إعلان

ظروف استقبال المهاجرات بفرنسا تزيد من تبعات الصدمات النفسية

08:31 م الثلاثاء 29 نوفمبر 2022

ظروف استقبال المهاجرات بفرنسا أرشيفية

(دويتشه فيله)

وفقا للخبراء في مركز "بريمو ليفي" المختص في تقديم الرعاية النفسية لضحايا العنف، لا يتم تقديم الخدمات الاجتماعية للنساء المهاجرات عند وصولهم إلى فرنسا، خاصة أولئك ضحايا العنف الجنسي، مما يؤدي إلى تفاقم الصدمة لديهن.

يقع مركز "بريمو ليفي" في باريس، وهو متخصص في المتابعة العلاجية لضحايا التعذيب أو العنف في بلدانهم الأصلية. يتألف فريق المركز من حوالي 20 شخصا، من بينهم أطباء وعلماء نفس وأخصائيو علاج طبيعي، ومحامون وأخصائيون اجتماعيون. وتشكل نسبة النساء اللاتي يستقبلهن المركز كل عام، 48٪ من المستفيدين من خدماته، ومعظمهن من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ثم من أفغانستان والشرق الأوسط وشرق أوروبا.

بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الموافق 25 نوفمبر من كل عام، أفصحت الجمعية في تقرير عن ظاهرة لاحظتها منذ 10 سنوات، حيث بدأت النساء المهاجرات بسلك طرق الهجرة بمفردهن أكثر فأكثر، ما يجعلهن عرضة لـ"سلسلة من العنف"، في بلدهن الأصلي وخلال رحلة الهجرة، ثم عند وصولهن إلى فرنسا.

أجاب ماكسيم غيمبيرتو، مدير التواصل والمناصرة في مركز "بريمو ليفي" على أسئلة مهاجر نيوز حول العنف الذي يؤثر على النساء المهاجرات.

بناء على عملكم في مركز "بريمو ليفي"، ما هي طبيعة العنف الذي عانت منه النساء المهاجرات ممن استفدن من خدماتكن خلال السنوات الأخيرة؟

يقول ماكسيم غيمبيرتو: "تعاني النساء المهاجرات من العنف المستمر الذي غالبا ما يبدأ في بلد المنشأ، مع حالات التعذيب والاغتصاب والعنف المنزلي والتشويه الجنسي والزواج القسري، فهناك الكثير من العنف الذي لا يتعلق بالضرورة بالسياسة، بل يتعلق بالقوانين الثقافية التي تتعارض مع حقوق المرأة. يضاف إلى ذلك العنف، الجنسي غالبا، الذي يحدث خلال رحلة الهجرة، وهو أسوأ بكثير مما عانته هؤلاء النساء في بلدانهن الأصلية. لذلك تعاني النساء المهاجرات من صدمة مزدوجة".

مرتكبو عمليات الاغتصاب هذه على طول الطريق هم المهربون أو ميليشيات مسلحة، أو الشرطة أو أي شخص يقابلهن في الطريق. وخلال رحلة الهجرة، دائما ما يكون هناك رجال يقدمون المساعدة للنساء، ويساعدوهن على تجاوز أي عقبات بهدف الوصول إلى هدفهن، لكن هذه الخدمات لا تكون مجانية، وغالبا ما يقابلها استغلال جنسي.

هل يتم أخذ هذا العنف بعين الاعتبار عند فحص طلب اللجوء في فرنسا؟

يرى غيمبيرتو، أنه في الوقت الحالي، يتم ذكر العنف الذي يعاني منه المهاجرون أثناء رحلة الهجرة، خلال المقابلة مع المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (أوفبرا)، لكن لا يتم أخذه بعين الاعتبار عند أخد قرار يتعلق بطلب اللجوء، أي أنه لا يؤثر على قرار المكتب. يؤخذ عنف طريق الهجرة في الاعتبار فقط إذا كان يشكل خطرا على المهاجر في حال عودته إلى بلد المنشأ، كما هو الحال على سبيل المثال في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يتم نبذ ورفض ضحية الاغتصاب.

عدم التفكير في هذا العنف يعني أيضا نسيان أن هؤلاء النساء يعشن تحت الصدمة، ويعشن تحت تأثير الصدمة حتى خلال مقابلاتهن مع الإدارات الفرنسية، مما يؤثر على قدرتهن على الإجابة أمام موظفي أوفبرا. لقد أكد لنا علماء النفس أن الصمت هو أحد الأعراض التي تظهر على ضحايا العنف الجنسي.

ما هي المخاطر التي تتعرض لها هؤلاء النساء المهاجرات ضحايا العنف بمجرد وصولهن إلى فرنسا؟

يقول ماكسيم غيمبيرتو: "يخبرنا الأخصائيون الاجتماعيون أن حياة هؤلاء النساء في فرنسا تبدأ في الشارع، على الرغم من أنهن يصلن إلى هنا مصابات بصدمات متعددة وأحيانا بصحبة أطفالهن. من المؤكد أنه تم إنشاء أماكن إقامة متخصصة وأماكن في مراكز إيواء الطوارئ، لكن عددها غير كافٍ إلى حد كبير".

لذلك فإن هؤلاء النساء لا يتلقين الدعم الطبي أو النفسي أو الاجتماعي، ولا يجب إعطاء الأولوية لأي جانب من هذه الجوانب الثلاثة، فلا يمكن أن تكون الرعاية الطبية فعالة بدون رعاية نفسية. وبالطبع لا تستطيع المرأة التي تعاني من حالة من القلق الشديد أن تشفى بشكل كامل من صدماتها. كيف تجد الوقت لنفسها إذا لم يكن لديها منزل ولا مدرسة لأطفالها؟ لذا فصعوبة ظروف الحياة في فرنسا تزيد من تبعات الصدمات السابقة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان