الصراع في تيجراي: فرار آلاف المدنيين في ولاية عفر وسط معارك ضارية
أديس أبابا- (بي بي سي):
فرّ آلاف المدنيين من منازلهم، في ولاية عفر شمال شرقي إثيوبيا، وسط معارك ضارية تشهدها المنطقة منذ أربعة أيام، حسبما أفادت تقارير.
وتشتبك قوات موالية لجبهة تحرير تيجراي مع القوات الموالية للجيش الفيدرالي في الولاية، بعد اتساع رقعة الصراع المتسمرّ منذ أكثر من ثمانية أشهر بين الطرفين.
وتحشد الحكومة الفدرالية القوات من ولايات مختلفة، لدعم جيشها في صد ما تقول إنه استفزازات من جانب جبهة تحرير تيجراي.
وقال شهود عيان لبي بي سي إن مدنيين تعرضوا لإصابات، لكن الجبهة تنفي استهداف مدنيين. وقال متحدث باسمها على تويتر إن الجبهة "ليست في حرب ضد شعب أو ميليشيات عفر، إنما ضد قادة إثيوبيا".
وأعلن الجيش الإثيوبي إنه دمر قوات جبهة تحرير تيجراي التي هاجمت المنطقة".
وكانت قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة تعرّضت يوم الأحد الماضي لهجوم في عفر.
ويتحدث نشطاء في الولاية عن حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية طارئة للمزارعين وغيرهم ممن أجبروا على الفرار وسط تصاعد وتيرة الصراع.
وتعدّ عفر واحدة من تسع ولايات إقليمية في إثيوبيا، وهي موطن شعب عفر، وعاصمتها سمرا. ويمثل المسلمون أكثر من 95 في المئة من تركيبة سكانها البالغ عددهم نحو 1.5 مليون، بحسب تعداد أجري عام 2005.
وتسعى القوافل الإنسانية للوصول إلى مئات آلاف الأشخاص الذين يعانون خطر المجاعة في تيجراي.
وتعرب الأمم المتحدة عن قلقها من نقص الغذاء في تيجراي منذ اندلاع الحرب، وتقول إن أكثر من خمسة ملايين شخص بحاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدات في المنطقة، ونحو 350 ألف شخص على الأقل على حافة المجاعة، ما تنفيه الحكومة الإثيوبية.
يذكر أن تيجراي شهدت مجاعة بين عامي 1983 و1985، أودت بحياة أكثر من مليون شخص وشردت أكثر من مليونين آخرين داخلياً.
واندلع قتال في نوفمبر 2020 بين قوات الحكومة الفيدرالية وقوات جبهة تحرير تيجراي، على أثر هجوم شنته الأخيرة على قاعدة محلية للجيش الإثيوبي.
وفي يونيو الماضي، أعلنت الحكومة عن وقف لإطلاق النار في الصراع المستمر منذ ثمانية أشهر، لكن مقاتلي تيجراي تعهدوا بطرد "أعدائهم" من الإقليم.
ويشتد الصراع في تيجراي وتبرز شواهد تنذر بتحوّله إلى صراع عرقي أوسع نطاقاً قد يبتلع أجزاء أخرى من إثيوبيا وما حولها في السودان وإريتريا.
فيديو قد يعجبك: