نيويورك تريد طي صفحة كوفيد رغم تسجيل مليون حالة وفاة في الولايات المتحدة بكوفيد
نيويورك- (ا ف ب):
تخطى عدد الوفيات بكوفيد في الولايات المتحدة عتبة المليون، لكن على غرار ولاية نيويورك التي تأثرت كثيرا بالوباء في عام 2020 تريد البلاد طي صفحة الجائحة رغم تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا منذ شهر.
مع أكثر من 998 ألف حالة وفاة حتى 11 مايو وفقًا لجامعة جونز هوبكينز وبمعدل مئات الوفيات يوميًا، تخطت الولايات المتحدة عتبة المليون وفاة الخميس.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان "علينا أن نظل يقظين في مواجهة هذا الوباء وأن نفعل كل ما في وسعنا لإنقاذ أكبر عدد من الأرواح، كما فعلنا مع تكثيف الفحوص واللقاحات والعلاجات أكثر من أي وقت مضى".
بعد تراجع جائحة فيروس كورونا لأشهر في الدولة التي سجلت رسميًا أكبر عدد وفيات في العالم (قبل البرازيل والهند وروسيا) شهدت الولايات المتحدة زيادة يومية في عدد الحالات منذ شهر.
وقامت البلاد حاليا بإلغاء فرض وضع الكمامة الذي بات يوصى به في الداخل فقط في معظم ولايات البلاد، والجرعة الرابعة من اللقاح لا تعطى سوى لاؤلئك الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عاما.
يعود الارتفاع في عدد الحالات إلى متحورات اوميكرون الجديدة الأشد عدوى من السلالات السابقة. لكن آثارها تبدو أقل خطورة في مجتمع تلقى 66% من سكانه اللقاح وأكثر من 90% لمن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
بعد أكثر من عامين على تفشي الجائحة وظهور العديد من المتحورات، تعتزم أميركا طي صفحة الوباء.
- نيويورك تستعيد نشاطها الاسطوري -
ويبدو أن نيويورك التي تعد ولاية اقتصادية وثقافية بامتياز تعيش فيها مجتمعات وطبقات اجتماعية متنوعة، استعادت نشاطها الأسطوري.
وعاد سكان نيويورك والسياح الأميركيون والأجانب إلى مسارح برودواي ويلتقطون الصور تحت الإعلانات الرقمية العملاقة في ساحة تايمز سكوير ويتسلقون تمثال الحرية ويتنزهون في عربة تجرها خيول في سنترال بارك او سيرًا على الأقدام او على دراجة هوائية على جسر بروكلين، ويتدفقون إلى أجمل المتاحف شمال مانهاتن ويتأملون من أعلى ناطحات السحاب هذه المدينة الواقعة على شواطىء الأطلسي.
كل هذه النشاطات الترفيهية عادت تدريجيا منذ 2021 وساهمت في شهرة هذه المدينة التي تعد 8,4 ملايين نسمة، في كافة أنحاء العالم.
وخلال فترة الظهر والمساء يكون الازدحام على الطرقات في أوجه بوسط مانهاتن، المركز المالي والتجاري لنيويورك.
وباتت طوابير الانتظار طويلة أمام آلاف المطاعم والأكشاك وشاحنات الوجبات السريعة. وعادت شرفات مانهاتن وبروكلين الأكثر شهرة لتشهد اكتظاظا.
يقول ألفريد شيرولو الذي يشرف على مركز "غراند سنترال بارتنرشيب" إنه "طال انتظارنا لعودة نيويورك إلى هذا الزخم". ويضيف لفرانس برس "بدون شك نشعر بطاقة الأشخاص في الشوارع".
- كابوس عام 2020 -
المفارقة واضحة مع كابوس ربيع 2020.
كانت "المدينة الشهيرة التي لا تنام" بؤرة الوباء وشوارعها مقفرة لأسابيع ومهجورة كما في أفلام الخيال العلمي.
ووحدها صفارات سيارات الاسعاف كانت تخرق صمت جادات منهاتن وبروكلين الرئيسية التي تولت نقل أعداد كبيرة من المصابين إلى المستشفيات، بينما وضعت جثث المتوفين في شاحنات مبردة بعد أن عجزت مشارح المدينة إلى استقبال المزيد.
تستذكر جانيس مالوف-تومازو وهي ممرضة كانت تعمل قرب بوسطن في حينها، أن العديد من مقدمي الرعاية لم يتحملوا "مشاهد الموت". وتضيف "أصيب البعض بصدمة نفسية وغادر كثيرون".
وخسر 40 ألفا من سكان نيويورك حياتهم بسبب كوفيد منذ ربيع 2020 والعدد نفسه في جزيرة مانهاتن ولا تزال أحياء بروكلين وكوينز الشعبية تحمل آثار الوباء.
ونظرًا لعدم وجود زبائن لأشهر أغلقت آلاف المتاجر الصغيرة أبوابها ولا تزال واجهاتها مغطاة بألواح خشبية أو ملصقات لوكلاء عقارات.
- حذر -
من أصحاب هذه المتاجر الصغيرة، يدير فرانك تيديسكو متجر مجوهرات في منطقة ويستشيستر الراقية شمال حي برونكس.
يقول لفرانس برس انه أنقذ متجره في عام 2020 بفضل المساعدات العامة وأمواله الخاصة، لكنه يشعر "بالقلق" لأنه "لا يعرف ماذا سيحدث" وكيف يمكنه تحمل "صدمة" اقتصادية أخرى في حال عادت الجائحة.
ولا يزال سكان نيويورك في غاية الحذر. لا يزال وضع الكمامة شائعًا في الشارع وفي الداخل - وهو إلزامي في وسائل النقل.
وأصبح العمل عن بعد عادة: وفقًا للمقياس الأسبوعي لشركة الأمن "كاسل" لا يزال معدل إشغال المكاتب في نيويورك يبلغ ذروته عند 38% فقط.
وأقر رئيس بنك غولدمان ساكس للأعمال ديفيد سولومون في الثاني من أيار/مايو بأن معدل الموظفين العائدين إلى المكتب بالكاد وصل إلى 50 أو 60 % مقابل 80 % قبل تفشي كوفيد.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: