إعلان

المسلمون بين فوز ماكرون والخوف من القادم

12:18 م الثلاثاء 26 أبريل 2022

إيمانويل ماكرون

كتبت - سارة أبو شادي:

قبل الإعلان عن نتائج الانتخابات الفرنسية والتي انتهت بفوز الرئيس إيمانويل ماكرون، أثار سؤالًا بشأن مصير مسلمي فرنسا حال فوز حزب اليمين المتطرف بالانتخابات، السؤال الذي دفع الكثير من المسلمين إلى اللجوء لاختيار الأقل ضررًا بالنسبة إليهم ومنحه أصواتهم الانتخابية، وبالرغم من أنّ المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان حاولت في الآونة الأخيرة تلطيف نبرتها لكنّ الجميع كان متخوفًا من قراراتها حال فوزها والتي من المؤكد أنّها ستطال العرب والمسلمين المتواجدين في فرنسا بشكل كبير.

لوبان دائمًا ما كانت تنادي بالترحيل الفوري لجميع المسلمين المقيمين في فرنسا، الذين لم يحصلوا بعد على إقامة دائمة، إضافة إلى أولئك الذين خططوا للانتقال إلى فرنسا للعثور على عمل أو يتطلعون إلى القيام بذلك الآن سيواجهون صعوبات أكثر من أي وقت مضى، كذلك ستتضاعف معاناة المسلمات، ممن يرتدين منهم الحجاب والتي بالتأكيد سيتم منعهن من ارتدائه في الأماكن والمصالح العامة.

فبالرغم من أن حكومة ماكرون فرضت قيودًا على المسلمين في بعض مجالات الحياة، إلا أن هذه القيود لم تقارن بتلك التي كان من المتوقع أن تفرضها لوبان حال فوزها بالانتخابات، لذا فاتجه بعض المسلمين ممن شاركوا في التصويت للتوجه نحو اختيار ماكرون، بالرغم من أن البعض اختار لوبان في جولة الانتخابات الأولى.

ارتياح بين المسلمين لانتصار ماكرون

في تقرير نشرته صحيفة العرب اللندنية بعنوان "المهاجرون الفرنسيون، المسلمون مرتاحون لانتصار ماكرون، قلقون من توجه اليمين المتطرف إلى التيار الرئيسي" تحدّث عن أن فوز الرئيس إيمانويل ماكرون على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بهامش قوي، أثار ارتياحًا كبيرًا بين المهاجرين والأقليات العرقية في فرنسا، وخاصة المسلمين والمنحدرين من أصول عربية وأفريقية، الذين كانوا يخشون من المعاناة من رد الفعل العنيف، حال فوز اليمين المتطرف في الانتخابات.

وفقًا لما نشرته الصحيفة، فإنّ ماكرون، عقب فوزه بنسبة 58.54٪ من الأصوات، اعترف قائلًا "لقد صوت الكثيرون في هذا البلد لي ليس لأنهم يدعمون أفكاري ولكن لإبعاد أفكار اليمين المتطرف.

الغريب أنّ بعض المحللين حسب الصحيفة أكدّوا على أنّ كثير من المسلمين تحديدًا، شعروا بالارتياح نتيجة فوز ماكرون، لكن هذا الارتياح يجب عليهم موازنته خاصة وأنّ أفكار لوبان غير المتسامحة ستتسرب بالتأكيد إلى التيار الرئيسي، حتى لو كان لا يزال بإمكانهم تخويف العديد من المعتدلين والتقدميين عبر الطيف السياسي الفرنسي والمساعدة في تغيير نتائج التصويت في البلد.

ماذا لو فازت لوبان؟

أشار التقرير إلى أنّه حال فوز لوبان فإنّها ستصبح أول امرأة تتولى رئاسة فرنسا، وستكون خطتها الأسمى هي لمحاربة التطرف الإسلامي وفقًا للرؤيا التي يسير حزبها بها، فكانت ستعمل على تجريد جزء من سكان فرنسا، النساء المسلمات، من بعض حريتهم، فقد أرادت منعهن من ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، على الرغم من عدم المساواة أو الأخوة. وينطبق الشيء نفسه على مقترحاتها لنقل المواطنين الفرنسيين إلى الخطوط الأمامية للحصول على الوظائف والمزايا والإسكان قبل المهاجرين وحتى الفرنسيين ثنائيي الجنسية.

الفوز بأصوات المسلمين

في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" بعنوان " بالنسبة لمسلمي فرنسا، الاختيار بين أقل الشرور في التصويت الرئاسي" ذكرت فيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان تقاتلا عقب انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات على 7.7 مليون ناخب دعموا جان لوك ميلينشون، الزعيم اليساري الذي حصل على المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات، والذين أغلبهم من المسلمين.

فوفقا لتقرير "نيويورك تايمز" فقد صوّت ما يقرب من 70 في المائة من المسلمين لصالح السيد ميلينشون، المرشح الرئيسي الوحيد الذي أدان باستمرار التمييز ضد المسلمين، وفقًا لمؤسسة الاقتراع Ifop ، على النقيض من ذلك ، حصل ماكرون على 14 في المائة فقط من دعم الناخبين المسلمين هذا العام ، مقارنة بـ 24 في المائة في عام 2017 ، بينما حصلت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان على 7 في المائة في الجولة الأولى هذا العام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان