إعلان

هل سينجح وزير الخارجية الإيراني الجديد في إنقاذ الاتفاق النووي؟

11:22 ص الجمعة 13 أغسطس 2021

الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي

واشنطن - (د ب أ):

جرى تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، وهو محافظ بشدة من مريدي المرشد الأعلى الإيراني، في 3 أغسطس الجاري. وقد اختار رئيسي الآن أعضاء حكومته، ومن بينهم خليفة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي خسر ثقة النظام بعد فشله في إحياء الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

وقال المحلل الإيراني محمد جواد موسوي زاده في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية إن وسائل الإعلام الإيرانية تكهنت لعدة أسابيع بشأن هوية وزير الخارجية الجديد، حيث طرحت أسماء شخصيات مثل مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية للشؤون الدولية علي باقري كاني، والمساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والمبعوث الخاص السابق لبحر قزوين مهدي سفاري. ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي حسيني طاش.

وفي يونيو، عين رئيسي كاني، الذي ينحدر من عائلة تتمتع بالنفوذ، وشقيقه هو صهر المرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي مسؤولا عن تنسيق عملية الانتقال داخل وزارة الخارجية الإيرانية. وبعد ذلك، ظهر كاني، وهو دبلوماسي محافظ خدم كمفاوض بارز في المحادثات بين إيران والغرب في إدارة الرئيس الأسبق محمد أحمدي نجاد، بجانب ظريف في لقاءات دبلوماسية مثل اجتماع رئيسي مع وزير الخارجية الهندي في طهران في 7 يوليو الماضي .

واعتبرت وسائل إعلام إيرانية أن كاني هو المرشح الأوفر حظا لقيادة وزارة الخارجية في إدارة رئيسي. ونظرا لأنه منتقد قوي للاتفاق النووي الإيراني، كان اختيار كاني سعيد سيوجه رسالة واضحة للغرب بأن الإدارة الجديدة سوف تستأنف المفاوضات بنهج مختلف.

ومع ذلك، ظهر عبد اللهيان بدلا من كاني في لقاءات دبلوماسية، مثل قمة رئيسي مع وزير الخارجية البوسني. وكذلك جلس عبد اللهيان في الصف الأول في مراسم تنصيب الرئيس. وقد أكدت وكالات الأنباء الإيرانية أن عبد اللهيان هو اختيار رئيسي المؤكد لمنصب وزير الخارجية.

وكان عبد اللهيان /57 عاما/ يشغل منصب نائب وزير الخاجية السابق للشؤون العربية والإفريقية من عام 2010 وحتى عام 2015. ويشغل حاليا منصب المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني. وعلى عكس كاني، الذي لا يتحدث أي لغة أجنبية بطلاقة، فإن عبد اللهيان يتحدث الإنجليزية والعربية بطلاقة.

ويقول موسوي زاده إن عبد اللهيان يحظى بدعم المحافظين في إيران وكذلك فيلق الحرس الثوري الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، كان عضوا في فريق التفاوض الإيراني الذي توصل إلى اتفاق تعاون لمدة 25 عاما مع الصين. وفي عام 2015، عندما أقال ظريف عبد اللهيان من منصبه في وزارة الخارجية، انتقدت وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري ظريف بسبب هذا القرار وذكرت أنه تمت إقالة الدبلوماسي الثوري بطلب من بعض الدول الأجنبية لأنه يؤيد محور المقاومة الإيراني في الشرق الأوسط.

وفي رد على سؤال بشأن العلاقات الإيرانية الأمريكية خلال رئاسة رئيسي، قال عبد اللهيان لشبكة "سي ان ان" في حزيران/يونيو إن "الولايات المتحدة دائما ما تضيع الفرص، وهذا يعتمد بدرجة أكبر على سلوك الجانب الأمريكي، خاصة في اتخاذ قرار بشأن طبيعة العلاقات مع إيران". ولم يهاجم بشكل واضح الاتفاق النووي الإيراني والعلاقات مع الولايات المتحدة كبادرة ودية.

وكتب عبد اللهيان على موقع تويتر، قبل ثلاثة أعوام، "إجراء محادثات مع الولايات المتحدة لم يكن أبدا محظورا. لقد تفاوض الجانبان عشرات المرات من خلال وزيري الخارجية بشأن البرنامج النووي وعقدا ثلاث جولات من المحادثات في بغداد حضرتها أيضا. المشكلة هي التنمر والجرائم الكبرى، وأخطاء أمريكا المتكررة. التوقيت المناسب والسلطة هما ركيزتا أي مفاوضات دبلوماسية".

وقال موسوي زاده إنه من الواضح أن اختيار رئيسي لعبد اللهيان سيكون له دور كبير في المفاوضات القادمة الحساسة مع الغرب لتخفيف العقوبات الشديدة التي قيدت الاقتصاد الإيراني، والتي جعلها رئيسي قضية مركزية على جدول أعماله.

وقال رئيسي في مراسم توليه السلطة "يجب رفع العقوبات المفروضة على شعب إيران، ونحن ندعم أي خطة دبلوماسية لتحقيق ذلك".

واعتبر موسوي زاده أن عبد اللهيان، الذي يشغل منصب المساعد الخاص لرئيس البرلمان، لن يواجه على الأرجح أي مشكلات لكي يؤكد البرلمان تعيينه. ومع ذلك، من المؤكد أنه، في ظل إدارة رئيسي، سيكون مطيعا لأوامر المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي.

واختتم موسوي زاده تقريره قائلا إنه سيتضح بمضي الوقت ما إذا كان عبد اللهيان يستطيع سد الفجوة الدبلوماسية التي ستحدث مع رحيل ظريف. فهل يمكن أن ينجح عبد اللهيان في أن يحل محل ظريف، الدبلوماسي المخضرم القوي، الذي كان المهندس الأصلي للاتفاق النووي؟ الزمن فقط هو الذي سيكشف عن هذا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان