شكري: الدبلوماسية تمضي قدما في تثبيت حضور مصر الفاعل لتعضيد مصالحها القومية
القاهرة - أ ش أ
أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن الدبلوماسية المصرية اذ تحتفل هذا العام بمئويتها فإنها تمضي قدما في مسيرتها الوطنية تحت لواء الجمهورية الجديدة في تثبيت حضور مصر الفاعل لتعضيد مصالحها القومية والدفاع عن حقوق مواطنيها سواء في إطار علاقاتها الثنائية مع شتى دول العالم أو من خلال المحافل الدولية، وتناول القضايا المهمة التي باتت تؤرق المجتمع الدولي والمساهمة بفاعلية في وضع حلول لها كالبيئة وتغير المناخ ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وقال الوزير - فى كلمة مسجلة خلال الاحتفال الذي أقامته جامعة عين شمس بمناسبة مئوية وزارة الخارجية - إن استضافة مصر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ تمثل برهانا على الثقل المصري الفاعل في واحدة من أبرز القضايا الدولية وشهادة ثقة جديدة على وضعية القاهرة في الساحة العالمية.
وأعرب عن سعادته للمشاركة في الاحتفال بجامعة عين شمس، مشيرا إلى أن هذا الصرح الأكاديمي العريق يلتقى مع وزارة الخارجية في إرث تاريخي وقواسم حضارية مشتركة لعل أهمها قصر الزعفران المقر الحالي لرئاسة الجامعة والذي كان من أوائل المقار التي استضاقت وزارة الخارجية المصرية.
وأضاف أن هذا القصر كان شاهدا بشموخه على إقرار ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945.. معربا عن اعتزازه الشخصي بما قضاه من سنوات أربع كطالب بكلية الحقوق جامعة عين شمس التي تخرج في كلياتها المختلفة أجيالا متعاقبة من أبناء هذا الوطن العظيم وساهموا في رفعته وازدهاره.
وأكد الوزير أن عام 2022 يعد عاما استثنائيا في تاريخ مصر حيث يشهد قرنا على حصول مصر على حقها في الاستقلال بموجب تصريح 28 فبراير عام 1922، حيث كان لخطوة الاستقلال نتائج بارزة تمثل أهمها في إنشاء وزارة الخارجية.
وأوضح أن السنوات الـ100 الماضية شهدت بما شهدته من أحداث وتحولات جذرية، وأن الدبلوماسية المصرية باتت تحظى برصيد ملموس من المصداقية الدولية والقدرة على التأثير والتفاعل مع التغيرات العالمية والقضايا المحورية، حيث جاء ذلك في إطار تحركات واعية تحافظ على محددات أمن مصر القومي من جهة وتضطلع بما فرضه عليها موقعها الجغرافي وإرثها من تاريخ من جهة أخرى اتصالا بريادة مصر الإقليمية.
وأشار إلى أن الدبلوماسية المصرية تسلحت في تلك التحركات بدوافع ومبادئ وطنية يدافع عنها دبلوماسيون اؤتمنوا على مصالح مصر في الخارج فدافعوا عنها بعزة وكبرياء.
وقال إن الحديث عن مئوية وزارة الخارجية يستدعي التطرق إلى قوة مصر الناعمة التي باتت تشكل رافدا جاريا يسهم في الارتقاء برسالة مصر الخارجية.. مشيرا إلى أن الجامعات المصرية بما لها من رصيد أكاديمي وسمعة دولية مرموقة، تعد إحدى الأذرع الرئيسية لقوة مصر الناعمة وتضطلع بدورها الداعم لدور الدبلوماسية في سياق مد جسور التواصل الثقافي مع دول محيطنا العربي والإفريقي والإسلامي.
وذكر أن جامعاتنا احتضنت العديد من أبناء تلك الدول الشقيقة طلابا نهلوا من العلم والخبرة في قاعات التدريس جنبا إلى جنب مع أشقائهم المصريين، وقد عاد الكثير منهم إلى بلدانهم حيث يشغلون مناصب رفيعة فيها وآخرون منهم حملوا منارة التطوير في بلدانهم لما استقوه من علوم ومعارف في الجامعات والمعاهد المصرية المختلفة.
وأوضح شكري -في نهاية كلمته- أنه إذا كانت مئوية وزارة الخارجية هي مصدر فخر واعتزاز وطني بما تستدعيه من صفحات مضيئة في سجلات نضالنا القومي، فإنها تشكل في الوقت نفسه قوة دفع لدبلوماسيي مصر لاستكمال مسيرة من سبقوهم في إعلاء راية الوطن والدفاع عن مصالحه وفق الرؤية الوطنية الرشيدة للقيادة السياسية والتي تقوم على حماية الأمن القومي المصري بمفهومه الشامل وتنويع محاور التحركات الخارجية وترسيخ هوية الدولة المصرية والمساهمة بكل جد وإصرار في بناء دولة حديثة تضطلع بمسئولياتها كاملة في تحقيق مصالح مواطنيها والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمى والدولي.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: