرابات سياسية منذ الانقلاب العسكري في أول شباط/فبراير 2021، الذي أطاح بالقادة المدنيين المنتخبين ديمقراطيا في البلاد وأعاد البلاد إلى الحكم العسكري.
وتُحتجز حاليا الزعيمة السابقة والحائزة على جائزة نوبل للسلام أون سان سو تشي في الحبس الانفرادي وحُكم عليها بالفعل بالسجن لمدة 20 عاما بتهمة الفساد وتزوير الانتخابات والتحريض وانتهاك قواعد كوفيد-19.
ووفقا لمنظمة "جمعية مساعدة السجناء السياسيين" الحقوقية، قتل ما لا يقل عن 2260 شخصا واعتقل أكثر من 15 ألف شخص منذ الانقلاب.
وتفيد التقارير بأن جيش ميانمار يستخدم التعذيب وسوء المعاملة والاعتقال والقمع، بما في ذلك حرق المنازل والقرى، لوقف الاحتجاجات والأنشطة المناهضة للانقلاب.
ومن بين الضحايا الست الذين وثقتهم هيومن رايتس ووتش، عضو في حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بزعامة سو تشي. وكان زاو ميات لين /46 عاما/ زعيما مجتمعيا ومسؤولا محليا في الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية في يانجون.
وتم نقله من منزله في يانجون ليلا في 8 آذار/مارس 2021. وفي صباح اليوم التالي، تلقت أسرته مكالمة هاتفية تفيد بأنه توفي في الحجز.
وتظهر صور لجثة زاو ميات لين التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن لسانه كان مشوها، وأن أسنانه مفقودة، وأن جلد وجهه كان مقشرا. وأصيب أحد جانبي جسده بكدمات وخضع لخياطة جراحية.
والضحايا الآخرون الذين شملهم التقرير هم خين مونج لات /58 عاما/ وثان تون أو /48 عاما/، وكلاهما من حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الذي تنتمي إليه سو تشي، فضلا عن خيت ثي /43 عاما/ وتين مونج مينت /52 عاما/، وكياو سوي نيين /55 عاما/ وجميعهم انضموا إلى حركات الاحتجاج بعد الانقلاب وقادوها.
وتوفي خمسة منهم في غضون 24 ساعة من القبض عليهم واستجوابهم، في حين توفي كياو سوي نيين بعد شهرين من اعتقاله، وفقا للتقرير.
وقالت ماونج لـ (د.ب.أ) إنه على الرغم من أن جمعية مساعدة السجناء السياسيين قالت إن ما لا يقل عن 690 شخصا قتلوا بعد فترة وجيزة من احتجازهم، فإن التقرير لا يغطي سوى ست حالات وفاة لأن "الشهود ما زالوا خائفين جدا من التحدث عن ذلك، وكما نعلم، فإن الاعتقالات التعسفية والمداهمات الليلية في البلاد مستمرة".
وأضافت ماونج أن الحالات الواردة في التقرير "صادمة ولكنها ليست مفاجئة. ومنذ الانقلاب، وثقت هيومن رايتس ووتش على نطاق واسع سوء معاملة المحتجزين، وأخبرني العديد من المحتجزين السابقين كيف تعرضوا للتعذيب أو الضرب المبرح على أيدي قوات الأمن التابعة للمجلس العسكري أثناء اعتقالهم أو أثناء استجوابهم".
فيديو قد يعجبك: