لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"قد تنجرف لحرب أهلية".. هل تهدد التظاهرات الحالية مستقبل العراق؟

10:30 م الأحد 31 يوليو 2022

احتجاجات العراق

كتب - محمد عطايا:

يعيش العراق حالة من الانجذاب السياسي، بين ما يمكن وصفهما بـ"أكبر كتلتين سياسين" في البلاد، في أعقاب الدعوة للتظاهرات وتغيير جذري للنظام السياسي من قبل التيار الصدري، والرفض القاطع لتلك الدعوات من "الإطار التنسيقي".

وانطلقت مؤخرا، تظاهرات ضخمة مستمرة منذ أيام، في عدة مناطق بالعراق، أبرزها في محيط المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، بعد جمود سياسي شهدته البلاد منذ نحو 9 أشهر، نتيجة فشل تشكيل الحكومة، والتناحر بين الأحزاب.

وتمكن أنصار التيار الصدري في العراق، بزعامة مقتدى الصدر من اقتحام مبنى البرلمان والاعتصام داخله، ما أدى إلى تعليق عمل البرلمان، وتعطيل عمل معظم المؤسسات المدنية في البلاد.

وفي المقابل، يرى الإطار التنسيقي الذي يضم تحت لوائه تكتلات سياسية بارزة، دعوات التيار الصدري لتغيير النظام بمثابة "التخطيط للانقلاب".

عودة للوراء

حذرت جميع التيارات في العراق من الأزمة الحالية قبل عدة أشهر بعد انتخاب برلمان للبلاد، حصل على أغلب مقاعده التيار الصدري، إذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة.

وفاز التيار الصدري بأكبر كتلة في الانتخابات في أكتوبر الماضي، وشكل تحالفا مثيرا للجدل مع ائتلاف سني والحزب الديمقراطي الكردستاني.

صورة 1

لكنه لم يتمكن من تشكيل حكومة لأن الأسماء التي اقترحها لمنصب الرئيس واجهت اعتراضات من قبل ائتلاف "الإطار التنسيقي" الشيعي المنافس، الذي يضم في عضويته رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وبعد فشل التيار الصدري في تشكيل الحكومة العراقية، طالب زعيم التيار مقتدى الصدر جميع النواب، البالغ عددهم 73 عضواً، بتقديم استقالتهم لرئيس البرلمان، الذي قبلها بدوره.

ودعا الصدر خصومه السياسيين في "الإطار التنسيقي" الذي يضمّ كتلاً شيعية أبرزها "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة "الفتح" الممثلة لفصائل الحشد الشعبي، إلى تشكّيل الحكومة، وهو ما لم يحدث أيضاً.

وأضاف الصدر أن الخطوة "تضحية مني في سبيل الوطن والشعب لتخليصهم من المصير المجهول، كما ضحينا سابقا من أجل تحرير العراق وسيادته وأمنه ووحدته واستقراره".

وأعلن الإطار التنسيقي بعد استقالة الصدر أنه سيرشح محمد السوداني لمنصب رئاسة الحكومة، الذي لم يلقى استحسانا -ربما- من التيار الصدري، ما دفعه إلى الدعوة للتظاهر.

تغيير جذري للنظام

انطلقت التظاهرات في عدة مناطق بالعراق، ولكن تكثفت أغلبها في العاصمة بغداد، في محيط المنطقة الخضراء.

ودعا زعيم التيار الصدري في العراق، اليوم الأحد، العراقيين إلى دعم المتظاهرين المعتصمين حاليا في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، للمطالبة بإصلاحات في النظام السياسي في البلاد.

وكتب الصدر بيانا جاء فيه: "الثورة العفوية التي حررت المنطقة الخضراء كمرحلة أولى لهي الفرصة الذهبية لكل من اكتوى من الشعب بنار الظلم والإرهاب والفساد والاحتلال والتبعية".

وتابع: "فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات التي إن زوّرت لصالح الدولة العميقة، باتت أفضل انتخابات حرة ونزيهة، وإن كانت نزيهة وأزاحت الفاسدين باتت مزورة".

وأضاف: "أيها الشعب العراقي... كلكم على المحك"، وقال أيضًا: "هبّوا لطلب الإصلاح في وطنكم... أدعو الجميع لمناصرة الثائرين للإصلاح بما فيهم عشائرنا الأبية وقواتنا الأمنية وأفراد الحشد الشعبي".

ويواصل المحتجون العراقيون وغالبيتهم من أنصار التيار الصدري، اليوم الأحد، اعتصامهم داخل مجلس النواب في المنطقة الخضراء، اعتراضا على ترشيح تحالف "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني، لمنصب رئيس الحكومة، وذلك في تطور لافت لأزمة الانسداد السياسي التي يعانيها العراق منذ إجراء الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

من جهته، أعلن الإطار التنسيقي، رفضه لدعوات الصدر، ودعم الشعب في الدفاع عن شرعية الدولة والعملية السياسية والدستور، في أعقاب دعوات التيار الصدري إلى تغيير جذري للنظام السياسي في البلاد.

وقال الإطار التنسيقي في بيان، اليوم الأحد إنه "نعلن دعم الشعب في الدفاع عن شرعية الدولة والعملية السياسية والدستور".

وأضاف أنه "مستمرون في الدعوة للحوار مع القوى السياسية ولكن التيار الصدري يستمر بتصعيد وصل لحد الدعوة إلى الانقلاب على الشعب والدولة.. والدعوة للتخطيط للانقلاب أمر خطير يعيد ذاكرة الانقلابات الدموية".

وتابع أن "أي مشروع لتعديل الدستور متاح عبر الأطر الدستورية وأي عمل مخالف يعد تجاوز لكل الخطوط الحمراء وتهديد للسلم".

هل تنجرف التظاهرات نحو حرب أهلية؟

أكد المحلل السياسي العراقي، عبد الكريم الوزان، التعاطف الكبير من جميع أجهزة الدولة في العراق، مع التظاهرات الحالية.

وأضاف في تصريحات لمصراوي، أن التظاهرات الحالية "أكثر شعبية وجماهيرية"، لأنها "تمثل قطاعات واسعة من الجماهير في العراق".

وحول احتمالية زيادة التوتر، أكد الوزان، أن التظاهرات ربما تدفع الطرف المقابل "المدعوم إقليميا" من ألا يسلم بسهولة، وقد "يستعين بالدولة التي تسانده"، ما يزيد الوضع تعقيدا، ومن ثم إيجاد ثغرة للتدخل الدولي.

وأوضح المحلل السياسي العراقي، أنه في حالة حدوث ما يشبه "حرب أهليه"، والتدخل الدولي ستحدث سيناريوهات عديدة، ربما يتغير بها نظام الحكم بالكامل في العراق.

وأكد أن "المطلوب هو ضمان مصلحة الشعب العراقي فقط في كل ما يحصل".

كما حذر الأمين العام لحزب "للعراق متحدون" أسامة النجيفي، يوم الأحد، من اندلاع حرب أهلية في البلاد جراء تفاقم الأزمة السياسية، داعيا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب وتحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة تفاديا لأي احتمالات تقود إلى نتائج سلبية.

وقال النجيفي في بيان اليوم، إن "عجز، وإخفاق، وتصاعد خطير للأزمة السياسية التي تعصف بالبلد ما ينذر باحتمالات وخيمة منها الحرب الأهلية، وتفاديا لكل ذلك نرى أن المخرج الوحيد هو بالعودة إلى الشعب، فهو مصدر السلطات وصاحب المصلحة فيها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان