ماذا نعرف عن ابنة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وهل يُعدها لخلافته؟
بيونجيانج- (بي بي سي):
حضر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وابنته جلسة تصوير مع العلماء والمهندسين والمسؤولين العسكريين وغيرهم من المشاركين في تجربة إطلاق صاروخ هواسونغ -17 الباليستي العابر للقارات.
ظهور علني ثان لابنة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال أسبوع واحد فقط، كان كفيلا بإثارة تكهنات بأنها قد تكون في طور الإعداد لتصبح خليفة لوالدها في حكم البلاد. لكن وسائل الإعلام الحكومية لم تكشف عن اسم الفتاة أو عمرها ووصفتها فقط بأنها "الطفل المفضلة" أو "الغالية" على قلب والدها زعيم كوريا الشمالية.
وقد ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية يوم الأحد أن كيم وابنته التقيا جنودا وعلماء وآخرين من المشاركين في إطلاق صاروخ هواسونغ -17 هذا الشهر.
ولم تكن أحدث صور وكالة الأنباء المركزية الكورية مؤرخة، لكنها قالت إن كيم وابنته وجدا الحشد "مليئا بشغف وسعادة لا حدود لهما" حيث عبر أفراده عن "أسمى درجات الإجلال والاحترام الشديد للقائد وابنته".
فماذا نعرف عن ابنة كيم جونغ أون هذه؟
ذُكرت لأول مرة في عام 2013
يقود كيم جونغ أون واحدة من أكثر الدول غموضا وسرية في العالم، ولا يُعرف سوى القليل جدا عن حياته الشخصية.
في يوليو عام 2012، أكدت كوريا الشمالية أن ري سول جو هي زوجة زعيم البلاد، وذلك بعد شهر من رؤيتها برفقته لأول مرة في العلن.
منذ ذلك الحين تكهنت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية بأن كيم وزوجته لديهما ثلاثة أطفال.
وفي سبتمبر من عام 2013، نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن لاعب كرة السلة الأمريكي المتقاعد دنيس رودمان، الذي كان في كوريا الشمالية حينها في "جولة دبلوماسية لكرة السلة"، أن زعيم كوريا الشمالية "قد أنجب طفلة صغيرة".
وقال رودمان للصحيفة حينها "حملت طفلتهما جو آي وتحدثت مع زوجة السيد كيم أيضا... إنه أب جيد ولديه عائلة جميلة".
لكن لم يصدر في ذلك الوقت أي رد رسمي أو تأكيد رسمي من كوريا الشمالية بشأن تعليقات رودمان.
في 19 نوفمبر عام 2022، نشرت وكالة الأنباء الرسمية عدة صور للأب وابنته لأول مرة، مؤكدة التقارير والشائعات التي ترددت منذ فترة طويلة عن وجودها.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن كيم وابنته كانا يتحدثان مع المسؤولين، ويتفقدان الصواريخ ويشاهدان إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من منصة عرض في اليوم السابق.
لكن لم تكن هناك تفاصيل عن اسم الفتاة أو عمرها في التقرير.
وقالت جين ماكنزي، مراسلة بي بي سي في عاصمة كوريا الجنوبية، سول، إن "الكشف عن شخصية ابنة كيم جونغ أون أثار اهتمام محللي كوريا الشمالية أكثر بكثير من الأخبار عن الإطلاق الناجح لأقوى صاروخ باليستي عابر للقارات".
وتساءلت: "هل هذا يعني أنها اختيرت خليفة لكيم جونغ أون وأنها ستدير دفة القيادة في كوريا الشمالية يوما ما؟".
وقف كيم جونغ أون جنبا إلى جنب مع ابنته والتقطا صورا أمام صاروخ باليستي عابر للقارات، ونشرت الصورة في 19 نوفمبر من قبل وكالة الأنباء المركزية الرسمية.
الظهور الثاني عام 2022
وبعد أسبوع واحد فقط من نشر الصور الأولى لزعيم كوريا الشمالية وابنته، نشرت وكالة الأنباء المركزية الرسمية مجموعة أخرى من الصور لهما يوم الأحد.
وهذه المرة أيضا لم يذكر عمر الفتاة أو اسمها، ولكن وصفت بأنها "الطفلة الأحب" أو "الأعز" على قلب الزعيم كيم جونغ أون.
ونقلت قناة إن بي سي نيوز الأمريكية عن الخبير في شؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مؤسسة كارينغي للسلام الدولي، أنكيت باندا قوله: "هذا أمر مذهل بالتأكيد، إن صورة كيم جو آي وهي تقف جنبا إلى جنب مع والدها أثناء احتفال الفنيين والعلماء المشاركين في إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات الأخير، من شأنه أن يدعم فكرة أن هذه هي بداية تقديمها للجمهور كخليفة محتملة لوالدها في حكم البلاد".
لكن على الرغم من ذلك حذر بعض المحللين من أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت تُعد لتصبح خليفة أم لا.
ونقلت وكالة رويترز عن تشون سو جين، وهي مؤلفة كتاب عن القيادات النسائية في كوريا الشمالية، قولها إن فرصة ترحيب النخب في كوريا الشمالية بابنة كيم كخليفة لوالدها في حكم البلاد تكاد تكون شبه معدومة.
كما نقلت عنها قولها: " النخب في كوريا الشمالية ليست مستعدة للترحيب بزعيم من الجنس الآخر... وكيم جونغ أون قدم فقط استعراضا يُظهر أنه أب محب، وليس مجرد دكتاتور وحشي يطلق الصواريخ".
وقالت البروفيسورة هيون إن إيه، المنشقة عن النظام الكوري الشمالي والتي تعمل حاليا في معهد إيوا لدراسات التوحيد في سول: "في كوريا الشمالية، لا يزال الجندر مهما حين يتعلق الأمر بالقيادة".
وسواء كانت ابنة كيم هي الخليفة المحتملة التي يجري إعدادها أم لا، فمما لا شك فيه أن هناك امرأة أخرى في النظام الكوري قد استحوذت بالفعل على الاهتمام الدولي لعدة سنوات.
عندما انتشرت شائعات وتكهنات في عام 2020 حول صحة الزعيم الكوري الشمالي، بات يُنظر لأخته كيم يو جونغ على أنها نائبة محتملة لتولي زعامة العائلة والحفاظ على السلالة، إلى أن يصبح أحد أطفال كيم في سن تؤهله لتولي زمام القيادة.
وتتولى كيم يو جونغ دورا بارزا في النظام الكوري الشمالي منذ وقت ليس بالقصير، وقد وجهت مؤخرا تهديدات مهينة لكوريا الجنوبية بسبب العقوبات الإضافية التي أعربت عن عزمها فرضها على جارتها الشمالية.
لكن من الواضح أن ظهور ابنة كيم جونغ أون أثار الكثير من التساؤلات حول العالم، كما توضح جين ماكنزي مراسلة بي بي سي في كوريا الجنوبية.
"لماذا كشف النقاب عنها الآن؟ إنها لا تزال صغيرة جدا... وإذا كان يعدها لتولي المنصب، فهل يعني هذا أن الزعيم البالغ من العمر 38 عاما يعاني من مشاكل صحية؟ إن صحته موضع تكهنات كثيرة، إذ ينظر إليها على أنها قد تشكل أكبر خطر على استقرار النظام في البلاد".
فيديو قد يعجبك: