صفعة ماكرون.. ما مصير المتهمين بالاعتداء على الرئيس الفرنسي؟
كتبت – إيمان محمود:
خلال زيارة رسمية إلى مقاطعة دروم الواقعة جنوب شرقي فرنسا، تعرض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للصفع على وجهه من أحد المواطنين الفرنسيين الذين وقفوا في استقباله.
وأظهر الفيديو الذي بثته عدد من القنوات وانتشر كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ماكرون وهو يسير إلى حاجز حديدي قصير يقف وراءه عشرات الفرنسيين، ليهم بمصافحتهم، قبل أن يصفعه أحدهم وهو يصرخ "تسقط الماكرونية".
وسرعان ما تحرّك ضباط الحراسة الخاصة بالرئيس نحو الشاب الذي صفعه وألقوا القبض عليه، كما حاولوا إبعاد الرئيس الفرنسي بعيدًا عن الحشد لكنه أصرّ على البقاء واستمرار مصافحة المواطنين.
Man slaps President Macron while on regional tour of southeast France.
— Canary Mugume (@CanaryMugume) June 8, 2021
Courtesy video 🎥
pic.twitter.com/mG1BduaxmL
القبض على المتهمين
ألقى حراس ماكرون القبض على الشاب وآخر كان معه.
وأعلن المدعي العام في بلدية فالانس التي وقع فيها الحادث، أن السلطات أوقفت الشابين اللذين يبلغان من العمر 28 عاما، أحدهما الرجل الذي وثقت الكاميرات لحظة صفعه الرئيس الفرنسي أمام حشد من الناس.
وقال المدعي العام إنه تم وضع الشابين، وهما من سكان دروم، في حجز الشرطة ويواجهان تهمة الاعتداء على موظف عام.
وذكرت الشرطة أن الشابين يخضعان حاليا للتحقيق من طرف قوات الدرك دون أن تعطي أي معلومات أخرى هوياتهم أو دوافعهم، لكن تقارير في الإعلام الفرنسي تحدث عن شبهات انتمائهم إلى اليمين المتطرف.
عقوبة مُحتملة
قال المحامي آلان دوفلو لوكالة "نوفوستي" الروسية، إن عقوبة العنف ضد شخص يمارس سلطة عامة في فرنسا هي السجن 3 سنوات وغرامة 45 ألف يورو.
وأوضح أن الحديث يدور عن عقوبة قد يتم إنزالها على منفذ الاعتداء إذا لم يؤد هذا الأخير إلى عجز رئيس الدولة عن عمله مؤقتا، بحسب ما نقلته "روسيا اليوم".
من جانبها، شبّهت قناة BFMTV التلفزيونية الفرنسية، حادث صفعة ماكرون بحادث تعرض له الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في أثناء زيارته إلى منطقة لوت إي غارون في جنوب غرب فرنسا عام 2011، حين جذبه أحد الأشخاص باتجاهه بشدة وأمسكه بسترته من الكتف.
وبحسب القناة، حُكم على المعتدي وقتذاك بالسجن 3 سنوات مع تأجيل التنفيذ.
تعليق ماكرون
وفي أول تعليق له على الواقعة، أكد ماكرون أن التعبير عن الرأي مقبول لكن " لكن لا للغباء والعنف في الديمقراطية". وقال ماكرون ردًا على سؤال للصحفيين عما إذا كان قد شعر بالخوف: "لم يكن لدي وقت".
وردًا على سؤال آخر من الصحفيين عن وجود غضب أيضًا تجاه سياسات حكومة ماكرون، قال الرئيس الفرنسي: "لا، هناك غباء. هناك غباء وعندما يتحد الغباء مع العنف، فهذا غير مقبول، وهذا شيء آخر، ولا يجب الخلط بين هذا وذاك".
وأضاف ماكرون: "أنا أسمع الغضب. يتم التعبير عن الغضب في الديمقراطية. كما تعلمون، سألتقي دائمًا بالناس. أنا دائمًا على تواصل ومهتم. يعبر الناس لي عن غضبهم وأحيانًا استيائهم وأنا موجود دائمًا. أحيانًا أجد الإجابة، وأحيانًا أخرى لا أجدها، أحاول بناءها. أحيانًا أفهمها بشكل خاطئ، وأحيانًا أخرى أفهمها بشكل صحيح. هذا غضب مشروع وسنكون دائما هناك للرد عليه. لكن لا للغباء والعنف في الديمقراطية".
وعما إذا كان يأخذ الصفعة على محمل شخصي، قال ماكرون: "لا، على الإطلاق. أعتقد أن هناك أشخاصًا متعبون جدًا في هذه الأوقات ويجب ألا نستسلم أبدًا للعنف ولا سيما للعنف ضد جميع ممثلي الشؤون العامة، سواء كانوا رؤساء بلديات، سواء كانوا من موظفي الخدمة المدنية، سواء كانوا من يلتزمون بالشؤون العامة. ويجب ألا نعطيها أهمية كبيرة في وسائل الإعلام أيضًا".
وأضاف: "من الضروري أن تكون غير مرن عندما يتعلق الأمر بالقيم. في الديمقراطية، لا يوجد مكان للكراهية والعنف، ولا ينبغي أن نمنحه مساحة كبيرة لأننا في نهاية المطاف نفكر في أنه موجود في كل مكان في المجتمع، وهذا غير صحيح. علينا أن نعيد كل شيء إلى مكانه الصحيح".
إدانات اليمين واليسار
وقال رئيس الوزراء جان كاستكس أمام الجمعية الوطنية، بعد الحادث بوقت قصير، إنه بينما تعني الديمقراطية النقاش والخلاف المشروع "يجب ألا تعني بأي حال من الأحوال العنف والاعتداء اللفظي، وحتى الاعتداء الجسدي الأقل".
وغرد زعيم اليسار المتطرف، جان لوك ميلينشون، مؤكدا "تضامنه مع الرئيس" بعد الصفعة مباشرة.
من جانبها، أدانت زعيمة اقصى اليمين، مارلين لوبان، الاعتداء على الرئيس الفرنسي مؤكدة أن الاعتداء الجسدي على ماكرون "غير مقبول".
وكتبت لوبان على صفحتها في "تويتر": "قد يكون النقاش الديمقراطي شرسا إلا أنه لا يتحمل عنفا جسديا في أي حال من الأحوال. إنني أدين الاعتداء الجسدي غير المقبول ضد رئيس الجمهورية"، بحسب ما نقلته "روسيا اليوم".
وأضافت في تغريدة أخرى: "من غير المقبول أن يتعرض رئيس الجمهورية لاعتداء جسدي. أنا أول من أعارض إيمانويل ماكرون لكنه رئيس؛ يمكن محاربته سياسيا لكن لا يجوز أن يسمح أحد لنفسه بأي عنف ضده".
فيديو قد يعجبك: