إعلان

بملعقة ونفق تحت المرحاض.. كيف هرب 6 أسرى فلسطينيين من سجن إسرائيلي؟ (صور وفيديو)

02:10 م الإثنين 06 سبتمبر 2021

كتبت – إيمان محمود

في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي على موعد مع صفعة لم يتوقعها في سجن جلبوع –أحد أشد السجون حراسة في إسرائيل- بعد هروب 6 أسر فلسطينيين بطريقة أفلام هوليوود.

وبحسب وسائل الإعلام إسرائيلية التي ضجت بالحديث عن تفاصيل عملية الهروب، فإن الأسرى الست حفروا نفقًا من داخل سجن جلبوع إلى خارجه في منطقة بيسان، شمالي إسرائيل.

وبحسب القناة 12 العبرية، وصف مسؤول كبير في الشرطة حادثة هروب الأسرى من سجن جلبوع بأنه "أحد أخطر الحوادث الأمنية التي شهدتها إسرائيل".

وبحسب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان الفلسطينية، فإن سجن جلبوع "أُنشأ بإشراف خبراء إيرلنديين وافتتح عام 2004، ويوصف بأنه السجن الأشد حراسة في إسرائيل، ويحتجز فيه فلسطينيون تعتقد إسرائيل أنهم نفذوا عمليات داخل أراضي عام 1948.

تفاصيل الهروب

قال موقع والا العبري، إن حادث هروب الأسرى الفلسطينيين بدأ حوالي الساعة 3:25 صباحًا. وأضاف: "بعد حوالي نصف ساعة انكشف الأمر وبدأت المروحيات والطائرات المسيرة في إجراء عمليات التمشيط حول الموقع".

وأشار إلى أنه في الوقت نفسه طُلب من المستوطنين المساعدة في عمليات البحث داخل المستوطنات.

ووفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" فإن الشرطة تحقق في إمكانية أن يكون الفارون قد تمكنوا من الهرب إلى جنين أو الأردن.

وذكرت الصحيفة أن الفارين الستة "كانوا يتشاركون نفس الزنزانة، وأنهم استخدموا ملعقة صدئة أخفوها خلف ملصق وحفروا نفقًا تحت حمام الزنزانة".

كما قال موقع "قناة 12 العبرية" أن حفر النفق استغرق عدة سنوات، وأنه كانت تنتظر الأسرى 6 سيارات للهروب، لنقلهم مباشرةً إلى الضفة الغربية.

وأنه "تم حفر النفق أسفل المرحاض، وتمكنوا من الخروج عبر بئر الصرف الصحي للسجن".

وأشار الموقع إلى أن أول من اكتشف عملية الهروب هم مزارعون يعملون في المنطقة، وظنوا أنهم لصوص قبل أن يهربوا.

من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي عومر بارليف إن عملية الهروب كانت مخططة بشكل دقيق للغاية وبالتالي كان من المحتمل أن تكون هناك مساعدة خارجية ".

وأضاف وفقا للمواقع العبرية: " نحن نحقق في الوقت الحالي".

بحث ومخاوف مُحتملة

وذكرت قناة "كان" العبرية، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تواصل البحث عن الأسرى الفلسطينيين.

وأشارت القناة إلى أن مروحيات وطائرات مُسيّرة تُشارك في البحث عن الأسرى الهاربين، ونصبت الشرطة الإسرائيلية حواجز على الطرقات الرئيسية وفي التجمعات السكانية المحاذية لسجن جلبوع، وتستعين بوحدة الكلاب البوليسية في عملية البحث.

وقالت القناة إلى أجهزة الأمن الإسرائيلية تخشى أن يكون الأسرى الهاربون قد تمكنوا من الوصول إلى مدينة جنين.

وبحسب القناة، يبدو أن الأسرى تمكنوا من خلال النفق الهروب إلى الحقول الزراعية بالقرب من السجن.

إجراءات أمنية

وفي أعقاب هروب الأسرى، سارع الاحتلال الإسرائيلي بالقيام بعدد من الإجراءات الأمنية لتفادي هرب سجناء آخرين.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه سيتم نقل نحو 400 سجين في سجن جلبوع إلى كافة سجون إسرائيل خلال الساعات المقبلة.

وأضافت أن ذلك يأتي "خوفًا من أن يكون هناك أنفاق إضافية في منطقة السجن".

ونوهت إلى أن وحدة الهندسة التابعة للجيش ستُجري خلال الساعات والأيام المقبلة تفتيشًا كاملًا لسجن جلبوع بعد إخلائه.

وأشارت الإذاعة إلى أنه تم استدعاء قوات من الجيش إلى منطقة سجن جلبوع لمساعدة الشرطة والشاباك ومصلحة السجون في جهود البحث عن الأسرى الفارين.

مَن هم الأسرى الفارين؟

وفقًا لوسائل الإعلام العبرية ونادي الأسير الفلسطيني فالأسرى الست هم:

- محمود عبد الله عارضة، 46 عامًا، من عرابة/جنين، وهو معتقل منذ عام 1996، ومحكوم عليه بالسجن مؤبد.

- محمد قاسم عارضه، 39 عامًا، من عرابة، معتقل منذ عام 2002، ومحكوم عليه بالسجن مؤبد.

- يعقوب محمود قادري، 49 عامًا، من بير الباشا، معتقل منذ عام 2003، ومحكوم عليه بالسجن مؤبد.

- أيهم نايف كممجي، 35 عامًا، من كفر دان، معتقل منذ عام 2006، ومحكوم عليه بالسجن مؤبد.

- زكريا زبيدي، 46 عامًا، من مخيم جنين، معتقل منذ عام 2019.

- مناضل يعقوب انفيعات، 26 عامًا، من يعبد، معتقل منذ عام 2019.

فرحة "نفق الحرية"

تلقى الفلسطينيون نبأ هروب الأسرى بفرحة عارمة، فما أن سمعوا الأنباء حتى خرجوا إلى الشوارع مُحتفلين.

وأظهرت مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الفلسطينية، مواطنين فلسطينيين يوزعون الحلوى على المارة في الشوارع، وسط تكبيرات ولافتات تحمل كلمات "نفق الحرية".

كما فعّل النشطاء عبر "تويتر" هاشتاج "#نفق_الحرية" مُشبيهين من خلال مئات التغريدات طريقة هروب الأسرى بتفاصيل هروب أبطال مسلسل "Prison Break" وفيلم "shawshank redemption" والتي تتشابه تفاصيل الهروب فيهما بهروب الأسرى.

من جانبها اعتبرت الفصائل الفلسطينية، هروب الأسرى "انتصارًا كبيرًا للفلسطينيين وهزيمة للعدو".

واعتبر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، فوزي برهوم تمكن الأسرى الفلسطينيين من الهرب رغم كل الإجراءات والتعقيدات الأمنية "عمل بطولي شجاع، وانتصار لإرادة وعزيمة أسرانا الأبطال، وتحدٍ حقيقي للمنظومة الأمنية الصهيونية التي يتباهى الاحتلال بأنها الأفضل في العالم".

وقال إن "هذا الانتصار الكبير يثبت مجددا أن إرادة وعزيمة أسرانا البواسل في سجون العدو لا يمكن أن تقهر أو تهزم مهما كانت التحديات، وإن العدو الصهيوني لم ولن ينتصر أبداً مهما امتلك من الإمكانات وأسباب القوة، وإن الصراع مع المحتل من أجل الحرية متواصل وممتد داخل السجون وخارجها لانتزاع هذا الحق".

فيما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن "تمكن ستة من الأسرى الأبطال من تحرير أنفسهم يثبت من جديد أن كل إجراءات العدو الصهيوني لن تتمكن من النيل من عزيمة وإرادة الأسرى وصمودهم ومن دورهم النضالي حيث يتواجدوا".

وأضافت: "كل سياسات دولة الكيان لن تفلح في ثني شعبنا عن ممارسة حقه الطبيعي في مُقاومة الاحتلال بشتى الأساليب والطرق التي يبتكرها على الدوام".

كما صدر بيان عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أعلنت من خلاله انتماء خمسة أسرى من الهاربين لها، قائلة: "يستيقظ قادة العدو اليوم على وقع هزيمة مدوية، هي ذاتها نصر كبير لشعبنا الفلسطيني ولكل أحرار العالم، وعلى وقع ضربة أمنية جديدة ومعقدة، تمثلت في انتزاع ستة أسرى حريتهم من سجن جلبوع شديد التحصينات، خمسة منهم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، بعد أن وفقهم الله في حفر نفق تحت أنف السجانين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان