إعلان

الدبابات الروسية على الحدود البيلاروسية الأوكرانية تثير الغضب تجاه الولايات المتحدة

02:56 م الخميس 17 فبراير 2022

الحدود بين بيلاروس وأوكرانيا، في قرية دوبريانكا

كييف- (أ ف ب):

دأبت المتقاعدة الأوكرانية ليديا سيلينا على إخراج نفاياتها المنزلية من الجانب البيلاروسي من الحدود قبالة جدول ماء متعرج، لكن منذ وصول الدبابات الروسية لم يعد بإمكانها القيام بذلك.

غير أن السيدة البالغة 87 عاما لديها فكرة واضحة عمن يتحمل المسؤولية في أخطر أزمة بين الكرملين منذ الحرب الباردة.

وتقول في الكوخ الخشبي الأخضر الذي تسكنه "قد يبدأ الأوكرانيون شيئا ما بفضل الأمريكيين والبريطانيين الذي أحضروا كل أسلحتهم إلى هنا". وتضيف "أوكرانيا بالنسبة لهم مجرد ميدان معركة مع روسيا".

تمتد حديقة سيلينا المغطاة الآن بالثلوج، من الطرف الشمالي لأوكرانيا وتنتهي في الحدود التي باتت الأكثر عسكرة في العالم، فيما يقع الطرف الغربي لروسيا على بعد 20 كلم فقط شرق سياج الحديقة.

يقول الكرملين إنه باشر سحب عدد من قواته وبصدد إنهاء تمارين عسكرية بدأت قبل أسابيع. وجزء مهم من تلك التمارين أقيم على مسافة قريبة من الحدود البالغ طولها 420 كلم بين أوكرانيا وبيلاروس.

غير أن سيلينا لا تكترث كثيرا لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو إجراء التمارين قرب الفناء الخلفي لمنزلها.

وتقول إن لدى الرجلين أفكارا جيدة.

وتوضح "لوكاشنكو دكتاتور، لكن المواطنين يعيشون بشكل جيد هناك. كثيرون لا يحبون بوتين، لكن على الأقل لديهم بعض مظاهر النظام في روسيا".

وتضيف" الأوكرانيون والبيلاروس والشعب الروسي، لا يريدون حربا. فقط حكومتنا تريد ذلك"، في إشارة إلى الإدارة في كييف والمدعومة من الغرب.

- معتادون -

ترفض واشنطن تأكيدات روسيا أنها بدأت سحب جنود حشدتهم في محيط أوكرانيا، ومن بينهم 30 ألف عسكري شاركوا في التمارين في بيلاروس.

وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا تقوم بنشر المزيد من القوات وتحرّك آخرين في مسافة صغيرة دعما لما تعلنه عن بدء سحب مقرر للجنود.

قام عدد من دول حلف شمال الأطلسي بتزويد الحكومة الأوكرانية بأسلحة، لكنها تقول إنها تهدف إلى ردع عدوان روسي على جارتها الأصغر.

ويتوقع أسوأ سيناريوهات واشنطن أن تقوم روسيا بضربة خاطفة بهدف السيطرة على العاصمة كييف في غضون يومين.

وأقصر مسافة إلى كييف تتفادى المرور في حقول تشيرنوبيل الملوثة بالإشعاعات، سوف تأخذ الروس عبر طريق سريع معبّد يبدأ من بوابة سيلينا الصدئة.

غير أن الأهالي بدؤوا في سماع الأنباء عن التهديد الروسي منذ أن بدأت روسيا أول موجة من التمارين في مارس 2021.

والبعض يبدون متعبين أكثر منهم خائفين بالحديث عن حرب.

وقال سائق الشاحنة رسلان مراتوف "قبل عام كان الوضع مماثلا وتأزم كثيرا". وأضاف "لا أعرف، ربما أصبحنا معتادين على الأمر، أي أن هناك باستمرار تصعيد كهذا".

وتابع "بالطبع نريد أن ينتهي هذا الوضع في أقرب وقت".

ثلاث شقيقات

أُغلقت الحدود الأوكرانية مع بيلاروس بعدما اتهم لوكاشنكو كييف بإرسال أسلحة لمتظاهرين انتفضوا ضد حكمه السلطوي في يوليو الماضي.

وأجبر ذلك سيلين على البحث عن مكان آخر ترمي فيه نفاياتها.

كما تسبب في تقطع أوصال العلاقات بين أصدقاء وعائلات تعود الروابط بينهم إلى الفترة عندما كانت الدول الثلاث جزءا من الاتحاد السوفياتي ومعارِضة للغرب.

وهذه الروابط العائلية لا تزال تدفع ببعض الأوكرانيين المقيمين في المنطقة الحدودية، للوثوق بالقادة في روسيا وبيلاروس أكثر من ثقتهم بالقادة الغربيين.

وقالت المتقاعدة نادجدا بروفيلوفا "نتابع الأخبار ويقولون لنا إن روسيا تهاجم أوكرانيا. إنها كذبة! استفزاز. لن تقع حرب ولا أريد أن أصدق أن حربا ستقع".

وتساءلت "إنهم ينشرون أكاذيب فحسب عن أن بوتين سيهاجم أوكرانيا. لن يحصل هذا في حياتنا هذه. لِمَ يهاجمنا؟ بصدق، إذا فكرت بالأمر، لِمَ يهاجمنا؟".

وتوافقها صديقتها ليديا تيتوفا الرأي وتقول "علينا أن نعيش مثل ثلاث شقيقات - أوكرانيا وبيلاروس وروسيا".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان