"لقد فقدنا كل شيء".. روايات أهالي كولورادو بعد حرائق الغابات الأسوأ

كتبت- هدى الشيمي:

سارت هيذر ديورو، ٦٧ عامًا، وزوجها يدًا بيد في شارع ساوث ٦٨ في لويزفيل، بكولورادو الأمريكية، لمعرفة مصير منزلهما بعد اندلاع واحدة من أكثر الحرائق تدميرًا في الولاية.

قال زوج ديورو، لصحيفة الجارديان البريطانية: "كل ما يمكنني قوله هو أننا عشنا داخل المنزل ٣٥ عامًا، والآن فقدنا كل شيء".

حاول أهالي المنطقة مواساة بعضهم البعض، فأغلبهم خسر منازله أومحل عمله، وانتهت شكل الحياة التي اعتاد عليها وطالما عرفها بعد تدمير الحريق لما لا يقل عن 580 منزلاً وتسبب في إجلاء 30 ألف شخص من مدينتين فى كولورادو - لويزفيل وسوبريور، وإغلاق جزء من الطريق السريع 36 بسبب الحرائق.

اجتاحت حرائق الغابات حوالي 6.5 كيلومتر مربع (1600 فدان) من الأرض في مقاطعة بولدر، خارج دنفر، كولورادو.

وتعهد ستيف كينجسوود، ٦٨ عامًا، الذي نجا منزله من الحريق ولكن أحاطت به بقايا متفحمة لمنازل أخرى، بمساعدة المتضررين والاستجابة لحتياجاتهم، وقال:"بفضل الله، لا يزال منزلنا بخير وقائم هنا، سأبذل قصارى جهدي أنا وزوجتي لمد يد العون لجيراننا".

وكتب حاكم ولاية كولورادو جاريد بوليس على تويتر "نصلي من أجل آلاف العائلات التي يتم اجلاؤها من مناطق الحرائق في سوبيريور ومقاطعة بولدر"، مضيفا "الرياح العاتية تنشر ألسنة اللهب بسرعة وتم وقف تحليق جميع الطائرات".

اجتمعت ألسنة اللهب والرياح التي وصلت سرعتها إلى ١٦٠ كم في الساعة لتعمل مثل موقد اللحام لبعض الهياكل، بينما دمرت البعض الآخر تمامًا، خاصة في مدينتي لويزفيل وسوبريور.

وحسب شهود عيان، فإن النار تحركت بسرعة كبيرة دفعت بعض الأشخاص إلى الفرار سيرًا على الأقدام، بينما أحرقت سيارات آخرين.

ووفقًا للتقارير، فإن ٣٠ ألف شخص لاذوا بالفرار أو تم إجلاؤهم للبقاء في مراكز إيواء محلية.

قال جو بيلي، عمدة مقاطعة بولدر، في مؤتمر صحفي الجمعة،:"ما زلنا لا نملك أي تقارير عن وقوع إصابات أو وفيات"، وهي أخبار رائعة بالنظر لما حدث بالأمس، فهذه معجزة".

ناقش حاكم ولاية كولورادو، جاريد بوليس مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إعلان حالة الطوارئ في الولاية بسبب حرائق الغابات، مشيرًا إلى أن بايدن وافق على خططه.

فقد بين تشانج، ٥٩ عامًا، وزوجته منزلهما جراء الحريق، بعد عملهم لعامين وادخارهما للمال الكافي لشرائه بعد هجرتهم من بلدهم الصين.

شهدت المنطقة هذا العام ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير معتاد، وكذلك كان الطقس جافًا. وتأخرت العاصفة الثلجية الأولى في الموسم بشكل غير عادي.

واجهت كولورادو في ٢٠٢٠ ثلاثة من أكبر حرائق الغابات في تاريخها، ولكن تلك الحرائق اشتعلت على مدار أيام أو ربما أسابيع.

دمر حريق يوم الخميس أحياء الضواحي وساحات التسوق وألحق أضرارًا بمتاجر معروفة خلال نصف يوم، وتسببت سرعة الرياح الشديدة في قلاب ثلاث مقطورات على الطريق السريع، وأوقعت خطوط الكهرباء التي يُقال إنها السبب وراء اشتعال الحرائق.

اشتعلت حرائق الغابات في الغرب الأمريكي في وقت لاحق من الخريف وحتى الشتاء، فيما أشار العلماء إلى أزمة المناخ باعتبارها السبب المحتمل في ارتفاع درجة الحرارة وتغير أنماط الطقس.

وكتب دانيال سواين عالم الأرصاد الجوية في جامعة كاليفورنيا على توتير أنه من الصعب تصديق حدوث هذه الحرائق في

ديسمبر.

أضاف "لكن خذ بعين الاعتبار خريفا حارا وجافا بشكل قياسي، ومعدل ثلوج هذا الموسم يبلغ حتى الآن إنشا واحدا فقط، وأضف رياحا شديدة بسرعة 100 ميل في الساعة، النتيجة حرائق سريعة وخطيرة للغاية".

وبعد معاينة تشانج لحجم الضرر الذي أصاب منزلهم، عاد إلى الطريق الرئيسي حيث تمنع الشرطة العربات من الدخول، وانضم إلى عائلته- ابنته وزوجته- وكانت الأخيرة في حالة لا تسمح لها بالكلام، ولكن الابنة لورا، ٢٠ عامًا، قالت:"من الصعب التخلي عن الأشياء، ولكن الأمور تتحسن، هنا الكثير من الأشخاص الذين مروا بحوادث مماثلة".