إعلان

سفير فنلندا: روسيا لن تتورط في حرب جديدة.. وهكذا نتعامل مع شروط تركيا

12:48 م الثلاثاء 31 مايو 2022

السفير الفنلندي في القاهرة

حوار- هدى الشيمي:

تصوير- محمود بكار:

على مدار أسابيع أصرت روسيا أنها لن تغزو أوكرانيا وأنها لن تشن حربًا على جارتها الشمالية أبدًا، والتي كانت تحاول قبل ثلاثة أشهر الانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، علاوة على ذلك سخرت من التقارير الاستخباراتية، لاسيما الأمريكية منها، والتي توقعت حدوث غزو وشيك في فبراير الماضي.

ومع استمرار الحرب التي تسببت في خلق أكبر أزمة لجوء في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تصاعدت أزمة الثقة بين روسيا والدول المجاورة لها، وعلى رأسها فنلندا التي قررت يوم 18 مايو 2022، تقديم طلب للانضمام إلى الحلف العسكري لحماية أمنها وضمان سلامة شعبها، لتغير بذلك سياستها التي اتبعتها التي تقوم على الحياد وعدم الانحياز.

في الحوار التالي يتحدث السفير الفنلندي بالقاهرة بيكا كوسونن عن العوامل التي دفعت بلاده إلى تغيير سياستها والعمل على الانضمام للناتو، وكيف تعمل هلسنكي على تأمين نفسها، وكيف ستتعامل مع الشروط التي وضعتها تركيا أمام فنلندا وجارتها السويد للسماح لهما بأنا تكونا عضوتين في التحالف العسكري؟

١

• بعد عقود من الحياد وعدم الانحياز.. لماذا قررت هلسنكي الانضمام إلى الناتو؟

جاء القرار من الشعب، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في ٢٤ فبراير الماضي. فقد الفنلنديون ثقتهم بالروس، خاصة وأن موسكو كانت تؤكد لأسابيع أنها لن تشن حربًا، فأصبحوا غير مرتاحين لوجود روسيا في الجوار، خاصة وأننا نتشارك حدودا يبلغ طولها 1434 كيلومترا.

وازدادت رغبتهم في الانضمام إلى الناتو مع استمرار الحرب، وسماعهم عن الفظائع التي حدثت في أوكرانيا، على سبيل المثال ما حدث في بوتشا، لذلك قال المواطنون كلمتهم للسلطات، والسياسيون أرادوا تلبية مطالب الشعب، ومن هنا بدأت المناقشات بين الرئيس ورئيسة الوزراء والأحزاب المختلفة عقدت اجتماعات حتى توصلوا إلى القرار.

• ألا تخشى فنلندا أن يستفز هذا التحرك روسيا ويدفعها إلى شن حرب عليها؟

فكرنا في الأمر مليًا، لا نستطيع تغيير وضعنا الجيوسياسي فنحن أعضاء في الاتحاد الأوروبي بالفعل، والآن قدمنا طلبًا للانضمام إلى الناتو، وهما منظمتان كبيرتان، ونحن نرى أنهما سيضمنان أمننا. ولكن لا أعتقد أن روسيا ستتورط في حرب جديدة، وأزمة جديدة على حدودها الغربية. وقال الروس بأنفسهم إن فنلندا وضعها مختلف تمامًا مقارنة بأوكرانيا، نتمتع بالاستقلال منذ عام ١٩١٧، كنا جزءًا من روسيا ولكن حتى في ذلك الوقت كنا مستقلين عنها.

2

• قال بعض السياسيين الروس إن انضمام فنلندا والسويد للناتو سيغير العالم كما نعرفه.. كيف ترى ذلك؟

لقد تغير العالم بالفعل عندما هاجمت روسيا أوكرانيا، فلم تؤثر الحرب على الوضع الأمني وحسب، ولكن الأمن الغذائي والطاقة في جميع أنحاء العالم. يمكن ملاحظة ذلك عند النظر إلى كيفية استغناء أوروبا عن مصادر الطاقة الروسية بهذه السرعة، والأمن الغذائي، حتى هنا في مصر، بالنظر إلى أن روسيا وأوكرانيا من أكبر المنتجين للحبوب مثل القمح، والذرة وغيرها.

• قالت روسيا إنها ستلجأ إلى أي وسيلة لحماية أمنها وسلامتها بما في ذلك قطع الطاقة والهجمات السيبرانية والأسلحة النووية.. كيف تواجهون ذلك؟

أوقفت روسيا قبل أكثر من أسبوع تصدير الغاز عن فنلندا، وقطعت الكهرباء، والآن لا نحصل على أي من مصادر الطاقة عبر الحدود.

ونحن متفاجئون بأننا لم نتعرض للمزيد من الهجمات السيبرانية حتى الآن، ولكننا مستعدون لهذا الأمر، السلطات، الشركات، لأنها ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها لهذه الأمور.

وباعتقادي أن موسكو لن تلجأ إلى الأسلحة النووية، لأنها ستضر الجميع، ولن يفوز أحد إذا استخدمتها.

٣_2

• وكيف تتعاملون مع قطع الكهرباء وإيقاف امدادات الغاز الروسي لبلادكم؟

لم نكن معتمدين بشدة على مصادر الطاقة الروسية. بالنسبة للغاز فهناك أنبوب يأتي من إستونيا لفنلندا، وتقوم الشركات الفنلندية المسؤولة عن امدادات الغاز بشرائه الآن. أما بالنسبة للكهرباء، فإن المفاعل النووي الخامس سيعمل هذا الصيف، لذا سنحصل على الكثير من الكهرباء.

ربنا سيكون أكثر تكلفة وربما يكون هناك ارتفاعًا في أسعار الكهرباء والطاقة كأي مكان في العالم، ولكننا قادرون على التعامل مع الوضع.

• في حال انضمامكم للناتو.. هل تفسد العلاقات بين روسيا وفنلندا؟

لا يوجد أدنى شك من أن العلاقات ستتغير، ولكنني لا أعلم كيف ستبدو. في ٢٠١٤ عندما استولت روسيا على جزر القرم وأصبح جزء من شرق أوكرانيا تحت سيطرتها، حاولنا أن نكون ودودين على قدر الإمكان، وعقدت اجتماعات بين البلدين، والتقى الرئيس الفنلندي ببوتين، بالتأكيد لم تكن العلاقات طبيعية، ولكنها استمرت، ولكن الآن الوضع تغير كثيرًا، خاصة وأن موسكو سترانا بطريقة مختلفة، لأننا سنصبح جزءًا من حلف دفاعي لم نكن جزءًا منه من قبل.

٤_1

• وضعت تركيا شروطًا للموافقة على انضمامكم للناتو.. كيف يمكن مساومتها للحصول على ما تريدون؟

لا نريد أي شيء سوى الانضمام للناتو، ومن أجل تحقيق ذلك ينبغي موافقة أعضاء التحالف الـ٣٠، هناك بعض المشاكل السياسية التي قد تطرأ ولكن المفاوضات مستمرة.

تتعلق طلبات تركيا ببعض الأفراد الذين كانوا أعضاء في حزب العمال الكردستاني، المصنف جماعة إرهابية، واعتقد أن الأمور ستحل من خلال المفاوضات واستمرار المحادثات، وشرح الموقف وماذا يحدث الآن، لأنه بالتأكيد إذا كان هؤلاء الناس في السويد أو فنلندا فلابد أنهم متواجدون هناك منذ سنوات طويلة، ولم يطرأ شيء جديد يغير موقفهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان