إعلان

سلطات جنوب السودان تشدد التدابير الأمنية وتحذّر من التظاهر

02:25 م الإثنين 30 أغسطس 2021

رئيس جنوب السودان سلفا كير في مؤتمر صحافي في جوبا

جوبا- (أ ف ب):

سيّرت قوات الأمن في جنوب السودان الإثنين دوريات في العاصمة جوبا حيث أغلق العديد من المتاجر أبوابها فيما حذّرت السلطات من حملة أمنية مشددة ستستهدف أي شخص يقرر المشاركة في تظاهرة مرتقبة ضد الحكومة.

ويعاني أحدث بلد في العالم من انعدام مزمن للاستقرار منذ استقلاله في 2011، بينما دفع الاستياء الشعبي المتزايد ائتلاف مجموعات من المجتمع المدني إلى دعوة قادة البلاد إلى الاستقالة، مؤكدأ أنه "طفح الكيل".

كان من المقرر أن تنظّم التظاهرات تزامنا مع افتتاح الرئيس سلفا كير أعمال البرلمان الوطني الجديد، وهو شرط أساسي في اتفاق 2018 للسلام الذي وضع حدا للحرب الأهلية الطاحنة التي عاشها جنوب السودان وأسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص.

وتبنت الحكومة نهجا متشددا حيال "الائتلاف الشعبي للعمل المدني" ودعواته إلى انتفاضة شعبية سلمية. وقد أوقفت ثمانية ناشطين على الأقل واعتقلت ثلاثة صحافيين الشهر الجاري لارتباطهم بالتظاهرات، وفق مجموعات حقوقية.

ورغم أن منظمّي الاحتجاجات حضّوا السكان على الخروج بأعداد كبيرة، ساد الهدوء الاثنين في جوبا حيث قال سكان لفرانس برس إنهم يشعرون بالقلق من مغادرة منازلهم.

وقالت بائعة أغذية متجولة تدعى إميلدا سوسو لفرانس برس "سمعنا أنه لا عمل اليوم ونخشى كذلك" ما قد يحصل خلال النهار.

بدوره، صرّح تاجر يعمل على نطاق ضيّق ويدعى جيمي باندو لفرانس برس "سأتوجه إلى السوق عندما أرى الوضع طبيعي لكن المحافظة على الحياة أولوية في الوقت الحالي. نعم أشعر بالخوف لذلك علي أن أتوخى الحذر".

وجابت شوارع جوبا التي تكون مكتظة عادة مركبات على متنها عناصر من قوى الأمن الوطني، وسط حضور كثيف للشرطة وتراجع في مستوى حركة السير.

"الحكومة مسيطرة بالكامل"

وصفت السلطات التظاهرة بأنها "غير قانونية" وحذرت من تدابير مشددة بحق أي شخص يتحدى الحظر.

وأكد وزير الإعلام مايكل ماكوي لفرانس برس من أن "الحكومة تفرض سيطرتها بالكامل (...)ولذا على الجميع استئناف مهامهم المعتادة (...) من دون أي خوف".

ونفى معلومات تحدّثت عن توقف خدمة الإنترنت بعدما أشار مستخدمون إلى صعوبات في الوصول إلى أكبر شبكتين في البلاد "زين" و"إم تي إن"، مشيرا إلى أن الصعوبات ناجمة عن مشكلات تقنية.

من جهتها، طلبت السفارة الأمريكية في جوبا من رعاياها تجنّب المناطق التي قد يتجمّع فيها المتظاهرون، داعية إلى "توخي الحذر".

ووصف "الائتلاف الشعبي للعمل المدني" الذي يضم مجموعة واسعة من الناشطين والأكاديميين والمحامين والمسؤولين الحكوميين السابقين، النظام الحالي بأنه "منظومة سياسية مفلسة باتت خطيرة للغاية وعرّضت شعبنا لمعاناة كبيرة".

ولا تزال هدنة تعود إلى 2018 واتفاق لتقاسم السلطة بين الخصمين السابقين كير ونائبه رياك مشار صامدة بالمجمل لكنها تخضع لاختبار صعب، في وقت ينخرط السياسيان في سجالات بشأن السلطة وتعهّدات بالسلام لم يتم الإيفاء بها.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: