إعلان

التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ورسائل إيران المُبطنة

10:43 ص السبت 07 أغسطس 2021

مجلس الأمن الدولي

القاهرة- (د ب أ):

قبل ساعات من جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي لبحث الهجمات الأخيرة على ناقلات في مياه الخليج، التي توجه الولايات المتحدة ودول غربية أصابع الاتهام فيها إلى إيران، اشتعلت الحدود اللبنانية الإسرائيلية بصورة مفاجئة؛ فأطلق حزب الله اللبناني 19 قذيفة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، التي ردت بدورها بقصف مدفعي وسط تحليق مكثف لطيرانها في أجواء الجنوب اللبناني. وأعلن الجيش الإسرائيلي تصدي منظومة القبة الحديدية لمعظم الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان، إلا أن التطورات التي تسارعت بشكل دراماتيكي أثارت قلق قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، التي حذرت من أن الوضع خطير جدا، وحثت جميع الأطراف على الامتناع عن التصعيد.

الغائب الحاضر

ويرى مراقبون أن إيران كانت الغائب الحاضر في المشهد، من خلال حزب الله، ذراعها النافذة في لبنان، وأنها أرادت أن توجه رسالة مبطنة لمن سيجتمعون في مجلس الأمن، مفادها بأن: (أي تصعيد ضد طهران سيقابل بإشعال فتيل التوتر والصراعات على أكثر من جبهة وفي آن واحد). فإيران تنفي أي صلة لها بالهجوم على ناقلة نفط تديرها شركة إسرائيلية في بحر العرب أواخر الشهر الماضي وتؤكد أنها لن تتردد في الدفاع عن مصالحها، بعد دعوة تل أبيب إلى تحرك دولي ضدها ردا على الهجوم.

ويرى محللون أن إيران، التي تتمتع بنفوذ من خلال الجماعات الموالية لها في مناطق متفرقة بالمنطقة لا سيما في سوريا والعراق، ربما تكثف عملها عبر الجبهة اللبنانية في سجالها مع الولايات المتحدة ودول أوروبية ، معتبرين أن لبنان ربما يكون أكثر تأثيرا نظرا لارتباطه بحدود مشتركة مع إسرائيل في وقت يمثل فيه حزب الله وسلاحه الرقم الأبرز في المعادلة السياسية اللبنانية.وربما اتضحت معالم التركيز الإيراني على هذه الجبهة من خلال عمليات إطلاق الصواريخ التي تصاعدت وتيرتها مؤخرا ، حيث تم إطلاق عدة صواريخ باتجاه إسرائيل من جنوب لبنان على مدار السنوات الخمس عشرة منذ حرب عام 2006 ، لكن ست حوادث إطلاق صواريخ وقعت في الأشهر الثلاثة الماضية وحدها.

تهديد خارج التوقعات

ووصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية التهديد الإيراني في الخليج بأنه بات خارج إطار التوقعات، وأضافت أن "الهدف الإيراني يتمثل في أن يستمر تسليح الميليشيات، وأن تكون مستعدة للاستمرار في دعم أنشطتها وجاهزة لتنفيذ العمليات، أو أن يتم استخدامها كعنصر ضغط أو وسيلة لتحقيق الأهداف الإقليمية الإيرانية".ورأت الصحيفة أن الأمر الواضح من تلك التطورات هو أن هدف إيران يتمثل في "نشر الفوضى عبر سلوكيات لا يمكن توقعها"، وأن "هذه السياسات لا تنطبق فقط على الخليج، ولكن على الشرق الأوسط بشكل أوسع نطاقا".

ومع تسلم الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي مهام منصبه رسميا، تزداد الضغوط التي تواجه النخبة الحاكمة في إيران ليس على الصعيد الخارجي فحسب ولكن داخليا أيضا، وهو ما يجعلها تسعى لنقل أي مواجهة محتملة مع الغرب إلى خارج حدودها خشية أن تمنى بأي هزيمة ربما تقوي شوكة معارضي النظام وتكون بمثابة نقطة تحول جذرية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

فالاحتجاجات الشعبية، والتي كان أخرها بسبب شح المياه في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران والتي امتدت لمدن وسقط خلالها قتلى وجرحى واعتقل المئات على يد السلطات ، تتصاعد في وقت أعلنت فيه 13 منظمة سياسية إيرانية في بيان مشترك عن دعمها لـ"رغبة الشعب في إسقاط النظام".وقالت: "إننا مصممون على الارتقاء بهذا التعاون إلى مستوى التنسيق المنظم في أسرع وقت ممكن"، لافتة إلى أنها بالإضافة إلى معارضة النظام، فإنها تؤمن بـ"الديمقراطية والعلمانية، وسلامة أراضي إيران، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، بحسب موقع "إيران إنترناشونال".

ويؤكد مراقبون أن التصعيد على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية ورسائل إيران ستفرض نفسها على اجتماع آخر لمجلس الأمن مقرر له الاثنين المقبل ، لا سيما وأن مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي لا تزال تراوح مكانها هي الأخرى. وفي الإطار ذاته تكتسب الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرئيلي نفتالي بينيت لواشنطن ولقاؤه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أهمية خاصة.

وكتب رئيس معهد السياسات والاستراتيجية في مركز "هرتزيليا"، عاموس جلعاد، مقالا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" حول تلك الزيارة قال فيه إنه "ليس من المبالغة أبدا القول إن هذه الزيارة هي إحدى أهم الزيارات بالنسبة لإسرائيل بسبب قضايا ماثلة للحسم" وبطبيعة الحال يأتي "التهديد الإيراني" في مقدمتها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان