روسيا وأوكرانيا: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعتزمان فرض عقوبات إضافية على موسكو
عواصم عالمية- (بي بي سي):
عمال أوكرانيون يحملون جثة في كيس من البلاستيك عثر عليها في بلدة بوتشا التي تتهم القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب فيها.
تستعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات إضافية على روسيا ردا على مزاعم أوكرانيا بأن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب في بلدة بوتشا الأوكرانية.
وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ستحظر الأربعاء الاستثمار الجديد في روسيا وستفرض مزيدا من العقوبات على المؤسسات المالية الروسية، وكذلك مسؤولين في الكرملين وعائلاتهم.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء إن على الاتحاد الأوروبي "عاجلا أم آجلا" فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الروسي، مندداً بـ"جرائم ضد الإنسانية" ارتكبت في بوتشا و"الكثير من المدن الأخرى" في أوكرانيا.
وقال المسؤول أمام النواب الأوروبيين خلال جلسة عامة في ستراسبورغ "أظن أن إجراءات بشأن النفط والغاز الروسيين ستكون ضرورية عاجلا أم آجلا". وكانت المفوضية الأوروبية اقترحت الثلاثاء على الدول الأعضاء السبع والعشرين وقف مشترياتها من الفحم الروسي التي تشكل 45 بالمئة من واردات الاتحاد الأوروبي وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن واشنطن تدرس فرض عقوبات إضافية على سبيربنك، أكبر بنك روسي.
مواضيع قد تهمك
كما سينظر سفراء الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، في خطط لمجموعة خامسة من العقوبات، تشمل حظر واردات الفحم الروسي، ومنع معظم السفن التي تملكها أو تشغلها روسيا من استخدام موانئ الاتحاد الأوروبي.
وقد حددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين الاقتراحات لعقوبات جديدة تستهدف الاقتصاد الروسي.
واتهمت في بيان رسمي موسكو بـ "شن حرب قاسية لا ترحم". وقالت إن فظائعها المزعومة في أوكرانيا "لا يمكن ولن يتم تركها دون رد".
وتشمل الإجراءات الستة المقترحة:
1. فرض حظر على استيراد الفحم الحجري من روسيا
2. فرض حظر شامل على التعاملات مع أربعة بنوك رئيسية، من بينها ثاني أكبر بنك في البلاد وهو بنك "في تي بي"
3. فرض حظر على دخول السفن الروسية والسفن التي تديرها روسيا إلى الموانئ الأوروبية
4. فرض حظر إضافي على الصادرات، مستهدفاً المجالات التي تضعف روسيا، مثل معدات النقل
5. فرض حظر جديد على الواردات من المنتجات التي تشمل المأكولات البحرية والخمور والخشب
6. فرض إجراءات موجهة إضافية تشمل وقف الدعم المالي عن الكيانات العامة الروسية
وتحتاج هذه الخطط موافقة من الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي.
وفي السابق، كانت هناك انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي حول طبيعة الإجراءات التي يتعين اتخاذها ضد روسيا- بوجود دول مثل ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الواردات من الوقود الروسي.
وهذه نبذة عن بعض الإجراءات التي فُرضتها الدول الغربية سابقا في أعقاب الغزو، في مسعى يرمي إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي.
النفط والغاز
• حظرت الولايات المتحدة كافة الواردات من النفط والغاز الروسيين، وتقول المملكة المتحدة إنها سوف تستغني عن واردات النفط الروسي بحلول نهاية العام الجاري
• تعهد الاتحاد الأوروبي بالتحول إلى إمدادات بديلة وجعل أوروبا مستقلة عن الطاقة الروسية قبل حلول عام 2030
استهداف الأفراد
• فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة مجتمعة عقوبات على أكثر من 1000 فرد وكيان تجاري روسي ممن اعتبروا مقربين من الكرملين
• جُمدت أصول مالية تعود إلى الرئيس بوتين نفسه وإلى وزير الخارجية سيرغي لافروف في عدد من الدول
إجراءات أخرى
• قامت دول غربية أيضاً بتجميد الأصول المالية التابعة للبنك المركزي الروسي، لمنعه من استخدام احتياطاته من النقد الأجنبي التي تبلغ قيمتها 630 مليار دولار
• منع تصدير البضائع ذات الاستخدام المزدوج- أي تلك التي تستخدم لأغراض مدنية وعسكرية كقطع غيار السيارات
ورداً على العقوبات، أبلغ بوتين الدول التي وصفها بـ "غير الصديقة" بأن تسدد أثمان وراداتها من الغاز الروسي بالروبل، الأمر الذي سيرفع من قيمة العملة الروسية.
زيلينسكي تحدث إلى جلسة لمجلس الأمن الدولي عبر الفيديو الثلاثاء.
وكان الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، قد حض الثلاثاء المجتمع الدولي على تقديم روسيا للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب. وقال، في كلمة إلى مجلس الأمن الدولي عبر الفيديو، إنها يجب أن تخضع لمحاكمة جنائية دولية كتلك التي عقدت في نورمبرغ في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وعدد الرئيس الروسي قائمة بما وصفها بالفظائع التي يقول إن القوات الروسية ارتكبتها خلال غزوها لبلاده، مشددا على القول إنه "لا توجد جريمة لم يرتكبوها (الروس)" في مدينة بوتشا.
وزعم زيلينسكي أن الناس قتلوا بإطلاق النار عليهم في الشوارع، وفي منازلهم، وقذفوا في الآبار وسحقوا بالدبابات في وسط الشوارع "فقط من أجل متعة" الجنود الروس.
وتنفي روسيا ارتكاب الفظائع المزعومة قائلة إن الأدلة عليها مفبركة. وتصف ما حدث في بوتشا بأنه مسرحية واستفزاز.
وتؤكد موسكو أن قواتها لم تقتل مدنيين، وتقول، من دون أن تقدم دليلا، إن أوكرانيا لفّقت تلك المشاهد. لكن السلطات الروسية لم تقدم دليلا على التلفيق المزعوم.
وقال السفير الروسي لدى مجلس الأمن إن روسيا ستقدم "دليلاً عملياً" لمجلس الأمن الدولي يثبت أن التصريحات الغربية حول أحداث بوتشا كانت أكاذيب.
وكرر الرئيس الأوكراني مزاعمه بأن "أفعال الروس تشبه أفعال تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي"، وأن الحرب الدعائية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تسعى إلى تصدير كراهيته إلى الدول الأخرى خارج أوكرانيا".
وتساءل: أين الأمن الذي يتعين على مجلس الأمن توفيره؟
وقال: "أين السلام؟ أين تلك الضمانات التي يتعين على الأمم المتحدة توفيرها؟".
وجاءت كلمة زيلينسكي عقب زيارة إلى بلدة بوتشا الاثنين، حيث شوهدت جثث المدنيين الأوكرانيين القتلى.
صور مروعة
وكان زيلينسكي قد حذر في وقت سابق من أن أسوأ الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية أثناء مغادرتها شمال البلاد لم تكتشف بعد.
وقال إن مدينة بوروديانكا ربما عانت أكثر من غيرها من المدن.
وقد أقدم عدد من الدول الغربية على طرد دبلوماسيين روس رداً على اكتشاف الفظائع المرتكبة، وتباحثت فيما بينها بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا.
جثث لمدنيين عثر عليها في قبر جماعي في بوتشا
من جانبه، طالب عمدة العاصمة الأوكرانية كييف، فيتالي كليتشكو، من السياسيين الأوروبيين قطع كافة العلاقات التجارية مع موسكو، قائلاً إن "الأموال التي تُدفع لروسيا مغطاة بالدم وتساعد في تمويل جيشها".
وقال: "إن كل يورو، وكل سنت تتلقونه من روسيا أو ترسلونه إليها عليه دم. إنها أموال ملطخة بالدماء والدم الموجود على هذه الأموال هو دم أوكراني. أي دم الشعب الأوكراني".
مدنيون محاصرون في ماريوبول
وقالت إيموجين فوكس، مراسلة بي بي سي نيوز، نقلاً عن عمدة مدينة ماريوبول إن حوالي 130 ألف شخص ما زالوا عالقين داخل المدينة المحاصرة.
وأضافت المراسلة بأن فريقاً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أُطلق سراحه بعد أن احتجزته الشرطة في بلدة "مانهوش" الأوكرانية، التي تفيد التقارير بأنها تخضع الآن للسيطرة الروسية.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن إطلاق سراح الفريق كان مصدر "ارتياح كبير". وكان الفريق يحاول منذ أيام عديدة الوصول إلى مدينة ماريوبول المحاصرة، لإيصال مساعدات وإجلاء الراغبين في المغادرة.
وتفيد الأنباء بأن الفريق عاد في الوقت الراهن إلى مدينة "زبوروجيا". ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيواصل مهمته في الوصول إلى ماريوبول ومتى.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "يركز الفريق الآن على مواصلة عملية الإجلاء الإنسانية".
فيديو قد يعجبك: