المنسيون: حكاية أفغاني تطارده طالبان وتخلى عنه البريطانيون
كتبت- هدى الشيمي:
في سبتمبر الماضي، ذهبت زوجة آصف إلى منزل أحد أقاربه مع فرد آخر من عائلته لجمع بعض متعلقاتهم، وكانت حامل في شهرها الثالث بطفلهما الأول، وقرروا الذهاب في منتصف الليل حتى لا يراهم أحد ويتعرف عليهم.
ولكن، يقول آصف- لصحيفة الجارديان البريطانية- إن أحد ما رآهم وأبلغ عنهم، لأنه في الصباح الباكر وجدوا مقاتلي طالبان أمام منزلهم، وبدأوا في إطلاق النار.
كانت الزوجة نائمة، وعندما خرجت لترى ما يحدث، أطلق عليها مقاتل بالحركة الإرهابية النار في رأسها، وبعد ثلاثة أيام توفيت في المستشفى.
وبعد وفاتها، احتجزوا أفراد العائلة لبضعة أيام، وأخبروهم بأنهم لن يطلقوا سراحهم حتى يطلعوهم على مكان آصف.
عمل آصف، اسم مُستعار، مع منظمة الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية الأخرى بما في ذلك وزارة التنمية الدولية لأكثر من ١٤ عامًا. يقول للجارديان عندما كنت أقوم بدور بارزًا في منظمة أدم سميث إنترناشيونال، كنت تقريبًا الأفغاني الوحيد الذي يحضر اجتماعات القيادة.
ونظرًا إلى طبيعة عمله، سافر آصف إلى جميع أنحاء المقاطعات للعمل، ما جعله شخصية رفيعة المستوى، علاوة على ذلك كان يقوم ببعض الإصلاحات المنهجية ضد الفساد.
يتذكر آصف أنه كان هناك ملا لطالبان في المكان الذي يعيش فيه يتصل به ويطلب منه نقودًا ورصيدًا لهواتف المقاتلين. يقول:"اعتاد أن يناديني (باشا أنغريز) أي ابن البريطانيين، وعندما رفضت، اتصل بي ١٠ أو ٢٠ مرة، ولكني تجاهلت كل مكالماته".
لم يعتقد آصف كالعديد من الأفغان أن تتولى طالبان زمام الأمور، ولم يعتقد أنه عليه تقديم أي شيء لهم.
حتى بعد استيلاء طالبان على السلطة، كان آصف واثقًا تمامً بأنه لن يكون في خطر، يقول :"لم أكن فاسدً، ولم أفعل أي شيئا خاطئا".
ولكن، في وقت مبكر من شهر أغسطس، علم آصف أن الملا طلب من المواطنين إيجاده بأي ثمن، لذلك ترك منزله، وتواصل مع المسؤولين في عمله السابق، أخبرهم أن هؤلاء الأشخاص يريدون قتله، فأرسلوا له رابط سياسة المساعدة وإعادة التوطين في حكومة المملكة المتحدة.
تقدم آصف بطلب في نفس اليوم، وبعد بضعة أيام تلقي بريدًا الكترونيا يسأل عن الأشخاص الذين يعولهم، فأجابهم على الفور ولكنه لم يتلقى أي مكالمات أو ردود، وفي 27 أغسطس انتهى الإخلاء.
خلال تلك الأيام العشرة، انتقل آصف من منزله أربع مرات، وعندما تأكد من صعوبة الرحيل جوًا من أفغانستان قرر تركها بأي ثمن وبأي طريقة.
وصل آصف إلى مقاطعة قندهار حيث حفر المهربون حفرة تحت السياج الحدودي مع باكستان، ،اضطروا إلى العبور والسير لحوالي ٤ ساعات حفاة القدمين، حتى لا تصدر أحذيتهم أي صوت.
بعد ذلك، ذهبت زوجته إلى المنزل للإتيان ببعض متعلقاتها، أرادت الانضمام إليه وقدمت طلبًا للحصول على تأشيرة. يقول آصف:"كان زواج حب، لم نعتقد أبدًا أنهم سيهاجمونها، أجريت لها عمليتان جراحيتان ولكنها توفيت في وقت لاحق من الشهر".
لا يستطيع آصف العودة، يقول للجارديان:"يخبرني عائلتي واصدقائي أن طالبان سيقتلوني فورًا إذا عثروا علي. ولكن هنا ليس لدي وثائق رسمية، لا أستطيع الذهاب إلى أي مكان أو استئجار غرفة".
دفعت الظروف الحالية آصف إلى البقاء رفقة أصدقائه، وعندما لا يجد مكان للمبيت، يذهب ويقضي ليلته في المسجد.
يقول:"لا تقبلنا الحكومة البريطانية، ولا أستطيع العودة إلى أفغانستان، إذا ماذا نفعل؟ هل أخطأنا عندما تعاونا مع بريطانيا؟".
فيديو قد يعجبك: