إعلان

صمد أمام بريطانيا والسوفييت.. إقليم بانشير آخر معاقل المقاومة ضد طالبان

10:38 م الأربعاء 25 أغسطس 2021

يحظى أحمد مسعود بشعبية قوبة بين أبناء إقليم بانشير

كتب - محمد صفوت:
على بعد 150 كيلومتر شمال شرق العاصمة كابول، استعصى وادي بانشير على طالبان، رغم زحف الحركة السلس في شتى أنحاء أفغانستان، إلا أنها وقفت على أبواب بانشير دون إحراز أي تقدم.

شكلت بانشير معقلاً قديمًا مناهضًا لطالبان عقب فترة حكمها لأفغانستان قبل الغزو الأمريكي، كما ناضل الوادي ضد الامبراطورية البريطانية، والسوفييت.

يُعد الوادي حصنًا منيعًا إذ قاوم البريطانيون والسوفيت وطالبان، ويوجد به أنفاقًا التي شكلت ملاذًا آمنًا وحصنًا منيعًا ضد الأسلحة الجوية.

مؤخرًا لجأ نائب الرئيس الأفغاني أمر الله صالح، إلى الإقليم رفقة أحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود، الذي دعا للانتفاضة ومقاومة طالبان، حال فشل الاتفاق مع الحركة لتقاسم السلطة.

ويضم الإقليم حاليًّا المقاتلون المناهضون لطالبان وميليشيات محلية إضافة إلى عناصر سابقين في قوات الأمن الأفغانية وصلوا إلى الوادي عندما سقطت باقي مناطق أفغانستان.

قصته يتباهى بها الأفغان

الإقليم الذي يسكنه نحو 173 ألف أفغاني من بلد تعداده 38.04 مليون نسمة، غالبية سكانه من عرقية الطاجيك، وله قصة يتباهى بها الأفغان.

تحكي الرواية الأفغانية أن اسم الإقليم يعني باللغة الفارسية "الخمس أسود" وسمي بهذا الاسم بعد قصة تعود إلى القرن العاشر، حيث تمكن 5 إخوة من وضع سد أمام مياه الفيضانات المتدفقة إلى الوادي في عهد السلطان محمود غزنة، فأطلق على الإخوة الخمسة لقب "الأسود الخمسة".

كما يطلق سكانه على أحمد شاه مسعود، الذي اغتيل في 2001 على يد تنظيم "القاعدة" لقب "أسد بانشير" وهو الزعيم الأشهر للمقاومة الأفغانية ضد السوفييت.

ووصف مارك غاليوتي، وهو بروفيسور وخبير في الشأن الروسي، في كتابه عن دفاع شاه مسعود عن هذه المنطقة الاستراتيجية بعبارة "الأسد يروض الدب في أفغانستان".

معقل جديد للنضال ضد طالبان

عقب سقوط البلاد على أيدي طالبان، خلال الفترة الماضية، أعلن أحمد مسعود المقاومة من بانشير ودعا في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" إلى دعمها دوليًّا بما في ذلك الأسلحة وذخيرة من الولايات المتحدة.

"الاستسلام ليس وارد بالنسبة لي ولقادتي، ولا مجال لوقف القتال، مقاومتنا في بانشير بدأت للتو" بتلك الكلمات رد نجل أحمد شاه مسعود، على الشائعات بانسحاب واستسلام قوات الإقليم أمام حركة طالبان.

لم يستبعد مسعود، إجراء مفاوضات مع طالبان، حول تقاسم السلطة في البلاد، لكنه أشار في نفس الوقت إلى أن مؤيديه يتدفقون إلى الإقليم في حال شنت معارك مع الحركة التي تسيطر على أفغانستان حاليًّا.

شكل مسعود "جبهة المقاومة الوطنية" التي ستقود القتال حال شنت معارك مع طالبان، وقال في تصريحاته إن مؤيديه من الميليشيات والقوات الخاصة يتدفقون إلى الإقليم.

وأعلنت الجبهة، وفقًا لـ"بي بي سي" الثلاثاء، أن مقاتليها جاهزون للمعارك وأن لديها أكثر من 6 آلاف مقاتل.

وكانت طالبان، أعلنت الأحد الماضي، في تغريدة على حسابها على تويتر: "مئات من مجاهدي الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بانشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي".

منذ الأحد الماضي، أعلنت طالبان، سيطرتها على 3 مناطق على الأقل في محيط بانشير، الأمر الذي حذر من أمر الله صالح، خوفًا من حدوث كارثة إنسانية بسبب منع دخول الغذاء والبنزين إلى الإقليم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان