إعلان

بعد اتساع رقعة الحرب وصعوبة وصول المساعدات.. صحيفة: تيجراي تحاول خنق إثيوبيا

11:41 م السبت 24 يوليه 2021

ثمانية أشهر من الحرب المستمرة في تيجراي

كتب - محمد صفوت:

اتسعت رقعة القتال في شمال إثيوبيا بعد هجمات لقوات تيجراي على منطقة عفار المجاورة تمهيدًا لشن هجمات على أقاليم إثيوبية أخرى في حرب تيجراي مع القوات الإثيوبية الفيدرالية.

وفُتحت جبهة جديدة للصراع بعد ثمانية أشهر من الحرب المستمرة في تيجراي. وتقول الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إن هدفها طرد القوات من المناطق التي تقاتل إلى جانب القوات الفيدرالية الإثيوبية. وأنها تسعى للسيطرة على مناطق في عفار التي تُعد نقطة عبور للبضائع من إثيوبيا إلى الميناء البحري الكبير في الجارة جيبوتي.

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن المتحدث باسم قوات تيجراي جيتاتشو رضا، قوله إن جيش تيجراي يواصل مسيرته، مضيفًا أن الصراع ليس مع أمهرة وعفار لكنه مع آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، الذي أذن بالحرب على الإقليم وسمح بارتكاب الجرائم والفظائع بحق سكانه.

خنق الدولة الحبيسة

وتقول "فاينانشيال تايمز" إن توسع الصراع خارج حدود تيجراي يزيد من مخاوف التصعيد والحرب الطويلة، فضلاً عن الدعوات إلى الاستقلال في أقصى شمال إثيوبيا، ما يهدد بتمزق الدولة التي شهد تاريخها انقسامات عرقية كبيرة.

في أواخر يونيو الماضي، شهد الصراع تحولاً دراماتيكيًا إذ استعادت جبهة تحرير تيجراى السيطرة على عاصمة الإقليم ميكيلي وأجزاء كبيرة من تيجراي بعد أن سحبت الحكومة جنودها، ليبدأ فصل جديد من الصراع يمتد خارج الإقليم اعتبره قادة تيجراي "انتقامًا" من الداعمين للحرب في الإقليم.

فور إعلان تيجراي عن توسيع دائرة الحرب لتطول المناطق المجاورة التي ساعدت قوات آبي أحمد، بدأ الحشد على حدود الإقليم وأعلنت ٩ أقاليم إثيوبية إرسال جنودًا لدعم القوات الفيدرالية.

في عفار المجاورة، سيطرت قوات تيجراي على أجزاء منها وأجبرت المعارك أكثر من ٤٥ ألف شخص على ترك منازلهم، حسبما ذكر المتحدث الإقليمي باسم عفار أحمد كولويتا.

ودعت حكومة عفار، المدنيين إلى حمل السلاح وقال رئيس الحكومة في مقابلة بثتها وسائل إعلام محلية: "يجب على سكان عفار حماية أرضهم بأي وسيلة متاحة، سواء بالبنادق أو بالعصي أو بالحجارة".

ورد على تصريحات قوات تيجراي بأن المعارك جاءت بعد الحشد والدعم الذي قدمه الإقليم لقوات آبي أحمد ووصفهم للمعارك في عفار بأنها عمل "محدود للغاية" ضد القوات الخاصة والميليشيات المنتشرة في عفار من قبل أوروما (أكبر إقليم في إثيوبيا) بقوله إن هذا الادعاء مضلل.

وأضاف قائلاً: "يعتقد بعض الناس أنهم غزونا لأننا استضفنا قوات الأورومو، لكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة، لأنهم كانوا يعتزمون فصلنا وعزلنا عن إثيوبيا بالقوة، وحان الوقت لأن يقف كل سكان عفار في موقف واحد ضد تيجراي.

وتوضح الصحيفة أن الطريق إلى إثيوبيا عبر ميناء جيبوتي، شرق إقليم عفار، يُعد أمرً حيويًا للدولة الحبيسة، مما يثير تكهنات بأن قوات تيجراي قد تحاول خنق أديس أبابا.

وعلق جيتاتشو رضا على هذا الادعاء بقوله، إن هذا ليس هدفًا واضحًا للعملية، لكنه رفض استبعاده.

الطريق عبر عاصمة عفار سيميرا إلى تيجراي أصبح حرجًا لتوصيل المساعدات في الأسابيع الأخيرة بعد تدمير جسرين رئيسيين وأوقف القتال الأخير قوافل المساعدات الإنسانية.

بدوره ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن قافلة مساعدات من 200 شاحنة تقف على أهبة الاستعداد في سيميرا في انتظار التصريح الأمني.

آبي يدعو لإدانة دولية

في داخل الإقليم الذي ينتظر سكانه المساعدات بينما تشن قواته هجمات جديدة ردًا على الحرب التي بدأها آبي أحمد، علق آلاف اللاجئين الإريتريين وسط الصراع في تيجراي.

ويقول شهود عيان ومسؤولو الأمم المتحدة إن القوات هاجمت معسكراتهم واختطفت وقتلت بعض السكان وسرقت طعامهم وممتلكاتهم.

ويقول اللاجئون إنهم استهدفوا من الجانبين واتهموا قوات من موطنهم إريتريا، بتدمير مخيمات للاجئين وإنهم تعرضوا لهجوم من قوات تيجراي باعتبارهم كبش فداء.

وتقول الأمم المتحدة إن مخيمين من بين أربعة مخيمات للاجئين الإرتريين دمروا في بداية الصراع، بينما سيطر مقاتلو تيجراي على الاثنين المتبقيين، بعد انسحاب قوات آبي أحمد.

في ذات السياق دعا رئيس الوزراء الإثيوبي إلى إدانة دولية عاجلة للعنف من قبل قوات تيجراي ضد اللاجئين متهمًا القوات بارتكاب جرائم بحق اللاجئين، واتهم آبي، مقاتلي تيجراى بمهاجمة قافلة مساعدات الأحد وتجنيد الأطفال كمقاتلين. بينما كان يرفض الإدانة الدولية في الوقت الذي سيطرت قواته على تيجراي وارتكبت فظائع وجرائم بحق سكانه وفقًا لمنظمات أممية وجماعات إغاثة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان