إثيوبيا ومتمردو تيجراي يعلنون قبول دعوة الاتحاد الأفريقي لإجراء محادثات السلام
أديس أبابا - (ا ف ب)
وافقت إثيوبيا ومتمردو تيجراي الأربعاء على دعوة الاتحاد الأفريقي لإجراء محادثات سلام من المزمع أن تحتضنها جنوب أفريقيا نهاية هذا الأسبوع برعاية ترويكا من المفاوضين، على أن يجري مندوب أمريكي زيارة للمنطقة ستشمل لقاءات مع مسؤولين في الحكومة الإثيوبية والاتحاد الأفريقي ضمن جهود الولايات المتحدة لوقف الأعمال العدائية ودعم هذه المحادثات.
أعلنت إثيوبيا الأربعاء عن قبولها دعوة الاتحاد الأفريقي لعقد محادثات سلام مع متمردي تيجراي بعد ما يقرب من عامين من حرب دامية ضربت شمال البلاد.
في هذا الشأن، صرح مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء آبي أحمد، رضوان حسين، عبر تويتر بأن الحكومة "قبلت هذه الدعوة التي تتماشى مع موقفنا المبدئي في ما يتعلق بالحل السلمي للصراع وضرورة إجراء محادثات دون شروط مسبقة".
هذا وتمت دعوة الجانبين لإجراء محادثات في جنوب أفريقيا نهاية هذا الأسبوع، حسب رسالة كتبها رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، وأرسلتها وزارة الخارجية في بريتوريا إلى وكالة الأنباء الفرنسية.
"مناقشات بين الطرفين"
وتتحدث الرسالة عن "مناقشات بين الطرفين"، الحكومة الإثيوبية والمتمردين، ما يشير إلى أن إريتريا المجاورة، وهي إحدى الدول الأكثر انغلاقا واستبدادا في العالم، والتي يدعم جيشها قوات الحكومة الإثيوبية، غير مدعوة إلى المحادثات التي تهدف لوضع حد للمعارك الدائرة منذ نحو عامين.
ودفع تصاعد العنف أخيرا القوات الإريترية للانخراط مجددا في النزاع دعما للقوات الإثيوبية التي تخوض مواجهات ضد "جبهة تحرير شعب تيجراي" على عدة محاور في شمال البلاد.
ورفضت المتحدثة باسم الاتحاد الأفريقي إيبا كالوندو تقديم معلومات عن موعد ومكان المحادثات، وقالت: "سنعلن التفاصيل بالشكل والوقت المناسبين". مضيفة بأن العملية "على المسار الصحيح".
ومساء، أصدرت السلطات المتمردة في تيجراي بيانا أبدت فيها استعدادها لإرسال "فريق من المفاوضين إلى جنوب أفريقيا"، طالبة الحصول على "توضيحات تتصل ببعض القضايا". وتساءل البيان: "هل سيكون هناك أفرقاء آخرون مدعوون بوصفهم مشاركين أو مراقبين أو ضامنين؟ وما الدور الذي تتوقعونه من المجتمع الدولي؟".
بوساطة ترويكا من المفاوضين
من جهة أخرى، أفاد مصدر دبلوماسي بأن المحادثات التي سيقودها الاتحاد الأفريقي ستتم بوساطة "ترويكا (مجموعة ثلاثية) من المفاوضين" تضم الممثل الأعلى في الاتحاد الأفريقي لمنطقة القرن الأفريقي أولوسيجون أوباسانجو والرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا. وذكر مصدر دبلوماسي آخر بأن نائبة رئيس جنوب أفريقيا سابقا فومزيل ملامبو نكوكا ستكون ثالث المفاوضين.
وكانت الأطراف المتحاربة في السابق على خلاف حول من يجب أن يتوسط في المفاوضات، حيث ضغطت حكومة آبي من أجل أوباسانجو وتريد "جبهة تحرير شعب تيجراي" أن يتوسط كينياتا في التفاوض. كما تنازعوا بشأن استعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات والبنوك في تيغراي، وهو شرط مسبق رئيسي للحوار وفقا لمتمردي تيغراي.
وتواجه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة نقصا حادا في الغذاء والوقود والأدوية وإمدادات طارئة أخرى، حيث حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من ارتفاع معدلات سوء التغذية.
جولة لمندوب أمريكي
من جانبها، ذكرت الخارجية الأمريكية الإثنين في بيان أن مندوبها إلى القرن الأفريقي مايك هامر الذي عاد إلى المنطقة في 3 أكتوبر، سيزور كينيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا هذا الشهر.
وتندرج الزيارة التي ستشمل لقاءات مع مسؤولين في الحكومة الإثيوبية والاتحاد الأفريقي ضمن جهود الولايات المتحدة "للتوصل إلى وقف فوري للأعمال العدائية في شمال إثيوبيا ودعم إطلاق محادثات السلام بقيادة الاتحاد الأفريقي"، بحسب البيان. ويأتي الإعلان في أعقاب زيارة قام بها هامر إلى إثيوبيا الشهر الماضي واستمرت 11 يوما بهدف دعم جهود إطلاق مفاوضات سلام.
ولقي عدد لا يحصى من المدنيين حتفهم منذ اندلاع الحرب في نوفمبر 2020 في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، كما تم توثيق انتهاكات جسيمة لحقوق المدنيين من قبل كافة أطراف النزاع.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: