إعلان

من هو رئيس الصين السابق الذي أُخرج بشكل غامض من مؤتمر الحزب الحاكم؟

12:39 م الإثنين 24 أكتوبر 2022

هو جين تاو (يسار) وشي جينبينغ في المؤتمر الشعبي ال

بكين- (بي بي سي):

أثناء الجلسة الختامية لمؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم تم اصطحاب الرئيس الصيني السابق، هو جين تاو، إلى الخارج بشكل مفاجئ.

وكان الرئيس السابق، البالغ من العمر 79 عاما والذي بدا على ملامحه الضعف، يجلس إلى جانب الرئيس شي جينبينج، عندما تقدم نحوه مسؤولون واقتادوه بعيدا.

ولم يُقدم أي تفسير لذلك.

وكتب ستيفن ماكدونل، محرر الشؤون الصينية في بي بي سي، يقول إن مشاهد إخراج هو جين تاو من المؤتمر لفتت أنظار العالم، ويحاول المراقبون معرفة ما حدث بالضبط.

فهناك العديد من الأسئلة، ولا إجابات حتى الآن من الحكومة الصينية.

وكان هو جين تاو، الذي بقي في منصب الرئيس الصيني بين عامي 2003 و2013، جالسا عندما تقدم مسؤولان باتجاهه. وقال شيئا لشي جينبينغ ، الذي هز رأسه، وبعدها اقتيد هو جين تاو خارج القاعة.

البودكاست نهاية

وبدا الزعيم السابق في البداية غير راغب في المغادرة. وإن كان هذا هو الحال، ما السبب؟ ماذا قال للرجل الذي حل محله، شي جينبينغ، والذي جعل الأخير يهز رأسه؟

السببان الأكثر احتمالا لخروجه: إما أن يكون المشهد جزءا من مظاهر لعبة السلطة والنفوذ في السياسة الصينية، وإزالة رمز يمثل الماضي، أو أن يكون هو جين تاو يعاني من مشاكل صحية كبيرة.

وإن كان اصطحابه خارج القاعة لأسباب صحية، فلماذا حدث هذا بشكل مفاجئ؟ ولماذا حدث أمام الكاميرات؟ هل كان يعاني عارضا صحيا مفاجئا؟

في العادة تكون اجتماعات الحزب الشيوعي مخططة بشكل دقيق، مما يدفع باتجاه الظن أن توقيت خروج هو جين تاو ربما لم يكن مصادفة. لقد حضر الاجتماع السابق خلف أبواب مغلقة، ثم سمح بدخول الكاميرات في الجزء الأخير من اليوم. وتوجه المسؤولون نحوه بعد تشغيل الكاميرات.

لكن من هو هو جين تاو الذي شغل مشهد خروجه من المؤتمر وسائل الإعلام في العالم ؟

شغل هو جين تاو منصب زعيم الحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة لمدة 10 سنوات بداية من عام 2002.

ولكن في نوفمبر من عام 2012 بدأ هو في تسليم السلطة إلى خليفته شي جينبينغ بدءا بمنصبه على رأس الحزب الشيوعي، ثم تبع ذلك دور القائد الأعلى للجيش الصيني . وفي مارس من عام 2013 قام المؤتمر الشعبي الوطني الذي عُقد في بكين بتعيين رئيس جديد.

وقد أصبحت الصين عملاقا صناعيا خلال فترة رئاسة هو جين تاو، إذ نما اقتصادها ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما انتهجت الصين سياسة خارجية أكثر حزما، مع التأكيد في الوقت نفسه للدول الأخرى على نهوضها السلمي.

ومع ذلك، لا يمكن حتى لمراقبي السياسة الصينية أن يقدموا الكثير من التفاصيل الشخصية عن هو جين تاو حيث يُنظر إليه على أنه شخصية معتدلة السلوك حافظ على مسافة بينه وبين وسائل الإعلام خلال فترة وجوده في المنصب، ونادرا كان ما يجري مقابلات أو يشارك في مؤتمرات صحفية غير مكتوبة.

"الشعب أولا"

وُصِف هو جين تاو بأنه عامل بناء الإجماع حيث ربط بين التوجهات المختلفة على رأس الحزب.

ومع ذلك، يجادل النقاد بأن هو جين تاو افتقر إلى القوة السياسية والكاريزما اللازمتين للحكم بفعالية، مما سمح للسياسات الحزبية داخل الحزب الشيوعي بالخروج عن السيطرة.

وقد احتفظ جيانغ زيمين، سلف هو جين تاو، بنفوذه طوال فترة رئاسة هو.

ويتفق المحللون على أنه خلال فترة وجوده في السلطة حاول هو إعطاء مزيد من الاهتمام لمشاكل الناس العاديين، وقد شجع مرارا على أهمية تحقيق "مجتمع متناغم" من شأنه أن يسد الفجوة المتسعة بين الأغنياء والفقراء في الصين.

كما دعا هو جين تاو في خطاباته إلى "التنمية العلمية"، ودفع السياسات التي توازن بين أهمية الرعاية الاجتماعية بالإضافة إلى النمو الاقتصادي.

ومع ذلك، استمرت المقاطعات الساحلية الثرية في الصين خلال فترة رئاسة هو جين تاو في التطور بمعدل أسرع بكثير من المناطق الداخلية في البلاد، ولم يتحقق حلم هو في ازدهار طبقة وسطى صينية كبيرة.

وعمل هو عندما تولى الرئاسة على جعل نخب الحزب تبدو أكثر بساطة من خلال إلغاء المراسم التي تقام لكبار قادة الصين عندما يسافرون إلى الخارج.

وفي رأس السنة الصينية، غالبا ما كان يُصور وهو يشارك وجبات بسيطة مع الفلاحين الصينيين بدلا من الاستمتاع بالمآدب الفخمة في بكين.

وقد تعهد هو بالتصدي للفساد الحكومي، لكن هناك القليل من الدلائل على أنه كان قادرا على القيام بذلك.

وقد طغت على العامين الأخيرين من رئاسة هو جين تاو أخبار الكشف عن أن العديد من كبار أعضاء الحزب الشيوعي قد باتوا أثرياء على حساب الدولة، بما في ذلك الزعيم الشعبوي المخزي بو شيلاي.

وعلى الرغم من أن هو خسر بعض المعارك السياسية الداخلية، إلا أنه كان دائما تابعا مخلصا لخط الحزب.

وكان الزعيم دينغ سياو بينغ قد قام بترقية هو إلى المكتب السياسي الحاكم للحزب في عام 1992، وبالتالي عينه ليخلف جيانغ زيمين باعتباره "جوهر" الجيل الرابع من قادة الحزب الشيوعي.

القبضة الحديدية

وُلد هو جين تاو في عام 1942، وهو أول زعيم بدأت حياته المهنية الحزبية بعد استيلاء الشيوعيين على السلطة في عام 1949.

وتقول السير الذاتية الرسمية إنه ولد في مقاطعة آنهوي الشرقية، وانضم إلى الحزب في ذروة الثورة الثقافية في عام 1964 عندما كان يدرس الهندسة الكهرومائية في جامعة تسينغهوا المرموقة في بكين، وقد عُرف خلال فترة دراسته الجامعية بحبه لتنس الطاولة والرقص.

وبعد التخرج، شق طريقه في وزارة الحفاظ على المياه والطاقة.

وقد اعترف هو جين تاو ذات مرة بأنه لم يخطط للعمل في السياسة. ومع ذلك، فإن صعوده الناجح داخل الحزب الشيوعي بدأ بعد وصول دينغ سياو بينغ إلى السلطة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي.

فقد كان واحدا من العديد من الإداريين الشباب الذين تمت ترقيتهم بسرعة بسبب أدائهم أو داعميهم.

وقد شغل هو مناصب رئيسية في بعض المقاطعات النائية والأكثر فقرا في الصين حيث ترأس رابطة الشبيبة الشيوعية في غانسو وأصبح رئيس الحزب في التبت وغويزو.

وفي التبت، أظهر قوته عندما رد على الاحتجاجات الانفصالية بإعلان الأحكام العرفية مما مهد الطريق لإجراءات قاسية مماثلة لتلك التي استخدمت في إنهاء مظاهرات ميدان تيانانمين في بكين.

ويعتقد الكثير من أهل التبت أن هو له دور في الوفاة غير المتوقعة للبانتشن لاما، ثاني أعلى زعيم روحي لهم.

كما انتقدوه لقضائه القليل من الوقت في التبت، والسبب الواضح أنه يعاني من مرض المرتفعات.

وعندما عاد هو إلى بكين كعضو في اللجنة الدائمة المكونة من 7 رجال للمكتب السياسي في عام 1992، تولى ملفات رئيسية مثل الإشراف على التدريب الأيديولوجي لكبار المسؤولين.

ونسبت صحيفة الشعب اليومية لهو القول : "إن القائد الجيد يجب أن يكون لديه معتقدات راسخة ومهام سامية ويقوم بعمل متقن ولا يسعى إلى الشهرة أو الكسب ويتخلص من الأجواء البيروقراطية ويشارك مشاعر الجماهير".

لقد مثل هو جين تاو شكلا مختلفا للصين عما يمثله شي جينبينج. فقد كان يقود بشكل جماعي أكثر من خلفه، وكان عليه أن يجد التوازن بين أكثر من توجه في المكتب السياسي، وينظر لسنوات هو على أنها زمن الانفتاح نحو الخارج والتسامح الأكبر مع الأفكار الجديدة.

وقد أخذ شي، الأمين العام للحزب، البلاد باتجاه مختلف، حيث جعل نفسه في المركز، وفي موقع صعب التحدي.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان