الفتاة الهندية التي تحولت إلى رمز للمعركة ضد منع الحجاب في بلادها
(بي بي سي)
تحولت مسكان خان، إلى رمز للمقاومة بين الشابات الهنديات المسلمات، اللواتي تكافحن ضد قرارات منع الحجاب.
الشابة البالغة من العمر 19 عاما ظهرت في مقطع مصور، انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تدخل مدرستها بينما يقترب منها حشد من الرجال، يرتدي كل منهم وشاحا أحمر مائلا إلى البرتقالي فوق كتفيه؛ وهو لون يرتبط بالديانة الهندوسية والجماعات القومية الهندوسية، وهم يهتفون "المجد للإله رام".
لكن مسكان، التي ظهرت في الفيديومرتدية عباءة سوداء وحجابا أسود إضافة إلى قناع للوجه، وقفت في الرجال الذي استمروا بمضايقتها، وبدأت تصيح قائلة "الله أكبر"، قبل أن تهرع إدارة المدرسة لاصطحابها إلى الداخل.
ومن منزلها في مدينة مانديا التابعة لولاية كارناتاكا حيث تم تصوير الفيديو، تحدثت مسكان لبي بي سي قائلة: "كل ما أريده هو الدفاع عن حقوقي وعن تعليمي".
وأضافت: "ليست لدي مشكلة فيما يرتدون"، مشيرة إلى أن زملاءها يستطيعون ارتداء الأوشحة الحمراء المائلة إلى البرتقالي والعمائم عندما ياتون إلى الفصل الدراسي، تماما كما أن لها الحق في ارتداء الحجاب.
وتعد مسكان واحدة من ملايين المسلمات الهنديات اللواتي يرتدين الحجاب أو النقاب بشكل يومي، لكن هذا الخيار، تحول، خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلى أمر مثير للجدل.
وبدأ الأمر الشهر الماضي، عندما قررت تلميذات في مدرسة ثانوية في مقاطعة أودوبي الاحتجاج على قرار الإدارة، منعهن من ارتداء الحجاب، وقالت المدرسة إنها تسمح للطالبات بارتداء الحجاب داخل باحة المدرسة، لكن ليس داخل الفصول الدراسية.
ومنذ ذلك الحين، تفاقمت الأزمة مع بدء مدارس أخرى بفرض إجراءات مماثلة. ثم اتخذت المسألة بعدا طائفيا مع خروج جماعات مؤيدة للقوميين الهندوس في مظاهرات مؤيدة لقرارات منع الحجاب.
مع تحول الاحتجاجات إلى أعمال عنف في بعض الأماكن، أغلقت حكومة ولاية كارناتاكا المدارس الثانوية والكليات، ووصل الأمر إلى المحكمة العليا في الولاية. حيث من المقرر أن تنظر محكمة دستورية من ثلاثة قضاة في القضية يوم الخميس.
في غضون ذلك، شهدت الجامعات حالة من الاستقطاب، حيث بدأ الطلاب الهندوس بدخول الجامعات وهم مرتدين الأوشحة الحمراء المائلة إلى البرتقالي.
وتزعم مسكان خان، وهي ابنة تاجر محلي، أن الموقف الذي تعرضت له جاء بتخطيط من قبل رجال "غرباء" وليسوا طلابا في مدرستها أو زملاء لها في الفصل.
وتقول "لقد قدمت إلى المدرسة لحضور حصصي الدراسية، ولاحظت وجود الكثير من الشبان الذي يرتدون أوشحة من القماش الأحمر المائل إلى البرتقالي"
وتضيف "قام هؤلاء باعتراض طريقي، قائلين إنه لا يمكنني دخول الحرم المدرسي".
وتوضح أنها عند اقترابها من باب المدرسة شاهدت منع الحشد لـ 3 أو 4 فتيات منقبات من الدخول.
وتذكر أن الشبان "كانوا يلوحون بأوشحتهم الحمراء ويصرخون "المجد للإله رام"، وطلبوا مني خلع الحجاب، كي أتمكن من دخول المدرسة،وهددوني".
لكنها تؤكد أنها أصرت على المواجهة.
قامت بركن دراجة السكوتر الخاصة بها وهمت بالتوجه إلى فصلها الدراسي، عندما بدأ نحو "30 أو 40 شابا" بالتوجه نحوها ، هاتفين "المجد للإله رام".
تقول: " مرة أخرى طلبوا مني خلع حجابي إذا أردت الدخول إلى المدرسة، نعم لقد صرخت في وجوههم قائلة الله أكبر، فأنا أصرخ طالبة العون من الله عندما أشعر بالخوف، وهذا يمنحني القوة".
وعند هذه اللحظة هرع طاقم المدرسة لاصطحابها إلى الداخل.
وتقول مسكان إنها تشعر بالسعادة، بسبب التقدير الذي شعرت به، على منصات التواصل الاجتماعي، مضيفة "هذا القدر من الحب منحني القوة، أشكرهم جميعا".
كما تؤكد مجددا أنها "لا تفرق بين المسلمين والهندوس" في المجتمع.
وتختتم بالقول "هؤلاء الشباب حاولوا منعي من التعلم فقط كوني أرتدي الحجاب، لذا فإنني فقط أدافع عن حقوقي".
فيديو قد يعجبك: