"سيدة الجنة".. لماذا منعت بريطانيا فيلمًا عن ابنة الرسول؟
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت – إيمان محمود
ألغت شركة "سيني ورلد" عرض فيلم "سيدة الجنة" الذي يستعرض قصة السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد، في بريطانيا، وذلك بعد احتجاجات قام بها بعض المسلمين أمام قاعات السينما.
قال المتحدث باسم الشركة، إنه بسبب الأحداث الأخيرة المتعلقة بعرض فيلم "سيدة الجنة"، تقرر إلغاء العروض المبرمجة على المستوى الوطني، "حفاظا على سلامة العاملين والمُتفرجين".
ووقع أكثر من 120 ألف شخص عريضة يدعون فيها إلى سحب فيلم "سيدة الجنة" من قاعات السينما في بريطانيا، بحسب "بي بي سي".
ولا يزال عرض الفيلم مقررا في عدد من قاعات سينما فيو، في لندن وجنوب شرقي انجلترا.
من جانبه، وصف مجلس مساجد بولتون الفيلم بأنه "مسيء للدين، وطائفي".
وكتب رئيس مجلس مساجد بولتون، آصف باتيل، في رسالة إلى "سيني ورلد" نقلتها صحيفة "بولتون نيوز"، يهاجم فيها الفيلم قائلاً إنه "يحمل أيديولوجيا طائفية، ويشوه الوقائع التاريخية، كما يسيء إلى الشخصيات الموقرة في التاريخ الإسلامي".
وذكرت الصحيفة أن الرسالة جاءت بعد احتجاجات نظمها مئة شخص، خلال الأسبوع الجاري، أمام إحدى قاعات السينما.
وزعم البعض أن الفيلم "شخّص الرسول"، إلا أن الموقع الالكتروني للفيلم ردّ بأنه لا أحد مثّل أي شخصية مقدسة، بل تم ذلك باستعمال "أضواء ومؤثرات بصرية".
ووصف المجلس الإسلامي في بريطانيا، أكبر هيئة إسلامية في البلاد، الفيلم بأنه "مثير للشقاق".
وجاء في بيان أصدره المجلس الأحد أنه "يدعم العلماء والقادة الذين يدعون إلى الوحدة الأكبر وإلى المصلحة العامة"، وقال البيان: "بعض الناس، بينهم من يدعمون الفيلم، ومن يردون عليهم بطائفية، هدفهم الأساسي هو تأجيج الكراهية".
عن الفيلم؟
الفيلم الذي تم تصويره في بريطانيا، بتكلفة وصلت إلى 12 مليون جنيه إسترليني، عُرض للمرة الأولى في ديسمبر عام 2021، بالولايات المتحدة في "عرض خاص".
ثم عُرض في أبريل الماضي في جُزر فيجي، وكندا، وأيرلندا. ثم في مايو الماضي، حيث عُرض في مالي، بحسب موقع "IMBD".
كاتب الفيلم هو الشيخ ياسر الحبيب، رجل دين شيعي، يعيش في إنجلترا، وولد في الكويت التي أسقطت عنه جنسيتها في عام 2010 بتهمة "إهانة السيدة عائشة زوجة النبي".
وصفه رجال دين إيرانيون بارزون بأنه "مجنون" واتهموه بإثارة التوترات بين السنة والشيعة.
أما المنتج التنفيذي للفيلم فهو عبد الملك شليباك، أو كما يُعرف في الصحف الأجنبية بـ"مالك شليباك" هو أيضًا مسلم شيعي، يعيش في لندن.
انتقد شليباك خطوة وقف عرض الفيلم، متهمًا سيني وورلد بـ"الانصياع للمتطرفين الراديكاليين".
كما وصف المحتجون ضد فيلمه بأنهم موالين لتنظيمي طالبان وداعش، وأنهم يحاولون إملاء رغباتهم على الجمهور البريطاني.
These are fringe extremist groups who are pro-Taliban and pro-ISIS attempting to dictate what the British public can and can not watch. @vuecinemas should NOT bow down! #TheLadyOfHeaven https://t.co/nYOZVBi8kM
— Malik Shlibak (@Shlibaks) June 6, 2022
وفي تغريدة أخرى قال: "سيتعرّف العالم قريبًا على المحنة التي يعاني منها الشيعة منذ 1400 سنة".
The world will soon come to know of the plight of the Shi’a that they’ve been suffering through for 1400 years since the killing of #TheLadyOfHeaven. This type of hatred below is inherited and has deep tangled roots. https://t.co/dAYBD6baNY
— Malik Shlibak (@Shlibaks) June 6, 2022
وقفة مؤيدة
على الجانب الآخر، نظم مجموعة من الشيعة في بريطانيا، وقفات احتجاجية ضد منع عرض الفيلم.
وأظهرت صور تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عددًا من المؤيدين يرفعون لافتات أعربوا من خلالها دعمهم للفيلم الذي اعتبروه يستعرض "القصة الحقيقية الخفية" لحياة السيدة فاطمة.
Loud protest outside St George's Shopping Centre/Vue Cinema in #Harrow, in support of a film called The Lady of Heaven pic.twitter.com/9ctGY1otdQ
— Laura Del Col Brown 🇬🇧 🇺🇸 🇺🇦 🇵🇱 🇮🇹 (@PointyTragus) June 7, 2022
موقف إيران
رغم أن إيران بلد شيعي، إلا أنها أعربت عن رفضها للفيلم، قبل حتى عرضه.
ففي تغريدة للسفير الإيراني لدى لندن بعيدي نجاد، قال إنه بعث برسالة إلى مراكز إسلامية شيعية وسنية في بريطانيا أدان فيها إنتاج فيلم مثير للجدل عن حياة السيدة فاطمة الزهراء.
وأضاف بعيدي نجاد، في التصريحات التي أطلقها قبل أشهر من عرض الفيلم في الولايات المتحدة، أنه "تم انتاج هذا الفيلم من أجل خلق الكراهية الدينية من قبل التيار المنحرف في لندن".
وأشار الى أنه قد طُلب من جميع المراكز الإسلامية إدانة الفيلم واتخاذ الإجراءات القانونية لمنع عرضه في بريطانيا.
من جانبه، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، في تصريحات سابقة: "السياسات الغربية والعبرية والعربية، تعتمد على استراتيجية التقسيم".
ووأضاف شمخاني: "سر ارتقاء الإسلام الأصيل، هو الوحدة والتقريب بين المذاهب".
وتابع: "تعتمد السياسات الغربية، والعبرية، والعربية على استراتيجية التقسيم، حيث تقوم مرة بإنشاء داعش الإرهابي، ومرة أخرى بإنتاج عمل سيدة الجنة".
فيديو قد يعجبك: