قائد عسكري أفغاني يحذّر: تقدم طالبان "تهديد للأمن العالمي"
كابول- (بي بي سي):
حذر جنرال أفغاني من عواقب "وخيمة" على الأمن العالمي إذا انتصرت طالبان في معركتها ضد القوات الحكومية.
يقود اللواء سامي سادات المعركة ضد طالبان في ولاية هلمند الجنوبية، حيث اندلع قتال عنيف في عاصمتها لشكر غاه، وقال لبي بي سي إن القوات الحكومية تخسر الأراضي، ولكنه يعتقد أن طالبان لن تتمكن من الاحتفاظ بها.
لكنه أشار إلى أن طالبان تتلقى تعزيزات ومساندة من "مجموعات إسلامية أخرى، ما يجعل الخطر أكبر من نطاق أفغانستان". وأضاف: "ذلك سيعزز أمل بعض المجموعات المتطرفة الصغيرة للتحرك في مدن أمريكية وأوروبية، ما قد يهدد الأمن العالمي".
وقال اللواء سامي سادات لبي بي سي: "هذه ليست حرب أفغانستان، إنها معركة بين الحرية والاستبداد".
وتخوض القوات الأفغانية معارك لمنع سقوط أول مدينة رئيسية في أيدي طالبان بعد هجمات شنها المتمرّدون على مدن عدّة، في تصعيد كبير حمّل الرئيس أشرف غني واشنطن المسؤولية عنه.
وتتعرض مدينة لشكر غاه، عاصمة إقليم هلمند الجنوبي لهجوم عنيف من مقاتلي الحركة على الرغم من استمرار الضربات الجوية الأمريكية والأفغانية. وذكرت الأنباء أن حركة طالبان قد استولت على محطة تلفزيونية محلية فيما لجأ آلاف الأشخاص الذين فروا من المناطق الريفية إلى المدينة. وقال طبيب لبي بي سي من المدينة أن "هناك قتال في كل مكان".
ونشرت التعزيزات العسكرية لمواجهة تقدم طالبان التي حققت تقدماً سريعاً في الأشهر الأخيرة مع انسحاب القوات الأمريكية بعد 20 عاماً من العمليات العسكرية في البلاد.
وهاجم عناصر طالبان عواصم ثلاث ولايات على الأقل هي لشكر غاه وقندهار وهيرات، بعد نهاية أسبوع شهدت مواجهات عنيفة نزح على إثرها آلاف المدنيين في ظل تقدّم المسلحين، فيما تحدثّت منظمة أطباء بلا حدود عن عدد كبير من المصابين بجروح "خطرة".
وكان إقليم هلمند محور الحملة العسكرية الأمريكية والبريطانية لسنوات، وستكون مكاسب طالبان هناك بمثابة ضربة للحكومة الأفغانية. إذا سقطت المدينة فستكون أول عاصمة إقليمية تسيطر عليها الحركة منذ عام 2016.
فصل جديد في المواجهة
من شأن سيطرة طالبان على أيّ مدن كبرى، أن يفتح فصلاً جديداً في المواجهة ويثير مخاوف حيال إمكانات الجيش الأفغاني.
وقال الخبير في الشأن الأفغاني المقيم في أستراليا نيشانك موتواني لوكالة فرانس برس "إذا سقطت المدن الأفغانية سيُنظر إلى قرار الولايات المتحدة الانسحاب من أفغانستان على أنه من بين الأخطاء الاستراتيجية الأبرز في السياسة الخارجية الأميركية".
يذكر أن طالبان انتزعت في الماضي مدناً عدّة، لكنها فشلت في إبقاء سيطرتها عليها لفترة طويلة. وأعلنت وزارة الإعلام الأفغانية الإثنين أن 11 شبكة إذاعية وأربع شبكات تلفزيونية في ولاية هلمند توقفت عن البث بسبب ما وصفته بـ "هجمات وتهديدات" طالبان.
وتواصلت محاولات المسلحين للسيطرة على قندهار، ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، بعد ضربات صاروخية استهدفت مطارها يوم الأحد.
سيكون الاستيلاء على قندهار انتصاراً رمزياً كبيراً لطالبان مما يمنحهم السيطرة على جنوب البلاد.في هيرات المدينة الثالثة التي تتعرض للهجوم، استعادت القوات الحكومية بعض المناطق بعد هجوم على مجمع للأمم المتحدة يوم الجمعة.
وانشترت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر سكاناً في الشوارع وعلى أسطح منازل هيرات وهم يهتفون "الله أكبر" دعماً للقوات الحكومية.
وبينما تكافح القوات الحكومية لاحتواء تقدم طالبان ألقى الرئيس الأفغاني أشرف غني باللوم على الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية في تصاعد القتال. وقال أمام البرلمان: "سبب وضعنا الحالي هو أن القرار اتخذ بشكل مفاجئ".
وقال غني إنه حذر واشنطن من أن الانسحاب سيكون له "عواقب". وعلى الرغم من مغادرة جميع قواتها العسكرية تقريباً، واصلت الولايات المتحدة هجومها الجوي لدعم القوات الحكومية. وتواصلت الضربات التي تستهدف لشكر غاه في وقت متأخر يوم الاثنين. واتهمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حركة طالبان بارتكاب جرائم حرب محتملة من خلال "ذبح المدنيين" في بلدة تم الاستيلاء عليها بالقرب من الحدود الباكستانية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إنه اطلع على تقارير عن فظائع "مقلقة للغاية وغير مقبولة على الإطلاق" تقترفها طالبان.
فيديو قد يعجبك: